قالوا بأنهم يريدون الركض لكن لم يعجبني تعلّم الهربقالوا بأنهم يريدون النسيان، ولم تعجبني بدايات الادعاءات
أردتُ شيء لا يُشبه أي شيء
أردتُ شيء أعلمه، لكنني لا أعلم ماذا يكون، لذا أردتُ اكتشافه، نزعي منّي إليه.
تعبت، وأنا أغطسُ في الماء، دون جدوى أن أكون جزءً منه في يومٍ من الأيام، تخيلتُ أن تكون كل الدنيا بَحر، في تاريخ ميلادي بَحْرٌ وفي معتقداتي بَحْر..
وأنا سيفٌ صدئ مغروسٌ في البَحْرِ. تخيلتُ أن كُل العالم بَحْر، أنهُ مثلُ الشعرِ، مثلُ الفنِّ، محلّ اليابسة وهي بُكاءً تُحاول أن تكونَ أكبرَ من عُمقِ البَحْرمثلُ الجَرحِ، يبداء ولا ينتهي، يأتي ولا يرحل، يتشبّث ويعلق.. إلى الأبد.
لقد بدأت أفقد اللذة في الأشياء، طعمُ المرارة في فمي يزداد وأعلم.. بأنّ النهاية هي فقدان كُل شيء
كالمعتاد، كالانهيار المستمر، والوحدة الطارئة طوال الوقت
كمأزق الوداع المفاجئ وارتحال الأشياء.
تخيلتُ كل الدنيا بَحرْ، خيالٌ حَزينٌ حزين.
لا نسيمَ، لا رياحَ، لا حديثٌ، لا صوت..
بَحْرٌ، كل الأرضِ بَحْر!
ولكنكَ بنفسك غارقٌ يا بحر
مفقودٌ
مهزومٌ
ضائعٌ
لا تُفتّشُ فيكَ عنك
ولا تسيرُ كما يسيرُ كل شيءٍ فيك
بَحْرٌ أنتَ لا تبكي
لا تجرّب طعم الطيران
ككسرةٍ كبيرة جداً، لفرطِ الحُزن صارت تذوب بلا توقف..
كلما فاضت جروحك صرخت أمواجك، كلما نزفتَ، ضاعت ألوانك بلا جدوى
لا شيء غيرَ النيلي والأسود، أحببتَ الرماديّ فتركَك،
عبثاً.. عبثاً تُصارع، عبثاً تُحب، يا لكَ من كذبة هائلة، ضخمة، موحشة!حادٌ بغيرِ حُب، ولكنكَ... لا شيءَ غير بَحر.
لا شيء غيرَ بحرٍ لن يكونَ العالَم.
لا شيء غيرَ ماء، أغطسُ فيه كل ندوبي، فتحرقني، حريقَ ماءٍ لاسع، حريق احتضانِ ضائع، حريقُ الوعود والرهائن، حريقُ الخِداع والاثم الدائم.
إذا قرأت الآن فلا تعُد للمنزل، ليس اليوم، ليست هذه الساعات، ليست هذه الدقائق ولا هذه اللحظات، إذا استطعت لا تعُد إلى الأبد..
ولكن الدنيا... كل الدنيا للأسف
رياحٌ خالدة، تمرُّ باستسلام على النوافذ، على الشمس، على الكنائس، على الطيور، وغبار المدافِع.
لا تطرُق الباب، لا تصفعه، لا تُحطّم الحَديد ولا تزمجر في الأشياء
ولكن علَى غضبي أنا، تنفُث..
على جرحي أنا، تمكُث.
عليكَ أن تنكسِر وأن تتعلّم بأنّ هذا الانكسار يجب أن يكون مرةً واحدة في حياتك.
ولكنّي...
لا أختنق؟
من رياحِ الوداع
من رياحِ الروح الدنيئة
من أشياءٍ وأشياء
شش! كان عليكَ أن تعلم، قبلَ أن يُخبركَ الآخرين.
أنت تقرأ
ثأرُ الرِّياحْ|TK
Любовные романыإذا كان سيمضي، لماذا بدأ؟ إذا الرّيحُ ستأخُذ خصيلاتك من بينِ يداي وتداعبها لماذا.. واصلتُ محاولة تطهيرِ يداي برائحة شعرك، أكثر.. دونَ أن تعلم، أكثر.. حتى خفقَ صدري يتعدّا سُرعة الأيام. أردتُ أن أسأل، لِماذا؟ ولكنّ حجم أسئلتي كان أكبرُ من اللغة.