غَيَاهِبْ 1

3K 116 26
                                    

نَظَرتُ إِلى السَاعَة وَكَانَتْ تُشِيرْ إِلي الخَامِسة والنّصفْ فَجْرًا .. مُتعب جَسَدِي مُرهَق بِحَقْ وَ رُوحِي تَسعَى لِلخَلاَصْ وَلَكِنْ لاَ تَجِدُهْ !!!

آبعدتُ الغِطَاءَ بِهُدوءْ عن جسدي و دَلفت إلى الحمام آغسِل وجهِي .. وقفت آمام المرآة أُغلِق أزرار قميصي ، أتجنب رُؤية وجهِي دائمًا..مَلامِحِي بدأَتْ تتَحَدثْ عَنْ التَعَبْ الذّي أَحمِلُهْ بِدَاخِلِي..تناولت بعضًا من آقراص الحُبوب لإخراس أوجاعَ جَسدِي ومَفاصِلي التِي تَصرُخْ وجعًا، وبعضًا أيضًا لإسكَاتْ أَلمْ يدِي اليُمنى الذِي بَاتْ تحمُلِهْ جحِيمًا لا يُطاقْ.

إنتهيت وخرجت مِن غُرفَتِي مَارًا عَلى غُرفْ إِخوتِي النَائِمِين بسُباتٍ عَمِيقْ..كَم أحسِدهم على الراحة التي هُم فيها،لِمَا كان علي أن أُعانِي هكذا؟؟ أكان علي فقط تحمل سِتتة أطفَالٍ فِي عُهدَتِي ؟؟؟؟ ..
الحَياة لا تَرغَبْ بِجعلِي مُرتاح، هذا الزَّناء كثيرٌ على قلبي أُقسم !!

دخلت إلى المطبخ طَهيتُ الإفطارْ بهُدوء وقمت بتغطيته فقط لكِيّ يقوموا بتسخينه عِندَ إِستِيقاظِهم،ليس وكأنِي سأعتَمِدْ عليهم حتَى فِي إعداد الإِفطَار!!
آحذت مِعطفي وخرجت بهدوء من المنزل، شعرت بلسعة باردة فِي جسدي جراءَ بُرودَةِ الجَوّ أشحتُ بِناظِريَّ عَالِيًا نحوَ السَمَاء الجو مُنعش شعرت بأن لدي آجنحة ولكني في أعماق المُحيط..

الجُو مُغيم والغُيوم تتلبد خلف تلك السحابات السوداء وكأنها غاضبة ترغب بإفراغ سخطها ببعض من الدموع التي ستسقطها فيما بعد، مشيت بهدو الشوارع شبه فارغة إنها لا راحة هذا ما يحتاجه عقلي..الهُدوء ولاشيء غير الهدوء.

سماع ضجيجهم وآصواتهم وحراكاتهم وبكاء الأطفال وأحاديث الناس المسموعة وأبواق السيارات..هذا أمر يجعل عقلي يرغب بمغادرة رأسي..وصلت إلى وجهتي نظرت إلى الساعه كانت السادسة ونصف دخلت إلى المقهى صليت في خُلدِي أن لا يكُون ذلك العَجُوز المقرف هُنَا،صوته وشتائمه المقززة حتى طريقة شُربه للقهوة تصيبُنِي بِالصُداعْ..نظرتُ على اليمين ووجدت زميلي في العمل يرتب الطاولات والكراسي "صباحُ الخَيرِ سام"..حادثته بينما وقفت بجانبه..

"صباحُك خير جين" رد علي بهدوء مع إبتسامته اللطيفة.."سام هل مُدير المقهى هنا؟؟" سألته بينما سمحت لأنظاري بمسح المقهى لعلِ آرى مالا ترغب عيناي برؤيته ...إبتعد سام بهدوء بعدما آنهى ترتيب الطاولة مجيبًا على سؤالي بهدوء مُصاحب لضحكة ساخِرة قد كست على معالِمه "آرقص فرحًا إبنه البغيض من سيُشرِف علينا اليوم".

غَيَاهِبْ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن