هكذا شكرت الله ❤

56 8 0
                                    

فى عام ٢٠١٠ تعرض أبني الأكبر أحمد لكسر مضاعف شديد فى عظام ذراعه الأيمن ما بين الكوع والكتف. وفى المستشفى أقترح دكاترة العظام اليابانيين المتخصصين إجراء عملية تثبيت للعظام من الخارج نظراً لصغر سنه باستخدام مسمارين بلاتين خارجيين مثبتين بالعظم بالقرب من الكتف وأخريين مثبتين بالقرب من الكوع وبعد إعادة رص العظم المكسور يتم الشد باستخدام دعامة خارجية انبوبية الشكل ومصنوعة من ألياف كربونية مضفرة فى بولمر معين.
إلى هنا قد يبدو الامر عادى جداً بالنسبة لكم ولكن بالنسبة لي كانت هناك مفاجئة لم أكن اتصورها أن تحدث يوماً ما وبمثل هذه الطريقة الغريبة. المفاجئة هى أنني خلال الخمس سنوات السابقة للحادث كنت أقوم بالإشراف على رسالتي ماجستير ودكتوارة لأحد طلابي اليابانيين (تاكاي سان) لتطوير الأنابيب المصنعة من الألياف الكربونية المضفرة مع بعض اللدائن تماماً مثل التى استخدمت في علاج ذراع أبني أحمد !!!. سبحان الله كأن الله أراد أن يرني ثمرة جهدي وعملي وعلمي فى فلذة كبدي (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سُلطانك).
خلال فترة الإقامة مع أبني أحمد فى المستشفى لإجراء العملية الجراحية ، لاحظ الطبيب الياباني المعالج قلقي الشديد فأراد أن يطمئنني فقال لي أن هناك سنوياً العديد من حالات كسور العظام ومعظمهم من كبار السن وبالأخص فى شمال اليابان حيث تتساقط الثلوج بكثافة وتتراكم فوق أسطح المنازل مما يتطلب صعود أحد سكان المنزل لإزالة الثلوج يدوياً مما يتسبب فى بعض الأحيان فى حدوث حالات كسور خطيرة ربما تصل الى الموت نظراً لانزلاقهم وسقوطهم من أعلى المنزل على الارض. وقد أعطاني الطبيب تقرير سنوي تصدره الجمعية اليابانية لتساقط الثلوج به أحصائيات عن عدد المصابين والقتلى وأعمارهم ونوعية الكسور بسبب الثلوج.
بعد إجراء العملية بنجاح لأبني أحمد قررت أن أشكر الله بطريقتي الخاصة . فذهبت إلى معملى وعكفت عدة أشهر لتقديم أختراع جديد إلى الانسانية وهو نوع جديد من أسقف المنازل يستطيع ان يزيل الثلوج تلقائياً بدون الحاجة للعامل البشرى باستخدام النانو تكنولوجيى والألياف الزجاجية والطبيعية وبعض اللدائن.
ومن الاثار الجانبية الإيجابية المتوقعة لتلك الأسقف الذكية غير أنها سوف تسهم فى تقليل الآلام بعض الناس، أننا سوف نستخدم فيها ألياف طبيعية مثل ليف النخيل الذى يتواجد بكثرة فى البلدان الفقيرة مما سوف يسهم أيضاً بأذن الله تعالى فى دعم فقراء تلك البلدان.
وقد تم تقديم هذا الابتكار فى أمريكا لأحد أشهر الجوائز العالمية للابتكارات فى مجال المواد المركبة الحديثة والتى تمنح جوائزها مؤسسة جك العالمية غالباً للشركات العالمية العملاقة مثل بوينج وأيرباص و مرسيدس بنز وتويوتا. والحمد لله للأعز الأجل استطاع ان يصل بحثنا هذا الى المنافسة النهائية (الفينلست لأحسن ثلاثة أبحاث) من بين مئات الأبحاث المقدمة لنيل تلك الجائزة المرموقة.

كم تسري سفينةُ حياتنا في بحارها إلى حيث لا ندري! وكم نتوقَّع أن نضحك فيها فإذا بنا نبكي!
وكم من يومٍ كنَّا نتوقع أن نبكيَ فيه فإذا بالبسمة ترتسِم على شفاهنا, ونشوةِ الفرح تغمرُ أرواحَنا ! فلذا وجب الصبر في الأولى والشــــــــــــــكر في الثانية

سعادة بطعم الأخلاق والدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن