الفصل السادس

4K 126 4
                                    

الفصل السادس

صفقة ... وضياع

خرجت فارديا من غرفة والدها صامتة وقد اعتلى وجهها الشاحب الوجوم .... اعتدل جمال الذي كان مستندا إلى جدار الممر في انتظارها قائلا بقلق :- كيف هو الآن ؟
تمتمت :- نائم ... إنما بخير .. كما آمل ..
نظرت إلى وجهه القلق ممتنة للغاية لوقوفه إلى جانبها هي ولوتس في هذه الظروف .. تمتمت :- أشكرك على مساعدتك لي في إعادته إلى البيت جمال ... ما كنت لأتمكن من نقله إلى غرفته وحدي
أومأ برأسه دون أن يرد على شكرها ... فهو قد توقف منذ فترة طويلة عن اعتبار نفسه غريبا عن هذه العائلة .. عندما اتصلت به فارديا قبل أيام لتخبره بانهيار والدها .. كان صوتها مضطربا في حالة نادرة جدا وقد عرفها دائما متماسكة وقوية ... تخيلها عاجزة وهي ترى والدها منهارا على الأرض قبل أن تطلب الإسعاف وتتدبر نقله إلى المستشفى ... حيث لحق بها جمال إلى هناك على الفور ... إن بدت فارديا ضائعة ومضطربة وهي تنتظر الطبيب ليخبرها بالجلطة القلبية التي أصابت والدها .. فإن لوتس كانت منهارة تماما ..
سار معها جمال نزولا إلى الصالة حيث كانت لوتس مكومة منذ وصولهما على إحدى الأرائك ... فأحس بغصة تخنقه وهو ينسى فجأة كل تحفظاته على الساحرة الوقحة التي اعتادت إثارة غيظه بغرورها وتكبرها ... لقد بدت مختلفة ووجهها الشاحب خالي تماما من الزينة ... ملابسها البسيطة والمجعدة مختلفة تماما عن تلك الأنيقة التي اعتادت ارتدائها ..
سمع فارديا تقول بتوتر :- لا تقلق ... لوتس ستكون بخير
أومأ برأسه واثقا من فارديا وقال :- لست مضطرة للمجيء إلى المتجر حتى يتحسن حال والدك .. سأهتم أنا بكل شيء .. وإن احتجتني اتصلي بي وسأكون هنا خلال دقائق
عندما غادر أخيرا .. التفتت فارديا تواجه لوتس .. التي قالت بخفوت :- أنا السبب ... أبي مريض بسببي .. سنفقده هو الآخر بسببي أنا ..
لا ... لم تكن لوتس السبب ... بل فارديا .. وكلماتها الجارحة التي أصابت والدها في الصميم ... حاولت إزاحة إحساسها بالذنب وهي تقول بجدية :- لا وقت للنواح لوتس .... يجب أن نفكر بحل لمشكلتك ... هل عاد ذلك الشاب للاتصال بك مجددا ..
قالت لوتس باضطراب :- بالأمس ... اتصل بي وتحاشيت الرد عليه ..
هزت فارديا رأسها قائلة :- أحسنت ... أوقفي أي اتصال به لوتس .. لا أريد أي احتكاك بينك وبينه حتى أتحدث إليه ..
رمشت لوتس بعينيها قائلة :- هل ستتحدثين إليه ؟؟ كيف ؟
:- أنت قلت بأنه معيد في الكلية ... سأذهب إليه وأواجهه
شحب وجه لوتس وهي تقول بذعر :- لا ... ليس في الكلية .. أرجوك .. قد يسمعكما أحد ..
هتفت فارديا بنفاذ صبر :- ماذا تقترحين لوتس ؟؟؟ لن يتحدث إلي إن حاولت الاتصال به .. وقطعا أنا لن أذهب إلى منزله
:- إذهبي إليه في مقر عمله ... لقد سمعت بأنه يعمل في شركة تمتلكها عائلته ... أستطيع أن أحضر لك العنوان .. إنما لا تذهبي إليه في الجامعة .. أرجوك
جلست فارديا وهي تفكر بعمق قبل أن تقول بعزم :- حسنا .. سأذهب لرؤيته غدا ... ذكريني باسم ذلك الوغد
:- نضال ... اسمه نضال فهمي ...
فهمي !! ... بدا لها الاسم مألوفا .. إنما لم تتمكن من معرفة السبب وعقلها يفكر قلقا بالمواجهة التي تنتظرها غدا ... نضال فهمي سيدفع غاليا ثمن عبثه مع شقيقتها


زهرة في غابة الأرواح(الجزء الثالث من سلسلة للعشق فصول)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن