الجزء 07

1.9K 72 0
                                    

صراع داخلي و أفكار تتضارب بين حب من الماضي أفتك بالروح والقلب وحب من الحاضر أعاد ترميم ذلك القلب المكسور  وتلك الروح المحطمة...
تتقلب نيفين في فراشها وكل ما يحتل تفكيرها مجرد أفكار مرعبة وتساؤلات لا تنتهي:    هل يمكن لتلك الملاك البريئة التي أحيت قلبي من جديد أن تكون أختا لتلك الشيطانة التي قامت بتدميره من قبل؟ 
هل سيتمكن قلبي من تحمل فكرة أن يعشق أخت من أحرقته؟ 
ماذا لو أن ملاك كانت نسخة من أختها لكنها إدعت البراءة فقط لتوقع بي؟  لالا ملاك ليست هكذا ثم إن سارة أخبرتني أن ملاك نفسها تعاني من قساوة أختها  فلا يجب أن أتوقع منها السوء.
ربما أخت ملاك هي سلمى أخرى  فقط تشابه في الأسماء، لكن تفاصيل وجه ملاك تشبه لحد كبير تفاصيل تلك الخائنة؟ 
تضغط نيفين على رأسها محاولة إسكات وكتم كل تلك الأصوات والأفكار المزعجة لتحظى فقط بقليل من الراحة
في مكان آخر تجلس تلك الفتاة الهشة في الزاوية منطوية على نفسها تنظر بشرود إلى اللاشيء كأنها أصبحت منقطعة عن كل هذا العالم تتسلل الدموع لعينيها لتبلل رموشها وتتخذ طريقها فوق خدودها  فتهمس ملاك بصوت حزين:  لقد تعبت يا أمي ماكان يجب عليكي تركي لوحدي في هذا العالم القاسي.
تمد يدها المرتجفة وتمسح بأناملها الرقيقة دموعها المتمردة التي رفضت أن تتوقف بل أصبحت تنزل أكثر معلنة انهيار ملاك والتي إحتضنت نفسها باكية  بصوت تملأه الشهقات.
أخيرا تمر هذه الليلة الحزينة المليئة بالأوجاع، وجع لو كان يرى بالعين لأبصرنا آلاف الكدمات في بعض الأرواح.
قررت نيفين بعد صراع طويل في الليلة الماضية أنه يتوجب عليها أن تغلق قلبها ولا تسمح لملاك بإقتحامه تفاديا لأي ضرر  وأن عليها مساعدتها فقط بدافع الإنسانية ليس إلا، فأي كذبة هذه التي تحاول نيفين تصديقها كأنها لا تعلم أن ملاك استقرت بقلبها ولن تخرج منه حتى لو رغبت هي تفسها في إخراجها.
تغير نيفين ثيابها و تستقل سيارتها متجه لبيت ملاك  تقود بسرعة عالية غير آبهة لإشارات المرور  فأي إشارة عساها توقف قلبها المتمرد الذي لن يهدأ حتى يرى حبيبته أمامه، تستغرق نيفين بعض الدقائق وتصل تنزل مسرعة من السيارة وتتجه للبيت  كأنها في سباق مع الوقت. تدق الباب وترن الجرس  وعلى أحر من الجمر تنتظر أن يفتح  حتى أنها كادت أن تقوم بخلعه.
ملاك مرتمية على سريرها تسمع صوت الجرس وطرقات قوية على الباب تكاد تكسره تقوم بخطوات ثقيلة متجهة إليه صارخة: قادمة  ظنت بداية الأمر أن أختها هي من أتت لتفتح الباب  وتتفاجئ برؤية نيفين  .
تقف نيفين في حالة جمود بعد أن أبصرت ملاك قلبها في تلك الحالة، وجه ذابل وعيون حمراء من شدة البكاء وجسد مرتخي،ألم يعتصر قلبها لحال حبيبتها لكن يتوجب عليها أن تسيطر على مشاعرها كما وعدت نفسها  .
تكسر نيفين أخيرا حاجز الصمت قائلة: هل يمكنني الدخول؟ ترد عليها ملاك وعلامات الحيرة بادية عليها: طبعا تفضلي  .
تجلس نيفين مقابل ملاك بإستقامة لتتحدث ببرودها المعتاد: آنسة ملاك بدون مقدمات لقد علمت من صديقتك ما فعلته أختك بكي، وأنها ستبيع البيت لتأخذ  حقها   الشرعي. تنزل ملاك رأسها في حزن دون أن تنطق بحرف.
تصمت نيفين قليلا ثم تكمل  :  أنا سأشتري نصف البيت من أختك هكذا لن تخرجي من بيتك  .ترفع ملاك رأسها ناظرة لنيفين بعيون متسعة ثم تقول: لا يستحيل أن أقبل بذلك  شكرا آنسة نيفين على مساعدتك لكن أعتذر لن أقبل  .
تنظر  نيفين لملاك ثم تقول: ليس وقت العناد،  أنا لم أنهي كلامي بعد سيتم تسجيل نصف البيت بإسمك ونصفه بإسمي  بمعنى أن لي الحق بالبيت مثلك بالضبط.
ثم تقترب أكتر من ملاك هامسة لها: ها ماذا قلتي الآن؟ توافق ملاك مجبرة غير مخيرة.
تستدعي نيفين محاميها الخاص  ليتمم عقد الشراكة بينها وبين ملاك وتستدعي ملاك أختها سلمى لتتم عملية البيع بحضور جميع الأطراف.
تجلس نيفين رفقة ملاك والمحامي في إنتظار وصول سلمى  في هدوئها الإعتيادي عكس ما يوجد بداخلها  يمر الوقت ويرن الباب لتقف ملاك وتفتح تدخل سلمى رفقة شاب طويل مفتول العضلات ذو ملامح مخيفة  فتنظر بإتجاه أختها نظرات ساخرة  وتمد يدها لامسة خد هاوتقول: كان عليكي منذ البداية أن تكوني أخت مطيعة  ،تزيح ملاك يد سلمى  صارخة فيها منذ هذه اللحظة لا شيء يربطني بكي هل تفهمين  ستأخذين أموالك وتنصرفين من وجهي، يتدخل ذلك الشاب ممسكا ملاك من كتفها صارخا عليها: إياكي أيتها العاهرة اللعينة أن توجهي كلمة أخرى لحبيتي والا سأقتلع لسانك  هل تفهمين؟
تسمع نيفين بعض الأصوات العالية فتذهب بإتجاه الباب لتطمئن على ملاك  تتجمد ملامحها  عندما ترى سلمى  تلك الخائنة التي طعنتها منذ زمن لكن أكثر ما يذيب قلبها في هذه اللحظة ملاك التي تحاول أن تتملص من قبضة ذلك الشاب.
تركض نيفين بإتجاه ملاك ساحبة يد ذلك الشاب صارخة عليه: إياك أن تتجرأ مرة أخرى على لمسها  وإلا جعلتك تندم على اللحظة التي أتيت فيها إلى هنا
تفتح سلمى عينيها بإتساع غير مصدقة ما تراه أمامها ثم تتعالى ضحكاتها قائلة: يالها من صدفة عجيبة أختي الحبيبة تختبأ بحضن حبيبتي القديمة  
لترد عليها نيفين: خذي ما جئتي لأجله وإرحلي  ، شيء آخر أحذرك لو حاولتي أن تقتربي من ملاك مجددا  أو تمسيها بسوء  أعدك أن الذي سيحدث لن يعجبك أبدا.
ملاك والتي تكتشف  أخيرا  ما كان بين سلمى أختها ونيفين تجلس بصمت  ولا تبدي أية ردة فعل كأن هذه الصدمات قد تمكنت من أن تقتل إحساسها.
يتم بيع البيت أخيرا وعقد شراكة ملكية بين نيفين وملاك تأخذ سلمى أموالها وترحل ويغادر المحامي لتبقى نيفين رفقة ملاك والتي تجلس بدون حراك مثل التمثال
تقترب نيفين من ملاك وتحاول أن تكلمها لتقاطعها ملاك والتي قد امتزجت ملامحها بشيء من الحزن والقسوة والإنكسار: منذ متى  وأنتي تعلمين أن سلمى أختي؟ لترد نيفين ببرودها المعتاد عكس ما يخفيه قلبها: لم أكن أعلم بذلك. ثم إنني لا أتذكر الماضي بعض الصفحات يجب أن تمزق بدلا من أن تطوى. شيء آخر لا تنسي أن علاقتي بكي محدودة  فقط في إطار العمل وما كان بيني وبين أختك شيء إنتهى لا دخل لكي فيه 
تقول نيفين كلماتها التي تنزل على مسامع ملاك مثل الرصاص ثم تغادر تاركة خلفها ذاك الملاك المنكسر.
ترى هل ستتمكن ملاك من تجاوز كل هذه الصدمات؟  وما مصير علاقتها بنيفين والتي كانت حبيبة أختها بالماضي؟

أحببتها في إنتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن