الجزء 03

2.2K 76 1
                                    

يمر باقي اليوم بسلام وتنتهي فترة الدوام لتخرج ملاك
وسارة من الشركة، تقفان بإنتظار سيارة الأجرة فتروي ملاك لصديقتها ما حدث لها مع المديرة الجديدة. تضحك سارة بصوت عالي ممسكة بطنها:هههههههههه تبا لحظك التعيس مع المدراء يبدو أنكي ستواجهين نفس المصير الذي عانيته من قبل مع المديرة السابقة كم انتي منحوسة،  وتضحك مرة أخرى بصوت عالي تحت نظرات حارقة من ملاك والتي تقوم بضربها وشتمها
أما نيفين فتستقل سيارتها مغادرة الشركة تقلل من سرعة السيارة قليلا عندما تلمح ملاك و سارة معا يضحكان  تنظر لهما بإشمئزاز  نظرات نارية مليئة  بشرارات الغضب فيزداد  كرهها الغير مببرر لملاك ثم يعود بعد ذلك كل منهم لبيته
تدخل ملاك لبيتها والذي تعيش فيه رفقة أختها فترتمي بجسدها على الأريكة ناظرة لسقف البيت بشتات كأنها تبثه شكواها فهي وحيدة لا أهل لها سوى أختها والتي يعتبر وجودها أو غيابها شيء واحد فهي فتاة فاسقة مدمنة مخدرات تقضي أغلب وقتها خارج البيت رفقة الشباب غير مكترثة لأختها فمن عساه يملأ ذلك الفراغ العاطفي في حياة ملاك  سوى صديقتيها سارة وميار وهما بالنسبة لها أغلى ما تملك وماهي إلا لحظات ويرن هاتفها  معلن وصول رسالة ليخرجها من شرودها  تفتح ملاك الهاتف لتجد أن الرسالة من طرف سارة فتقرأ محتواها:آنسة ملاك النائمة هل كان المكتب مريح لدرجة أن تنامي عليه أم أنكي دخلتي بسبات مثل الدببة ههههههه.
ترمي ملاك الهاتف جانبا وسط العديد من الشتائم التي توجهها لسارة ثم تتذكر ما حدث معها فتضحك على نفسها
أما نيفين فتعود للبيت وجل ما يشغل تفكيرها  ملاك التي أصبحت تكرهها بدون سبب ربما لأنها تذكرها بحبيبتها  فملامحها  تشبه لحد كبير ملامح تلك الخائنة.
في صباح اليوم الموالي تستيقظ كل منهما وتتوجه لمقر عملها تدخل نيفين الشركة وعلامات العبوس على وجهها، تتجه إلى مكتبها مرورا بملاك التي تلقي عليها التحية فتتجاهلها وتدخل تاركة ملاك خلفها وعلامات الحيرة بادية على وجهها فهي لم تكن تدرك أن نيفين بتلك القسوة. ماهي إلا لحظات وتتصل بها  طالبة قهوتها الصباحية ثم تغلق الخط بوجهها دون أن تسمع ردها مما يثير غضب ملاك ونقمتها لحظات وتدخل ملاك حاملة فنجان القهوة لتضعه على المكتب فتكلفها نيفين ببعض الأعمال والوثائق
تشتغل ملاك بدون تذمر في إعداد  الملفات لتسرح نيفين في تفاصيل وجهها  والتي توحي بالهدوء فهذه  أول مرة تنظر لها عن قرب عيناها بنية أشبه بفنجان قهوة أدمنته نيفين كل صباح شعرها طويل وناعم ينزل على أكتافها وقد تسللت منه بعض الخصلات لتستقر على وجه ملاك أما بشرتها فقد كانت ناعمة كالأطفال وشافتيها التي كانت تعضها من حين لآخر بدون انتباه كانت في قمة الإغراء كأنها تستدعيها لتقوم بتذوقها 
تتسلل بعض الأسئلة لنيفين:  كيف لمثل هذا الوجه الملائكي أن يكون بذاك الجنون؟
ترفع ملاك رأسها لتجد نيفين شاردة فيها فترتبك وتحمر خجلا، تخرج نيفين من شرودها وتنتبه لإرتباك ملاك فتذهب ببصرها للجهة الأخرى كأنها تمنحها الملاذ لتهرب منها. تستمر نيفين وملاك في إعداد الوثايق ما يقارب الثلاث ساعات ثم تنصرف ملاك إلى مكتبها لترتمي عليه لكن عجلات الكرسي تتحرك فتقع ملاك أرضا صارخة:اااااخ يا ظهري لقد كسر تبا لك أيها الكرسي اللعين أترغب في سحق عظامي هذه المديرة الشمطاء لا تنوي لي خيرا.
يبدو أنني سأموت بحادث عمل قبل أن أتزوج ااااخ يا قدمي. تصمت ملاك فجأة وهي ترى نيفين واقفة أمامها ترميها بنظرات نارية ثم تقترب منها وتنحني على المكتب حتى يصبح وجهها مقابل لوجه ملاك وتنظر لعينيها بحدة ثم تهمس: أعدك أن هذه المديرة التي تنعتينها بالشمطاء ستعلمك درسا لن تنسيه. ثم تخرج تاركة ملاك خلفها تلعن نفسها على طول لسانها فهو سيتسبب في هلاكها يوما ما.
تجبرنا بعض المواقف على أن نفهم الأشخاص بطريقة خاطئة كما فعلت نيفين والتي باتت متأكدة أن ملاك ليست سوى شيطانة تختبئ في لباس الملائكة فكل ما يحدث بينهما يزيد الطين بلة فهل سيكون مصير ملاك أن تكون ضحية لقسوة نيفين أم أن القدر يخطط لشيء آخر؟

أحببتها في إنتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن