تقود نيفين السيارة بسرعة عائدة للبيت وشرارات الغضب تتطاير منها كلما تذكرت وصف ملاك لها بالشمطاء، فتستقبلها زوجة أبيها والتي يبدو أنها لا ترغب في أن يمضي اليوم بسلام:نيييفين أرغب في الحديث معك بخصوص العمل، لا تنسي أن جزء من أسهم الشركة يعود لإبنتي مايا تنظر لها نيفين ببرود وتخبرها:غدا سأخبر محامي الشركة أن يأتي ويطلعك على كل المستجدات ثم ترحل تاركة زوجة أبيها في قمة الغضب والعبوس
تدخل نيفين غرفتها وترتمي على السرير وجل ما تقوم به ذرف الدموع فالحياة لم تنصفها يوما كأنها تقوم بإفراغ شحنات من الألم الذي يعتصر قلبها عن طريق البكاء، فهي ليست ملامة على قسوتها فما مرت به لا يستطيع أحد تحمله مهما كان شديد القوة والتحمل. تمسح دموعها بعد قليل وتدخل الحمام لتتسلل بجسدها تحت المياه فهو الشيء الوحيد الذي يريحها بعد فنجان القهوة الخاص بها. وبعد مدة تخرج مرتدية ثياب النوم الخاصة بها لترتمي على سريرها و تغط في نوم عميق.
صباح يوم جديد مليء بالأحداث تتوجه نيفين لعملها في قمة نشاطها وهي تفكر في ملاك التي أصبحت تستحوذ على تفكيرها تصل إلى الشركة لتجد ملاك كالعادة جاسلة على مكتبها فتلقي عليها التحية، لتنظر لها نيفين بسخرية وتبتسم إبتسامة جانبية وترحل، وماهي إلا لحظات ويرن الهاتف لتجيب ملاك ثم تحمل بضعة أوراق وتدخل لنيفين التي تجلس على كرسيها بإستقامة وثبات. تضع ملاك الأوراق أمام نيفين وتحاول الخروج لكن يوقفها صوت نيفين: ملاااك اليوم سيستمر الدوام لوقت متأخر يمكنك أن تتصلي بأهلك لتبلغيهم أنكي ستتأخرين. تنزل ملاك رأسها في حزن وتكتفي بتحريك رأسها كعلامة رضا ثم تخرج.
فترة الراحة تخرج فيها الفتيات لتناول الطعام بمطعم مخصص لعمال الشركة تبدأ ملاك بالأكل فتقوم سارة بغمز ميار ثم تقول لها: ميار أخبريني كيف حال فادي؟ تسعل ملاك بقوة حتى كادت تختنق وسط ضحكات سارة وميار، لتسترجع أنفاسها وتبدأ بشتم سارة وميار معا: تبا لكما يا مكب القمامة أكان عليكما ذكر إسمه وقت غدائي فقدت شهيتي بسببكم يا حيوانات.
تضحك سارة وميار في وقت واحد لتقول ميار من وسط ضحكاتها: ملااااك لما تكرهينه إنه شخص لطيف ويحبك كثيرا صحيح أنه يرتدي بنطال يصل إلى صدره لكن برغم من ذلك يظل جذاب وجميل ههههههه
تحتقن الدماء في وجه ملاك وتمسك بكأس الماء وتقوم بسكبه جزء منه على سارة وميار وتركض ضاحكة وسط شتائم من الفتاتين لها لكنها وأثناء ركضها تصطدم بنيفين لتقع فوقها على مرأى من الجميع تجمدت ملاك التي إلتصق جسدها بجسد نيفين والتي لم تستوعب بعد أن الجميع ينظر لهما فقط إكتفت بالنظر لتلك الفاتنة التي تحتها لتقوم نيفين بدفعها عنها فتقوم ملاك معتذرة لتتفاجئ بصفعة مدوية تستقر على خدها، وتصرخ بها نيفين: هل أصابكي العمى أيتها الحمقاء ثم تنصرف ركضت الفتاتان نحو ملاك التي كانت شبه مصدومة لكن قبل وصولهما لها همت بالرحيل راكضة نحو الخارج محاولة إخفاء دموعها
تعود نيفين لمكتبها وهي تردد: لا يمكن ذلك لقد شعرت للحظة أن سلمى هي من كانت فوقي وليس ملاك تبا تبا، لما تشبهها لهذا الحد؟ هذا غير صحيح ربما كل هذا من وحي خيالي ما كان يجب عليا أن أقوم بصفعها أمام الجميع هي لم تكن تقصد ما حدث لتصرخ بعد ذلك ضاربة بكفها على المكتب: اللعنة
تصل ملاك لبيتها في حالة من الحزن تجر أطرافها بخطوات مبعثرة تستلقي على سريرها وجل ما تقوم به النظر إلى اللاشيء كأن كل حواسها قد تخذرت يرن هاتفها عشرات المرات لكنها تأبى أن ترد.
في هذه الأثناء تجلس نيفين في توتر منتظرة عودة ملاك لكن لا جدوى من الإنتظار فقد إنتهت فترة الراحة منذ حوالي نصف ساعة لكنها لم تعد بعد، أصبحت نيفين تعض شفتيها ندما على ما فعلته بملاك فتتصل بها العديد من المرات لكن لا يوجد رد. تذهب نيفين بإتجاه مكتب سارة التي وما أن رأتها حتى تغيرت ملامحها للغضب، نيفين تحدث سارة غير مكترثة بنظراتها:هل تعلمين أين ذهبت ملاك؟ لترد سارة بنبرة حزينة:لا أعلم يا مدام نيفين فهي قد رحلت منذ فترة الإستراحة
نيفين والتي أحست بالذنب أكثر:احممم هل معك رقم أحد من أفراد عائلتها حتى أتصل وأطمئن أنها بخير
تنزل سارة رأسها وترد بحزن:مدام نيفين لا توجد عائلة لملاك إنها وحيدة، شعرت نيفين في هذه اللحظة بالأسى والحسرة وعادت لمكتبها موبخة نفسها على ما فعلته بتلك الفتاة المسكينة كيف لها أن تعاملها بكل تلك القسوة وتحاسبها على ذنب لم ترتكبه.
كسر الخاطر لا يجبره ألف إعتذار فهناك أرواح تئن وجعا ولا يعلم بحالها سوى الله ما ذنب تلك الملاك لتدفع ثمن خطيئة إرتكبها غيرها فحذاري من كسر تلك الأرواح الهشة التي كانت تقاوم لتتمسك بالحياة فإنها إذا رحت لا تعود.
أنت تقرأ
أحببتها في إنتقامي
Romanceقصة حب تدور أحداثها حول فتاة تدعى نيفين تعرضت للخيانة فأكسبها ذلك قسوة يهابها الرجال قبل النساء.، لكن تدخل ملاك على حياتها فتقلبها رأس على عقب لتقع في شباك الحب من جديد، لكن هذه المرة حب صادق. فهل سيتمكن الحب الجديد من معالجة ما برعت الخيانة في تخر...