عِندما بَكى - 27

620 55 28
                                    


_________


وضعَها على السرير كما لو أنها قارورة زجاجية هشة وقابلة للكسر، ثم بإصبعيه قام بتفقد نبضها ليشعرَ بانقباضِ صدرهِ المُصاب بالفزع يخف قليلًا، لكن وُجب عليه اسعافها بسرعةٍ كي تتنفس

ولهذا شرعَ ينفذ الاسعافَ الأولي اللازم للغريق، يضغطُ بكفيه على بطنها عدة مرات ثم يبثُ الهواء من فاهه إلى فاهها، وقد كرر العملية بلا يأسٍ حتى بصقت الماء وسعلت

حينها توقف يتنفسُ الصعداء فيما يشد على شعره من فرطِ الاجهادِ النفسي الذي مر به خلال هذه اللحظات بسببها

كانَ يجلس بركبتيه أعلاها في تلكَ الحين، وكانت هي تسعلُ بصعوبة مما يحثه على ضرورية مساعدتها، لكنهُ سهَى قليلًا بفكرهِ عندما استوعبَ شكل الحال التي هما عليها الأن

هِي بِجسدها الرطبِ الأعزل أسفله على السرير بينما هو يعتليها

أدهشهُ كيف أن القدرَ قد سنحَ له بفرصةِ تأمل جسدِ زوجته المُباح عليه في وقتٍ حرج، وبحالةٍ لا تتناسبُ أبدًا مع غرائزه التي ستنفضُ في حضرةِ أنثوتها، والتي يستحق أن يقفَ لها الانسانُ عاجزًا في تقدير وانبهار

لم يرَى تفاصيلًا أذهلته لامرأة قبلًا هذا الحد، لكن حالةَ تيه بصره فيها لم تستمر حيثُ أنهُ جعلَ يبعدُ شعرها الرطبَ عن وجهها ويمسدُ رأسها في أثناء استعادتها لوعيها، ثم لفَ ذراعه وراء ظهرها ليرفعها حتى تتنفس بصورةٍ أفضل وقد كانت تلكَ واحدة من أقربِ الأوضاعِ التي كانا عليها يومًا

" هل انتِ قادرة على التنفس؟"

سألَ عندما لاحظَ شهقاتها المتتابعة وكيفَ يعلو صدرها ويهبطُ بطريقة مضطربة، لكنها أومأت له ولم تكن عينيها قد انفتحتا بعد..

فتحتها الأن فقط لتطل عليه بملقها المتلألئة الدامعة والتي قد تجعل أي قلبٍ يهف ويخفق ويرتجفُ ويرق، وحتى لو كانَ حجرًا فسينشطرُ إلى نصفين..أو أنه قد يتفتت من قوة تأثيرتلك النظراتِ عليه

" سـ..سيهون "

عندما عملَ عقلها على جعلها تفيق وتستوعب الموقف أدركت بأنه تم انقاذها من قبله، وقد شعرت بقدرِ كبير من العاطفة يضربها وكأنها ريحٌ قد هبت عليها لتجعلها ترتعش تحتَ وطئ نظراته الماطرة عليها، وعينيه اللتان تحملانِ تعبيرًا مختلفًا لامسَها في أعماقِ صدرها لتشعر أنها قادرةَ على الارتماء في حضنه، تصطلي بدفء جسده متناسيةً تمامًا أمرَ جسدها المفضوح أمامَ عينيه

Drunk In You | ثَمِلةٌ في حُبِّكWhere stories live. Discover now