الجزء 08

1.9K 66 1
                                    

يمر ذلك اليوم البائس بأحزانة وآلامه   لتعود كل من نيفين وملاك لمزاولة حياتها العادية  حيث أن نيفين طردت فكرة الحب نهائيا من دماغها  وعادت لممارسة عملها ببرودها و قسوتها المعهودة أما ملاك فتكتفي بمزاولة مهنتها  بعيدا عن أية مشاعر تجذبها لنيفين فهي قد فقدت الأمل في كل الحياة فأصبح همها الوحيد ان تعيش بسلام  .
تنتهي فترة الدوام الصباحي لتذهب ملاك رفقة صديقتيها إلى المطعم تجلس في صمت وهدوء لتحاول كل من سارة وميار إخراجها من هذا الحزن  فتكسر ميار حاجز الصمت قائلة:  أشعر بالجوع  من تراه سيحضر لنا الغداء؟  ترد عليها سارة بعبوس:  لا تنظري لي هكذا يا آنسة ميار لديكي أقدام إذهبي بنفسك و أحضري لنا الأكل معك فاليوم دورك أنتي.
تقف ميار متأففة  وما أن تدير ظهرها حتى تبتسم بخبث  فهي على ما يبدو تخطط لشيء ما  . لحظات وتأتي حاملة أطباق الطعام فتضع طبق أمامها وطبق أمام ملاك والآخر أمام سارة  وتبدأ بالأكل  ،  تضع سارة القليل من الطعام في فمها لترجعه صارخة :  يععععع إنه مالح، مياااااار اليوم سيكون موتك على يدي أيتها اللعينة.
تقع ميار من فوق الكرسي ممسكة بطنها من شدة الضحك لتقوم سارة بركلها وتوجيه العديد من الضربات لها وسط ضحك ملاك والتي تحاول سحب ميار من تحتها قائلة:   توقفي ستقتلينها هههههههههه  . لترد سارة:  دعيها تموت ستحل نصف مشاكل الكرة الأرضية ما أن تختفي هذه اللعينة لقد جعلتني أكل طعاما مالحا  و تنهال عليها ضربا مرة أخرى.
تصرخ ميار بعد أن التقطت أنفاسها:  سامحيني يا حبيبتي لن يتكرر الأمر  لقد قمتي بسحق عظامي كيف سنتزوج لاحقا أيتها المعتوهة  .
تضحك سارة وتقوم بسحب ميار لتوقفها ثم تنظر لها بحب غامزة إياها  وتهمس:  إياكي أن تفعليها مرة أخرى وإلا سيكون العقاب مختلفا  يا حبيبتي.
ملاك والتي تضحك على صديقتيها:  احم احم نحن هنا يا عصافير الحب  ،  تضحك سارة وميار في وقت واحد  ويكملان تناول غدائهما بعد نجحوا في جعل ملاك تضحك أخيرا.
تعود ملاك لمكتبها بعد أن إنتهت فترة الراحة تجلس بصمت، فتتصل عليها نيفين طالبة منها أن تحضر لها بعض الاوراق.
تذهب ملاك حاملة الأوراق في يدها لتتفاجئ عند دخولها برؤية ناتاشا جالسة مع نيفين لكنها تحاول ألا تبدي أي ردة فعل. فتضع الملف أمام نيفين وتغادر بهدوء توقفها نيفين قائلة:  ملاك أطلبي لي فنجان من القهوة ولنتاشا كأس عصير.  ترد عليها ملاك:  حاضر وتنصرف. تستشيط نيفين غضبا لبرود ملاك الغير معهود  وتوجه الكلام لنتاشا والتي تجلس مقابلة لها تنظر لها بوله: نتاشا كفي عن النظر لي هكذا وأخبريني ما حاجتك؟  ترد ناتاشا بتذمر  :  اوووووف  هل يجب أن يكون هناك سبب لأقوم بزيارتك لقد إشتقت لكي فحسب  تمسك ناتاشا بيد نيفين وفي هذه اللحظة تدخل ملاك تضع فنجان القهوة وكأس العصير فوق المكتب وتخرج بهدوء.
تصرخ نيفين:  نتاشا إسحبي يدك  أنا لا أحبك ولن أحبك أبدا يكفيكي محاولة لا تجبريني أن أنهي صداقتي بكي.
ترد نتاشا بغضب:  نيييفين لقد سئمت من المحاولة معك لما لا تفهمين أنا أحبك  أنتي لي ولن أسمح  بأن تكوني لغيري. تنظر لها نيفين بعدم فهم لتكمل نتاشا كلامها:  لا تتوقعي أنني لم ألاحظ نظراتك لملاك  أنتي تحبينها لذلك ترفضينني أنا هي لا تعطيكي أي إهتمام  وأنتي لا شيء بالنسبة لها كفاكي تذللا لها لن تستفيدي  شيئا من ذلك 
تصرخ نيفين بوجه ناتاشا:  أخرجي من أمامي لا أريد رؤيتك مجددا
تخرج نتاشا في قمة الغضب لترمق ملاك بنظرات مليئة بالحقد  وتنصرف  تجلس ملاك في ذهول غير مدركة ما قد حدث بالداخل تسمع صوت تحطيم الزجاج فتدخل مسرعة  لتجد نيفين في قمة الغضب والعبوس وأنفاسها تتسارع كأنها وحش كاسر فتصرخ بها:  أخرجي من وجهي من طلب منكي الدخول،   ملاك غير مستوعبة ماحدث  ، تتكلم بتعلثم:   أعتذر  أنا فقط سمعت  ، تقاطعها نيفين والتي تقف مسرعة وتمسكها من كتفيها صارخة بصوت أعلى  :  قلت لكي أغربي عن وجهي.  تتجمع الدموع بعين ملاك والتي تنظر لنيفين بحسرة وألم فتذيب قلبها لتستوعب  بشاعة ما قامت به فتتحدث هامسة:  ملاك أنا حقا آسفة أعدك لن يتكرر ذلك مرة أخرى اششش لا تبكي أنا لا أتحمل دموعك  ثم ترفع كفيها لتمسح الدموع من عيني ملاك والتي أصبح جسدها يرتعش مثل الطفل الصغير فتقوم بضمها مستسلمة لمشاعرها غير مكترثة بالعواقب لحظات وتهدأ ملاك لتتسلل مخرجة نفسها من حضن نيفين ذلك الحضن الذي يشعرها بالأمان إلا انها تخاف أن تتعوده.
تعود ملاك لمكتبها ومزيج من المشاعر المختلطة تعصف بها فهي لم تعد تدرك ماهية نيفين  كيف لقسوتها أن تذوب فجأة لتصبح بتلك اللطافة  تبتسم ملاك ابتسامة باهتة وتهمس: قاسية كالموت لكنها لطيفة. نيفين هي تلك الحرب الوحيدة المليئة بالسلام
تجلس نيفين واضعة يدها على قلبها  مرددة: يبدو أنني سأستسلم لها لم أعد أرغب في المقاومة.

أحببتها في إنتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن