بصمت وخفة مثل النسيم البارد، لامسني ذلك الشعور الغريب، إنه أشبه بحلم جميل لا ينتهي لكنه حتما أروع من ذلك بكثير...
من هنا تبدأ الحكاية، قصة حب لا يموت عندما تصمت جميع اللغات ويتحدث الحب، فلا يتمكن من قراءة حروفه إلا العشاق الحقيقيين، كلمات كتبتها أنامل مرتجفة لتتبناها عقول راقية وترددها قلوب نابضة بالعشق و تهمس الشفاه ناطقة: لأنكي جئتي بوقت كنت أرفض فيه الحب أحببتك أكثر، ولتلك الغريبة أكتب...
ليلة شتوية تحل على مدينتنا تعانق فيها الغيوم الأفق ، يتخللها صوت الرعد والبرق وسيول من الأمطار تشق طريقها في الشوارع الخالية لتغرق المدينة في صمت رهيب وموحش.
انصرف الجميع لبيته يحتمي من هذه اللحظات القاسية وينعم بشيء من الدفئ إلا هي كان ينقصها شيء ما لم تستطع إيجاده في دفئ فراشها وبيتها
تجلس نيفين البالغة من العمر 35سنة قرب نافذة غرفتها تترقب نزول المطر كأنه خيوط متحركة تنزل من جوف السماء فتبتسم إبتسامة باهتة تشق طريقها إلى شفتيها لتبدد جزء صغير من أحزانها، حزن حاولت جاهدة إخفاؤه وراء ملامحها القاسية لتبديه نظرات عيونها التي تعكس ما يوجد بقلبها. فكيف لشفاه مبتسمة وعيون حزينة وملامح قاسية أن تجتمع في وجه واحد.
تغرق نيفين في موجة من الأفكار والذكريات الأليمة لماضي قاسي حولها من فتاة مرحة إلى كتلة من البرود والقسوة وماهي إلا لحظات ليخرجها من شرودها صوت أختها مايا البالغة من العمر 24 سنة وهي تناديها: نيفين ألم تنامي بعد يا أختي هل أنتي بخير؟ ترفع نيفين رأسها ببطئ وتنظر لأختها بطرف عينها قائلة : مايا مرة أخرى دقي الباب قبل أن تدخلي،أرغب في أن أنام تصبحين على خير. ثم تتجه نحو سريرها لتنام تاركة خلفها أختها في حالة من الحزن والألم، فأي جزء جميل قد استأصل من روحها ليجعلها بكل هذا البرود والقسوة.
تخرج مايا من غرفة أختها مطئطئة الرأس عابسة الوجه بخطوات مبعثرة محاولة إخفاء دموعها وكتم شهقاتها عن أمها نورة البالغة من العمر 53 سنة والتي هي زوجة أب نيفين إلا أنها لم تفلح في ذلك فما أن وصلت قرب غرفتها حتى إستوقفها صوت أمها: مايا لما تبكين يا عزيزتي هل قامت هذه العاهرة بمضايقتك؟
توجه مايا لأمها نظرات نارية ثم تصرخ قائلة: أمي بحق الجحيم كفي عن ذلك، للمرة الألف أقولها نيفين أختي لا أسمح لكي بإهانتها ، تبتسم أمها إبتسامة جانبية ساخرة ثم تقول: أوليست أختك مجرد فتاة مثلية لعينة
تحمر وجنتا مايا وتتصاعد الدماء لرأسها فتضرب الجدار بيدها صارخة: آخر مرة أحذرك أن تكفي عن ذلك هل تفهمين وإلا فإن الفتاة المثلية اللعينة ستكون أنا. ثم تدخل غرفتها صاعقة الباب خلفها لتترك أمها في قمة الغضب .
في جهة أخرى من المدينة تنام ملاك البالغة من العمر 25سنة بطريقة فوضوية مضحكة، شعرها مبعثر يخفي ملامح وجهها البريء ونصف جسدها تحت اللحاف أما النصف الآخر عاري تغط في نوم عميق كأنها تتخذ من صوت الرعد تهويدة تنام عليها.
تمر الساعات بسرعة وتتسلل خيوط الشمس من النافذة معلنة بداية يوم جديد يرن المنبه بغرفة ملاك فتمد يدها محاولة إسكات صوته المزعج، تصل له بصعوبة وتقوم بغلقه ثم تستيقظ وتتجه نحو الحمام بخطوات مبعثرة وعيون شبه نائمة وتبدأ في سلسلة الشتائم الصباحية كعادتها: تبا لهذا المنبه اللعين الذي يقطع نومي كل صباح كم أرغب في تحطيمه على رأس تلك العجوز الشمطاء لأتخلص منهما معا تبا لحياتي البائسة التي تجبرني كل صباح على ترك سريري والذهاب للعمل لمقابلة تلك العاهرة التي وظفت عندها، كم أتمنى أن يكون خبر تعيين مديرة جديدة اليوم صحيح وليس مجرد هراء من فادي الأحمق لأنني وقتها سأقوم بإقتلاع لسانه.
تكمل ملاك غسل وجهها وإرتداء ثيابها وتنزل مسرعة لتجد صديقتها سارة البالغة من العمر 30سنة بإنتظارها تحت المبنى فتستقبلها بتذمر وعبوس : آنسة ملاك بالله عليكي ما كل هذا التأخير سأطرد يوما ما من عملي بسببك أيتها الكسولة، تبتسم لها ملاك وتضرب كتفها بيدها ضاحكة:حبيبتي سارة أكثر ما يعجبني بكي أنكي حتى عندما تقومين بتأنيبي تستعملين مصطلحات محترمة هههههه تفائلي بالخير لقد سمعت أن اليوم سيتم تعيين مديرة جديدة والتي هي المالكة الحقيقية للشركة وأتمنى أن لا تكون هذه الأخبار مجرد إشاعة لأنني وقتها سأقوم بإقتلاع عيني ولسان فادي حتى لا يتفوه بأخبار كاذبة مرة أخرى، تنظر لها سارة بطرف عينيها مدعية الغضب إلا أنها لا تتمكن من كتم ضحكتها فتضحك بصوت عالي قائلة: مسكين فادي كم سيعاني من أجل نيل رضاكي،لترد ملاك بتذمر: أنا لست أمه لينال رضايا ثم إني لا أطيقه أبدا.
تمسك ملاك يد سارة وتكمل طريقها مع صديقتها ذهابا للشركة غير مدركة ما ينتظرها وما تخبؤه لها الأقدار من مفاجئات.
أنت تقرأ
أحببتها في إنتقامي
Romanceقصة حب تدور أحداثها حول فتاة تدعى نيفين تعرضت للخيانة فأكسبها ذلك قسوة يهابها الرجال قبل النساء.، لكن تدخل ملاك على حياتها فتقلبها رأس على عقب لتقع في شباك الحب من جديد، لكن هذه المرة حب صادق. فهل سيتمكن الحب الجديد من معالجة ما برعت الخيانة في تخر...