الجزء الخامس عشر

113 4 0
                                    

يمشي بينما يحمل دامعة العينين, ليصل لسريرها ويضعها على السرير بعد ان نامت, عانقها ونام قربها فهو يعرف انها الأحوج اليه, ضمها لصدره الذي يقفل على قلبه الذي لا يعرف اطيب هو ام شرير, قبلها على جبينها قبلة سريعة لكي لا تستفيق وتعود تلك العينين البريئتين لتمطر قطراتها الدافئة, فتنزل نارا على قلبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في مكان اخر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظ صاحب ذاك الجسد الهزيل, من اتخذ من القوة خدعة للناظرين, ليخفي فيها ذلك الضعف المختبئ بداخله, كل ما يريده, ان يخرجه لأخته ويرى ان كانت لا تزال على قيد الحياة, ان كانت لا تزال تتناول الطعام, هي لا تجيد الطهو فمن اين لها شيء لتأكله معدتها الخاوية, جلس معانقا ركبتيه, متخذا منها طاولة او وسادة يرمي عليها راسه, يغسلها بدموعه ليزداد المه الما, فمن ذا الذي يتحمل الام القلب والجسد في ان واحد.

لا يخشى على نفسه شيئا, كل ما يريده هو اخته, يدعوا من كل قلبه ان تبقى حية حتى تحدث المعجزة ويخرج.
لم يعرف بان الله يرى صدق امانيه وادعيته, لييقظ ذلك الجسد المعانق لأخته التي لا تزال الدموع ترتمي على رموشها الطويلة كحبيبات الندى النائمة على فرائش العشب.

ينهض عن السرير ويتوجه نحو القبو, يفتح الزنزانة, التي يجلس فيها يو بين والرجل الثلاثيني ويقول بصوته المتصدع اثر بكائه على الم اخته:"يمكنك الخروج, يمكنك الذهاب لكن لا تتأخر, عليك الذهاب قبل ان اغير رايي, لا اريد من عيون طفلة ان تدمع على موت اخيها ليتعفن في السجن, لا اريد لطفلة ان تبكي على موت ابيها, اخرجا اخرجا وليست من عقلي المريض بل من قلبي الذي كانت علته في نظر عقلي كرهه الاعمى لأوامره الغير مقبولة, اخرجا وليس لكما بل لتلك العيون الحساسة, اخرجا فالدمع يفيض من اعين المخلوقات التي لا تستحق سوا الضحك, اخرجا لتريا نور الضوء, نور الضوء التي حرمت منه امي قبل موتها, نور الضوء الذي احتاجه كل من عليها, نور الضوء الذي لطالما حلم الاعمى برؤيته, فكم هو سخيف في نظرنا وكم هو كبير في اعينهم, اخرجا ولك بدل العين التي فقدتها الف عين, ستقول عني مجنونا فتارة اسحب عينيك بيدي والتي تليها اعطيك فيها قلبي, وانا مجنون لا لشيء فقط لوجود قلب حزين وعقل منتقم, اخرجا الان ولكم من قلبي اشد الأسف على ما عانيتموه, اخرجا واضحكا العيون البريئة التي كنت سببا ببكائها, اخرجا قبل ان يسرق عقلي جسدي من قلبي فيعود ذاك البطش ليبدر مني وانا اسف عليه, اسف حقا اسف, غادرا قبل فوات الأوان, هلموا هربا هلموا" قال ذلك والدمع فائض من عينيه, من ير ضحكه قبل ساعة سيقول بانهما شخصين مختلفين, كيف يمكن لدموع اخته ان تغيره كل هذا التغيير؟
لم يتأخر الرجلين ابدا, ولم يصدقوا ما سمعوه, ركضوا بسرعة ليعود الأول بجروح تملئ كامل جسده لأخته التي بالكاد تعرف كيف تنظف اسنانها لوحدها, والثاني بجسده المليء بالجراح المضمدة والعيون التي يبدو وكأنها خضعت لعملية جراحية, خصوصا بعد ان اعيد وضعها, ليعود لابنته التي لا تزال الدموع لم تجف من عينيها على فراق أمها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في منزل التوأم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

< يقول دانيال من وراء الباب, وقد تأكد جان جان هذه المرة من هويته, يقول بصوته المرتجف: "لا تدخل لا تدخل, الفضول قتل القطة فلا تدخل.." ليرد وهو ينظر للباب ذو اللون الغريب بنظره -بني- :"انا.. انا اريد.. اريد ان أرى ما هناك.. خلف هذا الباب" ليجيبه دانيال بصراخ كصراخ أخيه الذي ينهيه عن الذهاب "لا لن يعجبك رؤية ذلك.. لا تك غبيا وابتعد.. ارجوك..." صدم جان جان عند سماعه الرجاء من دانيال, انتابه الفضول ليعرف اكثر, حاول فتح الباب, لكن.. لكن سمع صوت صرخة قوية, ليصرخ هو الاخر> استيقظ ييبو بسبب صرخة أخيه الخائفة, يحال ايقاظه, الا ان فتح عينيه ضمه لصدره, كانه يحاول وضعه في قلبه, ويقفل عليه ليحميه من العالم.

اغمض جان جان عليه بقوة كانه لو فتحها سيرى وحشا مرعبا, ليشعر بتلك اللمسات الرقيقة على رموشه الطويلة, اخوه يحاول تهدئته بشتى الطرق, لطالما يفعل ذلك, قام بتقبيل خده وقال :"هيا الى النوم, غدا لدينا امتحان علينا ان نكون نشطاء, حسنا؟ جان جان؟" نظر الى جان جان الذي كان قد نام بالفعل ممسكا ملابسه بقوة, ليرخي قبضته عبر وضع يديه بينهما, ويقبلهم ثم ينام هو الاخر.

ترتمي اشعة الشمس على رموشه الطويلة, ليحرك جفنيه حركات سريعة متتالية, حتى اعتادت عينيه على الضوء, لينهض بسرعة ويتوجه نخو المرحاض, يغسل وجهه وينظف اسنانه, ثم يتوجه نحو المطبخ ليعد الإفطار. سمع من الغرفة صوت ارتطام ليعرف ان أخيه قد استيقظ وحاول النهوض, لذلك ركض بسرعة ليرى اخوه واقعا على الأرض, شعره مبعثر, وعينيه محمرة, وانفه الصغير أيضا, كان يبدو كحبة بندورة عليها شعر مستعار, بسبب انه احمر بالكامل, مما أخاف ييبو, لكنه لم يستطع منع ضحكته من نظرة أخيه الحزينة والغاضبة التي لا يمكن ان يقال عنها مخيفة, فهي اشد لطفا من ان تبدو مخيفة, ذهب وعانقه وهمس في اذنه :"ما الامر, ما بال هذه النظرات الغاضبة؟" ثم قام بتقبيل وجنته, ليشعر بحرارة وجهه الساخنة مما اثار خوفه, ويزيده خوفه صوته الضعيف :"ل..ست.. غا..ض...ب...ا..لم..م..ؤ..لم..جدا" قالها بين لهاثه, ليركض ييبو ويحضر كل الات القياس في المنزل, قاس له حرارته فكانت 42 درجة مئوية, ونبضه كان مرتفعا فقد كان 130 نبضة في الثانية, ضغطه منخفض ليكون 6\10,و الاوكسيجين يعد منخفض, فقد كان 88, مما جعله يركض ويتصل بسائقهم, ويطلب منه القدوم بسرعة ليأخذه للمشفى, لم يتأخر السائق فقد وصل في اقل من دقيقتين, ليحملاه بهدوء ويضعوه بالسيارة, ثم يتوجهون بسرعة قصوى متخطين الإشارات المرورية, دون الاهتمام لكمية المخالفات, وصلوا للمشفى الذي يملكه والد جان جان وييبو, ويركض الممرضون لبدأوا بإجراء الفحوصات الشاملة له, فيتبين معهم بانه متسمم, رغم كون أخيه معه دائما ويأكلون نفس الشيء دائما الا انه كان متسمم, وليس بطعام بل حقن بسم, فهذا النوع من السموم صناعي, لحسن الحظ ان المضاد كان موجود في المشفى, والا, كان سيحدث شيء لا يعجب احد.



اتمنى اعجبكم



برايكم من سمم جان جان؟

اخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن