الفصل السابع

2.5K 115 6
                                    

صلوا على النبي 😍
،،،،،،،

جالسآ واضعا قدم فوق أخري و يده علي فمه و عينيه مرتكزه علي تلك الغافيه بهروب علي الفراش..  ارتمت بين يديه و هربت عن الواقع تاركه اياه يغلي كالمرجل و عقله يكاد يفقده من الالاف الصور الذي ينسجها خياله من ما عاشته منذ ساعات قليلة... بدايه من مهاتفتها اليه و هلعها الظاهر في صوتها و كلمه(قتلوها) التي ترددت علي مسامعه في لحظه انهيارها.. و لو كان رأي منها بعض القوه و الصمود كان لن يخرج من المشفي دون فهم كل شئ.. و لكن انهيارها و خوفها الشديد و تعلقها به ما جعله يلبي رجائها و الخروج من المشفي...
نفخ بصوت عالي و عينيه لا تتزحزح عن وجهها الغافي يحمد الله انها امامه و كل شئ بعدها يقدر عليه.... الا هي..
الا ان يمسها مكروه او أذي
لم يخلق بعد من يمس فقد طرفها..
ضيق عينيه علي وجهها المتألم و ازداد حنقه لغفوتها الطويله فاصبره اوشك علي النفاذ..
علا رنين هاتفها بجانبه في حقيبتها...تردد قليلا في فتحها و لكنه حسم امره لرنينه المستمر.. اغمض عينيه  انه اخيها سليم..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يدور حول نفسه و قد فقد صبره لهاتفها الذي لم تجيب عليه  و خروجها  مبكرا دون علمه كعادتها... ارتاب و قلق عليها و عدم ردها علي هاتفها  ما اثارت قلقه اكثر
اقتربت منه زينه  :سليم اهدي ان شاء الله خير
شد علي شعره و قال بعصبية :اهدي ايه مابتردش علي الزفت ليه... طب انزل ادور عليها
اجابته رغم قلقها:هاتدور عليها فين بس
تمتم بداخله بوعيد :بس لما تيجي وقعتها سوده.. و اكمل بعدها بقلق :بس تيجي
ارتفع رنين هاتفه بأسم ادم نفخ بضيق وقال:شوفتي اهو ادم بيتصل بيا تلاقيه كلمها و ماردتش عليه هو كمان
أجابه سليم :ايوه ياادم
هتف ادم علي الجهه الاخري مستند علي باب غرفتها من الخارج :سليم تعالالي مستشفي ##
انتبه سليم و قال  :ليه انت كويس
صمت ادم قليلا و قالة :رانيا
تخشب جسد سليم و قال بحذر : مالها
وضع ادم اصبعيه علي انفه قائلا ؛ هي بخير ماتقلقش مش هاينفع أقولك في التليفون.. تعالي انا مستنيك
و لم ينتظر سليم لحظه و هو يجذب مفاتيحه متجهآ للخارج.. قائلا بعض الكلمات المقتضبه لزينه الذي انتابها الخوف و القلق..
،،،،،،،،،،،،،،
في زياره عائليه ادتها حنان مباركه علي المولود الجديد لابن خالتها...
رحبت بها خالتها في حبور : يااهلا وسهلا وشك و لا القمر يا بت
ضحكت حنان و قالت : ازيك ياخالتي
عاتبتها عواطف : خالتك توك ماافتكرتي خالتك
جلست حنان و قالت مبرره : ما اتأخرش عنك ياخالتي ده انا اول ماعرفت ان سمر ولدت جيت ابارك اهو
صاحت عواطف بصوت مرتفع  :سمر بت ياااا سمر
واتتها سمر و بيدها طفلها الرضيع تهدهده :ايوه  يااما
و توجهت انظارها الي حنان و قاالت مرحبه :حنان ازيك
اجابتها حنان بابتسامه : بخير ياحبيبتي
وجذبت من حقيبتها عدد ليس بالقليل من النقود و وضعته في لفه المولود و هو بين يدين والدته..
شهقت عواطف و قالت :كده تنقطيه من بعيد واشارت الي سمر.:حطيه في حجرها يابت
ترددت سمر  في وضعه بحجرها و ظهر جليا.. ابتلعت حنان غصه بحلقها فهذه ليست المره الاول التي تخشي فيها الام علي طفلها منها..خوفآ من ان تحسده او تحقد عليها فايصيب طفلها مكروه بسبب عينيها... هي بنظرهم مادام لم تنجب الاطفال فهي
عاقر و  العاقر حقوده قد تزول النعمه من عينيها. ..
قالت حنان بارتباك:لا مش مشكله انا جايه بس اقوم بالواجب و امشي علي طول
ونظره اخري من عينين عواطف لزوجه ابنها جعلها تلقي بطفلها في حجر حنان..
لم تشعر حنان بحديث عواطف لسمر ان تقدم لحنان واجب الضيافة...
أخذت بذلك القطعه الصغيره التي في حجرها.. ملامح صغيره للغايه يتثائب بكسل ويلوح بيده في الهواء مصدرآ اصوات غير مفهومه..
ترقرقت الدموع بعينيها متمتمه اللهم بارك ماشاء الله
داعيه الله بقدرته ان يرزقها الذريه...
حزنت عواطف علي تلك التعبيرات الظاهره علي وجه ابنت اختها قالت باشفاق:لسه برضو مافيش حاجه ياحنان
انتبهت اليها حنان و قالت :كله بارداه ربنا ياخالتي
صمتت عواطف قليلا و قالت:عندي الحل
اتسعت عينين حنان و قالت بتلهف :ايه هو
مالت عليها و قالت :البت سمر قعدت يجي 9 شهور علي بال ما حبلت.. نروح للدكاترة يقولو مافيش سبب لحد ماعرفنا أنها اتكبست
رددت حنان من خلفها :اتكبست ازاي
،،يابت اتكبست يعني و هي عروسه خطت علي مثلا عمل معمول لحد غيرها بس هي عدت عليه من غير ماتاخد بالها.. دخلت عليها عروسه زيها فاكبستها ده حاجات كتير
ظهر عدم الاقتناع جليا علي وجهه حنان بينما قالت عواطف:واول مافكينا الكبسه حملت في شهرها
رفعت حنان حاجبيها وقالت :ازاي
،،،تعدي علي المقابر كل يوم جمعه من اخر دوره جاتلك  تلت جمع والرابعه هاتكوني حامل
هزت حنان رأسها و قالت بعدم اقتناع: ايه ده ياخالتي دي تخاريف
شهقت عواطف و قالت باقتناع : تخاريف ايه ما النتيجه في ايدك اهي و بعدين جربنا الدكاتره عملوا ايه و لا حاجه.. نجرب حاجه تانيه مش هانخسر حاجه

نظرت حنان للطفل الذي غفي بين يديها و عقلها يحثها علي التجربه... مجرد تجربه و ان لم تنجح لن يحدث اكثر مما هي في... هم يستحقوا التجربه...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اعتدل علي الكرسي فور ما استمع لهمهمتها اثناء نومها.. ربما كابوس او اثر احداثها الأخيرة
اقترب منها  دون ان يلمسها و ناداها بخفوت ...ازداد انعقاد حاجبيها و تعرق جبينها...
ناداها مره اخري مما جعلها تشهق و كأنها كانت فاقده لانفاسها... انتفضت عندما وجدت رجل مشرف عليها لم تتبين ملامحه اثر عقلها الغائب بعد...
خرج صوته هادئا لا يمت لما بداخله بصله : اهدي ده انا
نظرت اليه لثواني و عمل عقلها بالاحداث الاخيره.. اومات برأسها و تدفقت العبرات بعينيها...
اقترب منها بزجاجه ماء و فتحها.. استقبلتها مرحبه و متعطشه للغايه..
انتهت ووضعها ادم بجوارها
اقترب بالكرسي من فراشها و عينيه تدرس تفاصيل وجهها بتركيز يتطلبه عمله...
نظرت هي ايضا اليه بتيه و حزن و ضعف وخوف اثار بداخله نوازع ان يحضنها ويطمئنها و  يهدهدها كالطفله و لكنه يعلم ان احتضانها له في المشفي ماهو الا لحظه خوف غاب عنها العقل...
قال بصوت هادئ : انتي كويسه
هزت رأسها بالرفض... ليست بخير صديقتها قتلت و انتهكت منذ ساعات قليله دون ان تستطيع ان تفعل اي شئ... هي ليست بخير ابدا
ضم شفتيه و قال : رانيا انا لازم اعرف اللي حصل
صدرت منها شهقه خافته دون رد
اعتدل في حلسته قائلا بصوت حازم بعض الشئ ليلفت انتباها : مين اللي اتقتلت
ارتعشت شفتيها بهمس لم يسمعه جيدا وقال متلفها لسماعها : عالي صوتك متخافيش
،،صاحبتي
تسائل بسرعه وتركيز : ليه يارانيا ايه اللي حصل وايه اللي وداكي هناك و اكمل برفق : قولي يا حبيبتي
لم تنتبه للفظ حبيبتي منه لاول مره و الذي خرجت منه عفويه
أخذت نفس عميق و قالت : هاحكيلك
انتبه اليها بتركيز دون ان يقاطعها فقد كانت تحكي وان المشاهد امام عينيها بدايه من معرفتها بصديقتها و قدومها اليها امس واخبارها بالمعضله التي وضعت نفسها بها.. توقفت عند سماعها لصوت ذلك الرجل الخشن
حثها ادم قائلا : ها سمعتي ايه
قالت بارتجاف بصوتها جسدها باكمله يرتعش :سمعته بيتكلم في التليفون بيقوله انا في الاوضه و بشيل اي اثر ليها , البت دي مادخلتش المستشفي هنا اصلا و أحنا في الخدمه ماعاش اللي يعمل لسيادتك قلق
وسكت شويه و بعدين قاله قاله
،،قاله ايه
،،،دي صغيره و اعضائها تتكلف
صرخت بهذه الجملة بمنتهي القهر حتي علا صداها في الغرفه...
واكملت بانهيار :قتلوها ووخدوا اعضائها.. طب ليه ماهي نفذت اللي كانوا عايزينه و كانت هاتنزله... يقتلوها ليه... ليه
مسك ادم يديها و ثبتها جيدا محاولا تشتيت عقلها وجذبها اليه : رانيا... رانيا بصيلي
توجع قلبه من تلك النظره بعينيها ..حتي هو الذي يمر عليه ابشع الجرائم و اعنفها تأثر بما حدث.. و لكنه اعتاد تلك الامور و لكن تلك التي امامه تناشد عينيه لا تعرف الكثير عن الحياه في الخارج و مدي بشاعتها...
،،انا معاكي... متخافيش
قالت بخفوت: انت الوحيد اللي فكرت اكلمه يلحقني
لمعت عينيه من ذلك الاعتراف الاول علي الاطلاق...
زفر نفس هادئ من اهميته بالنسبة له...
الامان... ان يكون لها مصدر الامان
قالت رانيا بصوت متحشرج : هانعمل ايه ياادم... حقها ها يضيع كده
اجابها مسرعآ : لا طبعا.. حقها ها يرجع..... اوعدك
اومأت برأسها تأخذ من تلك الثقه و القوه بعينيه ليجعلاها قادره علي القادم....
و لم يعرف ادم ان وعده قد يكلفه الكثير والكثير
يتيع.....

--

انا و المستحيل وعيناكِ (الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن