أحببتها في إنتقامي

الجزء14

قلب يرتعش من شدة الخوف والألم  وملامح باهتة يكسوها حزن عميق دموع تنساب في لحظة من الصمت لتبوح بما عجزت الشفاه عن قوله،  تضع رأسها على كتف صديقتها  وتنظر  نحو الفراغ في انتظار خروج الطبيب من غرفة العمليات لتستفسر عن حال حبيبتها.
تمر الساعات ببطئ  شديد قاتل يخرج الطبيب من غرفة العمليات ليركض الجميع نحوه وعلامات الخوف بادية على وجوههم مايا بصوت خائف مرتجف: دكتور كيف حال اختي؟   ليرد عليها : لقد تمت العملية بنجاح واستطعنا ايقاف النزيف الا أنها لاتزال في حالة  حرجة فدماغها تعرض لضربة قوية، لكننا نامل أن تستقر حالتها في الساعات القادمة  هي تحتاج إلى دعواتكم  . يكمل الطبيب كلامه ويغادر ليترك الجميع في حالة من الحزن داعين الله ان تتحسن نيفين.
تشرق الشمس معلنة صباح جديد تفتح عينيها ببطئ شديد تحس بثقل في رأسها تتتجول بعينيها متفحصة  المكان شاعرة بالألم كل ما يحيط بها مجموعة من الاجهزة موصولة بجسدها  وعلى مقروبة منها تغفو الممرضة، تئن نيفين بصوت خافت من الألم لتصحو الممرضة وتستدعي الطبيب الذي يأتي على الفور ويقوم بفحصها.
يقف الجميع في الخارج في حالة توتر بعد ان أبصرو الطبيب يدخل غرفة نيفين  لحظات من الانتظار ويخرج الطبيب فيركض الجميع بإتتجاهه مستفسرين عن حالة نيفين ليطمئنهم الطبيب قائلا  : الحمدلله  لقد تجاوزت المريضة حالة الخطر واستعادت وعيها سيتم نقلها بعد قليل للغرفة العادية وستتمكنون من رؤيتها.يتبادل الجميع الاحضان فرحا وسرورا بتحسن حالة نيفين وماهي الا لحظات وتنقل  للغرفة العادية فيدخل الجميع للاطمئنان عليها مايا ببكاء: لقد اخفتني عليكي يا اختي اياكي ان تفكري في تركي مرة ثانية لن أتحمل صدمة جديدة فانتي كل عائلتي. تمد نيفين يدها ببطئ وتمسح دموع مايا هامسة: أنا بخير يا عزيزتي لا تقلقي. يمر بعض الوقت ويتحدث الجميع مع نيفين متمنين لها الشفاء العاجل، تبحث نيفين بعينها عن ملاك بين الموجودين لكنها لم تراها فتشعر بحزن يمزق قلبها الا انه تكتمه. في هذه الاثناء تتحدث ميار قائلة: حسنا يا جماعة يجب أن نترك نيفين تاخذ قسطا من الراحة، ثم تقوم بغمز نيفين وتكمل فهناك من ينتظر خروجنا بفارغ الصبر  ليدخل ويطمئن عليها  . يضحك الجميع على ميار تحت علامات التعجب من نيفين ثم يغادرون.
لحظات ويفتح الباب لتدخل ملاك بخطوات مرتجفة كان أقدامها لم تعد تقوى على حملها وتتوجه نحو نيفين والتي تغرق عينيها بالدموع ما ان راتها،  تتقطع اوصال ملاك لرؤية منظر حبيبتها بتلك الطريقة فقد كان وجهها شاحب بادية عليه علامات التعب ورأسها ملفوف بالضمادة تجلس على طرف السرير وتمسك يد نيفين وتبدا في تقبيلها مستسلمة لدموعها  . نيفين بصوت متعب باكي: ملاك ساميحيني  تضع ملاك إصبعها على شفاه نيفين قائلة: اششش لا أريد أن سماع أي شيء فقط دعيني اشبع عيني بكي،  ثم تقترب من عنقها وتطبع قبلة رقيقة وتكمل بهمس: دعيني أتنفسك فإني كنت أموت لمدة عامين،  ثم ترفع راسها قليلا ليستقر نظرها على عيون نيفين ثم على شفاهها لتنزل بعد ذلك وتقوم بتذوقها بقبلة عميقة لتبادلها نيفين القبلة. تبتعد ملاك بسرعة منهية تلك القبلة التي دامت بضع ثواني والتي لم تكن ترغب في انهائها لكنها تفعل ذلك لأجل سلامة حبيبتها والتي لا تزال مريضة.
يرحل الجميع لبيوتهم فتظل ملاك مع نيفين والتي أبت الخروج من المشفى الا رفقة حبيبتها تاتي الممرضة من حين لاخر لتغير المحلول بيد نيفين وتقدم لها العلاج ثم تخرج لتنعم ملاك ببعض الوقت مع حبيبتها. حل الليل مسدلا ستائرة السوداء معلنا ليلة هادئة خالية من العواصف تجلس ملاك على الكرسي قائلة: حسنا يا مدام نيفين حان وقت النوم الان يجب ان ترتاحي  لترد عليها نيفين: وأنتي اين ستنامين؟ تنظر لها ملاك بابتسامة ثم تقول: سأنام على الكرسي فلا أظنه بذلك السوء فانا معتادة على النوم عليه في المكتب.  تضحك نيفين على ملاك  ثم تتحدث هامسة: لكنني أريدك ان تنامي إلى جانبي.
تحمر وجنتا ملاك خجلا وترتبك قائلة: لا بأس  سأتدبر امري هنا ثم ان السرير ضيق لن يرفعنا معا تقاطعها نيفين والتي تسحب جسدها لحافة السرير قائلة: ستكون هذه المساحة كافية لكي لا يوجد ضرر اذا وضعتي جزء من جسدك فوقي لا تخافي لن اقوم بإغتصابك فحالتي الصحية لا تسمح. تضحك ملاك على نيفين ثم تقوم بإطفاء النور وتنام على الطرف الاخر من السرير محاولة ابعاد جسدها عن نيفين والتي تتعمد الاقتراب منها  تضع نيفين يدها على خصر ملاك وتسحبها نحوها ليلتصق جسدها بجسد ملاك ثم تهمس قرب شفاه ملاك: يبدو ان حبيبتي تخاف من قربي أجلي خوفك لوقت آخر فعندما اشفى سيكون نومي لحظتها فوقك وليس بجانبك  . تشهق ملاك في صدمة لتنقض نيفين على شافتيها وتقوم بإلتهامها  بنهم فتستسلم ملاك اخير لحبيبتها فتحاوطها بكلتا يديها وتبادلها القبل.