26

643 65 29
                                    


___


..والنساءُ يحسدنها عليه، أيعرف ذلك؟

!كيفَ ظلت جملته الأخيرة والتي نطقها قبلَ غرقهِ في النوم من فرطِ التعب تتردد في خلدها؟

تتذكرُ كل تلك النظرات الحقودة التي تلقتها من الفتياتِ في يوم زفافهما، وفي يومِ تلك الحفلة التي حضراها سويًا

بالطبع، انه الرجل الذي لا يؤمنُ بالارتباطات
كيفَ قد تمكنت هي من جعلهِ يتنازلُ عن مفاهيمه الخاصة ليحظى بها كزوجةٍ له؟

!يزعجها كيف أن الكل يراهما هكذا، مثالييَن حد الحسد..لكنهما ليسا كذلك في الحقيقة

أو أنهما كذلك، لكنهما عاجزانِ كليًا على أن يكونا معًا، تحتَ مسمى الزوجين

تلك الفجوةُ التي يُخليها هو..والتي تحافظُ على بقائها هي، تجعل حدوثَ ما هو أكبرُ مستحيلًا

على الرغم من الارتباكِ الذي يجعلها تشعرُ به في كل مرةٍ يكونا بها وحدهما، دون دخيل، لا ثالثَ معهما، تشعرُ تاليًا بقدرٍ كبير من الراحة جنبه

انه لتناقضٌ عجيب، تناقضٌ مؤذي لقلبٍ سبقَ وقد تأذى..قلبٍ حذر ومتوجس..قلب يترجف اثر ترادف الفاجعاتِ عليه

عكسه الذي يبدو محافظًا دائمًا على حرمةِ صدره، رادعًا الكل عن انتهاكها..وفي ذلكَ حُرمانٌ تتبعه راحةٌ أبدية، هو يفضلُ ذلك..هو يرَى الصحةِ في سلامةِ القلب وأمانهِ من الدخلاء

كانت تدري داخلها أن كل ما يفعلهُ خلال هذه الفترة هو مرعاةً لأجلها، وحتى تتحسن..يتصرف بانسانية لا أكثر، يعتني بها لأن من واجبه فعل ذلك، ولأنه اعتبرَ في يومٍ من الأيامِ طفلها ابنًا له..كأنهُ يشاركها جزءً من الحزنِ لا كله

ترتمي على صدره بخفة، تستغلُ استغراقه في النومِ لتسمعَ نبضه..وتتساءل بسرية

' هل هو حيٌ مثلنا؟ أيعقل أن يحدثَ خطبٌ ما في العالم يؤدي إلى هزهزةِ عتادِ هذا القلب؟'

..ثم تشعرُ بدموعها تسيل، لا تدري لماذا

لكن هذه الفجوة تُساعد على عدمِ تحسنها، خلو العاطفة..يساعدُ على اقتحامِ البردِ لقلبها أكثر، والذي صارَ ينتحبُ لأجل دفءٍ كبير يأتي وينقذه

 !..والا فلن ينجو

كالمريضِ عندما يشتد به الألم، حد الخدر..ثم السكون

Drunk In You | ثَمِلةٌ في حُبِّكWhere stories live. Discover now