الفصـل الثامن عشـر.

2K 111 14
                                    

متنسـوش تصوتوا لـ الفصل ♥️

الفصـل الثامن عشـر:

في عالم المـال، أرخص الأشيـاء هي روح البشـر.

حاول رشوان ان يناول زياد بعض الحساء الساخن، لكنه رفض بتعند مصّـرًا بجدية انه لن يفعل شيئًا او يتنـال شيئًا حتي يطمئن علي تلك السلمي، زفـر رشوان بضيق وهو يبعد يداه الحاملة بالطبق عنه، ما كان لينقصه تلك السلمي وظهورها في حياة ابنه الان..

ليس متفرغ ليبحث عنها حتي ويطمئن من نيتها نحو ابنه، فيه ما يكفيه ويشغله
تأفف بضيق يشعر ان الحياة تضيق بيه من كل جانب..
بينما زياد كان قلقًا.. لا يتذكر سـواء اخر لحظة جمعته بها واخر ما رأه في عيناها من خوف ورجاء له

لا يعلم هل رجاء بأن ينقذها.. ام.. رجاء بأن يسامحها!

انفتح الباب وطل منه دياب، ملامحه غير معلومة ومفسـرة.. سأله دياب بلهفة وهو يعتدل في جلسته:-
_طمني يادياب، عرفت توصلها؟ الكاميرا بتاعت الشارع اظهرت اي حاجة.. رد عليا انت ساكت لية
تطلع اليه ثم الي رشوان كأنه يطلب منه الحديث، من مظهره علم رشوان ان الامر جّلل، فنهض وقال لزياد وهو يشير لدياب بتتبعه:-
_ارتاح انت يازياد ووعد...
قاطعه صائحًا:-
_محدش هيطلع من هنا غير لما اعرف دياب عرف اية.. قولي اللي عرفته، سلمي كويسة صح؟
نظر دياب لرشوان ثم لزياد قائلًا بأسـف:-
_ميـن سلمي؟ مفيش حد اسمه سلمي عدي علي اي مكان من اللي قولتي عليهم يازياد باشا، الشالية دا فاضي بقاله سنة، وانا شوفت الكاميرات بنفسي مفيش اي عربيات عدت في الوقت اللي قولتلي عليه، وحارس الشالية ميعرفش حد اسمه سلمي

نهض زياد رغم الآمه.. يمسك قبضة قميص الاخر بين يداه وهو يصيح بعدم تصديق:-
_اية اللي بتقوله دا؟ انت خرفت! بقولك انا شوفتها، انا عيشت معاها ودخلت الشالية معاها، ازاي مش فيه.. ازاي مفيش سلمي.. ازاي

وتابع صراخه وهو يتهادي رويدًا.. رويدًا علي فراشه من جديد، يصيح ويصرخ بغضب ان دياب يكذب عليه هو ووالده وهم يفعلون ذلك ليبعدوه عنها، لكنه لن يسمح لهم وظل هكذا كثيرا حتي اخذ دون دراية منه ابرة مهدئ وغفي.. تحت انظار والده رشوان.. المقهورة عليه!

نظر الي دياب سائلًا بجمود:-
_الكلام اللي انت قولته دا صح؟
اؤما دياب بنعم..
فقال رشوان:-
_فيه حاجة غلط.. مش معقول زياد يكون بيتخيلها مثلًا!
*****
هـدأ قليلًا عن ذي قبل، ونجح في تمالك اعصابه، لـذا كان اول ما فعله مغادرته مكتبه والتوجة حيث نازلي..

بالأعلـي..

فتح نزار الباب فطلت نازلي الباكية علي الفراش امامه، تألم قلبه وهو يراها بتلك الحالة، لكنه سرعان ما تمالك نفسه وهو يردف:-
_جهزي نفسك علشان هنطلق.. مقدرش اخليكي علي ذمتي يوم تاني
توقفت عن البكاء لكن لم تتوقف هزات جسدها وارتعاشها، رفعت عينها الحمراء من البكاء عن الوسادة ونظرت له بصدمة.. أسيتخلي عنها؟

روايـة: وعـد نِـزار لــ زينـب سميـر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن