الفصل السابع

4K 117 5
                                    

الفصل السابع

زفاف أسود


:- هل لك أن تتوقفي عن العمل للحظات وتتحدثي إلي ؟
وضعت فارديا ما بيدها وهي تلتفت نحو جمال ... الساخط إنما المشوش وراءها .. تنهدت قائلة :- أعرف بأن الأمر مفاجي جمال ..
:- مفاجيء ؟؟؟ لا .. أبدا ... ولماذا يفاجئني أن تدخل رئيستي في العمل ... وصديقتي كما كنت أظنها ... ذات صباح لتخبرني بأنها ستتزوج .. لا .. لن تتزوج فحسب .. بل ستتوقف عن العمل في بوفارديا ... ما الذي يحدث حقا فارديا ؟
لمحة خاطفة من الحزن مرت على ملامحها الجميلة ... حزن امتزج بخوف لم يسبق أن رآه في عيني صديقته ... قال برقة :- أخبريني فارديا ... قد أتمكن من مساعدتك
ليتها تستطيع فتح قلبها له ... إلا أنها لن تحرج شقيقتها .. وتهين والدها أمام جمال بإخباره الحقيقة .. تمتمت :- لقد تقدم شخص ما لخطبتي ... وقد ... لقد قدم عرضا لم أستطع رفضه ..
تحاشت النظر إليه وكأنها تخشى أن يقرأ أفكارها ... قال بوجوم :- بهذه البساطة ؟؟؟ لم أتخيلك أبدا من ذلك النوع القادر على بيع نفسه لأجل المال فارديا ..
رفعت رأسها هاتفة بغضب :- جمال
قال بصراحة :- هذا ما أراه فارديا ... أنا لا أعرف ظروف زواجك المفاجيء هذا .. إلا أنني دائما تخيلتك زوجة لرجل مميز .. رجل قادر على إطاحتك عن قدميك بحبه .. أنت جميلة جدا فارديا .. إلا أنك لن تتزوجي برجل غير جدير بك .. وما أراه في وجهك منذ وصولك هذا الصباح .. لا يمت للحب أوالسعادة بصلة ...
غمغمت :- لست أنا من عليك القلق عليه جمال .... إنها لوتس ... بعد زواجي ... لن أكون قادرة على مراقبتها والاهتمام بها ..
قال ساخرا :- وكأنها كانت تسمح لك بمراقبتها من قبل ... آخر شخص يستحق القلق أو الاهتمام هو لوتس فارديا
قالت بتوتر :- أنا جادة جمال ... أعرف بأن علاقتكما سيئة .. إلا أن لوتس هي من سيحل محلي هنا بعد زواجي ... أعرف بأنك تفضل أن تبحث عن عمل آخر عوضا عن العمل معها
هز رأسه موافقا دون أن يفارق الوجوم وجهه ... قالت :- فقط امنحها بعض الوقت كي تعتاد على المكان ... كي تعرف ما عليها فعله ... أنا أعتمد عليك جمال ... أنت الشخص الوحيد الذي أثق به للعناية ببوفارديا ... وبلوتس على حد سواء ..
قال بقلق :- تتحدثين وكأنك راحلة بدون رجعة فارديا ... زواجك لا يعني اختفاؤك ... تستطيعين زيارتنا في أي وقت تشاءين ..
لم تكن فارديا متأكدة من هذا ... على الأقل .. تعرف بأنها ستكون مشغولة لفترة حتى تعتاد وضعها الجديد ... وتفرض كيانها في حياتها الجديدة ... وكأنها ستخوض معركة وجودها كله ..
قال جمال برقة :- أنت لست مرغمة على هذا الزواج فارديا .. لا أحد يستطيع إجبارك على فعل ما لا تريدين ..
حقا ؟؟؟ .. تمتمت بلهجة خاوية :- لا تقلق جمال ... لا أحد يرغمني ... أنا أعرف بالضبط ما أفعله .... قد يبدو هذا الزواج خاويا .. غريبا ... إلا أن شيئا ما داخلي يدفعني دفعا لأخوض التجربة ... شيء ما يناديني لا أستطيع التغاضي عنه ... لا تخف علي جمال .. لن أختفي ..
قالت العبارة الأخيرة بابتسامة مرتعشة لم تخدعه ... قد تبدو فارديا قوية للآخرين ... إلا أنه وحده يدرك حاجتها للحماية ... من نفسها قبل كل شيء .. لا شيء في فارديا سهل ... تعقيدها هذا .. هو عدوها الأول
دلف زبون إلى المتجر في تلك اللحظة ليقطع حديثهما ... فقالت فارديا بإشراق زائف :- لم لا نهتم بزباءننا ثم نتابع حديثنا هذا لاحقا ..
راقبها جمال وهي تعد باقة الأزهار للرجل .. أناملها تتحرك باحترافية .. بينما تحتفظ بملامحها جامدة بدون تعبير .. وبابتسامتها وكأن أحدا قد خطها على وجهها دون إقناع .. إنه يعرف فارديا جيدا ليدرك عقم تدخله في حياتها الخاصة ... إن قالت بأنها مقدمة على ذاك الزواج ... فإن شيئا لن يوقفها ... ليس أنه ضد أن تجد فارديا السعادة التي تستحقها ... ولكن أن تتزوج بنديم فهمي ..
لمع شيء في عقله فجأة عندما ردد الاسم هامسا ... رباه ...
عندما غادر الزبون الراضي .. قال فور أن استدارت إليه :- فارديا ... انت تعرفين بأن نديم فهمي .. الرجل الذي تنوين الزواج منه ... هو نفسه صاحب ذلك المنزل المخيف الذي عملنا فيه قبل أسابيع ؟
اختفت ابتسامتها وهي تتذكر ذلك المنزل الواسع ... ذاك الذي أثار ذبذبات من القلق العظيم داخلها منذ وطأته قدماها .. تذكرت كل تفاصيله .. سكانه .. تلك الغابة التي احتلت مساحة شاسعة خلفه ... إلا أنها لا تذكر أبدا أنها قد سبق ورأت نديم فهمي هناك .. أتراه رآها ؟؟
تذكرت كلماته وهي تخط توقيعها على ورقة اتفاقهما .. ( ستكونين لي فارديا ... جزءا من منزلي ... زهرة بين أشجار غابتي ... أظنك ستروقين لسكانها كثيرا )
قال سكانها ... لا سكانه .. لم يقصد المنزل في كلماته ................. لقد قصد الغابة ..
هنا .... لم تستطع فارديا كبح قشعريرة خوف ضارية اجتاحتها

زهرة في غابة الأرواح(الجزء الثالث من سلسلة للعشق فصول)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن