الفصل العشرون

4.9K 122 9
                                    

الفصل العشرون

أماني

وقف جمال تحت المطر الغزير أمام منزل آل ربيعي وهو يشعر بالاضطراب والقلق .. إنه يقرع الجرس منذ عشر دقائق على الأقل دون أن يلقى أي رد من لوتس ... كما ذهب عدة مرات خلال الأيام السابقة إلى المتجر عله يلقي نحوها نظرة من بعيد يطمئن بها عليها .. ليجده مغلقا دون أي أثر لها ... وهو ما جعله يتخذ قراره بالمجيء إلى هنا ...
عاد خطوتين إلى الوراء لينظر إلى المنزل المظلم دون أن يظهر عليه أي أثر لوجود حياة داخله ... لوتس .. أين أنت ؟؟ ..
أحس بالخوف يعصف بقلبه وهو يردد لنفسه بأنه قد تخلى عنها في أكثر لحظاتها حاجة إليه .. لقد لامها على خطأ رجل آخر ... خدعها واستغل ضعفها ... واستعملها وسيلة لابتزاز شقيقتها .. لقد حملها هي المسؤولية الكاملة وكأنها ما كانت ضحية هي الأخرى لخديعة نديم فهمي وخطته للانتقام ... رباه ... أين أنت لوتس ؟؟
عند قرعه للجرس للمرة الخامسة .. حاول الاتصال بها دون فائدة .. إذ كان هاتفها خارج التغطية وكأنها قد تلاشت فجأة من الوجود ..
نظر حوله وكأنه يوشك على سؤال أي شخص يراه قريبا عله يعرف أي شيء عن سكان هذا المنزل .. أتراها تسامحه على خذلانه لها .. أترى فارديا تسامحه قط على تخليه عن لوتس في هذا الوقت الصعب ؟؟
لقد كان غاضبا ذلك اليوم .. عندما عرف الحقيقة .. غاضبا ومهتاجا لفكرة هيام لوتس برجل آخر .. لفكرة استسلامها وضعفها اتجاهه إلى حد تمكنه من استغلالها بتلك الطريقة .. رباه .. لقد كادت الغيرة تقتله ... لقد تمكن بمعجزة من تمالك نفسه .. من التظاهر بالهدوء والسماح لتلك المدعوة راما والتي لم تتوقف عن اللحاق به ومطاردته كالعلقة ... بأن تحكي له حقيقة ما حدث .. عندما عرف بأن لوتس ملامة بلا شك على ما حدث ... على ضعفها وسماحها لشاب عابث كنضال فهمي أن يستغلها ويسخر منها .. إلاأنه قد عرفها بما يكفي خلال الفترة السابقة ليدرك بأن تنازلها كان بدافع الحاجة إلى الإحساس بقيمتها ... باستحقاقها المحبة والتقدير وقد جاءت دائما في المرتبة الثانية بعد فارديا ...
كم تراها تألمت عندما عرفت بأنها ما كانت اكثر من وسيلة بالنسبة للشاب الذي اهتمت لأمره حتى يصل هو وابن عمه إلى فارديا
كم تراها تألمت عندما نبذها بدون أي تفكير بها ... عندما تركز اهتمامه بتأثير الأمر على فارديا ....... فقط
لقد خذلها كما خذلها الجميع ... لقد سحب منها كل إحساسها بالقيمة ... وقف إلى جانب نضال فهمي .. وراما ومثيلاتها في تحطيم ما تبقى من كبرياءها .. وروحها المقاتلة التي طالما استفزته منذ عرفها
لطالما ظن بأنه نافر من الفتيات المشاكسات ... ولكن ماذا عن الفتيات اللاتي تخفين هشاشتهن بمشاكستهن تلك ... رباه .. أتراها تسامحني يوما ؟؟؟
عاد يحاول الاتصال بها دون فائدة .... ثم دس هاتفه داخل جيبه ... وهو يتساءل إن كانت لوتس قد ذهبت أخيرا إلى شقيقها كما توسل إليها عشرات المرات ...
فكر بحزن وهو يتحرك مبتعدا ... ربما خسرتها إلى الأبد جمال ... ربما لم يكن مقدرا لكما أبدا أن تكونا معا .. في النهاية .. من تكون أنت إلى جانب شقيقة صلاح النجار ؟؟؟

زهرة في غابة الأرواح(الجزء الثالث من سلسلة للعشق فصول)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن