الفصـل السـادس.

2.3K 120 16
                                    

الفصـل السادس:

أن تحب.. يعني أن لك قلب
لك قلب.. يعني لديك مشاعر..
لديك مشاعر يعني.. أنك تحس..
تحس يعني.. أنك انسان..

-معادلة الروح-

تنهدت بوجع قبل ان تقول بأفصاح:-
_رشوان مش ابويا الحقيقي..

اخذ لحظات.. دقائق ربما حتي استطاع ان يستوعب ما قالته، ضيق ما بين حاجبيه هاتفا بغباء تملك منه فجأة:-
_مش ابوكي ازاي يعني؟
حركت كتفيها لأعلي بجهل:-
_معرفش.. كل اللي اعرفه ومتأكدة منه انه مش ابويا
بدأت غصة بكاء تجتمع في حلقها.. غصة مرارة ووجع وهي تتابع:-
_وافعاله خير دليل علي كدا
_مش فاهم! افعاله اللي هي اية؟ الكل بيشيـد علي علاقتكم وقوتها، انتي أسمك بيننا معروف " بالاميرة المدللة " و " روح ابوها " يانازلي! انتي كل طلباتك مجابة، الكل بيقول ان حياتك جنة!
هتفت بأنفعال وقد تملكتها موجة بكاء مفاجئة، حتي انه صعق منها:-
_قصدك جحيم.. حياتي جحيم، الكل يعرف القشرة بس، واللي هو بينجح انه يصدره لـ الناس، ميعرفوش بالجحيم اللي انا عايشة فيه لوحدي
هتف بخفوت وقد بدأ يخشي من القادم ومن ما ستقوله:-
_واية هو الجحيم دا؟
هزل كتفيها فجأة وهي تردف بينما تنظر ارضًا:-
_بيتحرش بيا، مش بيسيب فرصة غير لما يلمسني، حتي قدام الكاميرا.. الكل بيشوفها لمسات عادية الا انا، محدش بيحس بأيده القذرة غيري، في الاضواء وفي الخفاء.. مش بيسيب فرصة تثبت انه حقير إلا ويستغلها

توسعت عيناه بصدمة من ما يسمع، لم يتخيل.. لم يأتي علي باله قط ان يكون هذا السبب، ان تكون خلف المرآة حقيقة اخري بتلك البشاعة..

شهقت ببكاء و:-
_الاول كنت بحاول اكدب نفسي، واقول اكيد فاهمة غلط، مستحيل أب يعمل في بنته كدا، بس مرة سمعت بالغلط مكالمته مع واحد.. عرفت احدد من خلالها انه ابويا الحقيقي ورشوان مجرد وجهه، وقتها عرفت انه ممكن يعمل كدا وأنيل كمان، طالاما مليش حد يسأل فيا، فقررت اني لازم اخلص منه، كان معايا حق صح؟

اؤما بنعم وقد بهت وجهه فجأة، عقله كان يشرد بمائه اتجاة.. ومليون حقيقة تغيرت في عيناه مع كلماتها تلك، لم يعد يفهم شيئًا ببساطة!

هتف بسؤال طُرح في رأسه فجأة:-
_تعرفي اسم ابوكي الحقيقي؟

اطرقت لـ لحظات شاردة.. قبل ان تؤمي بالنفي و:-
_لا.. معرفهوش، ومش عايزة اعرفه، لان دا مش هيشكل فرق معايا
                              ****
خرج من الشالية الساكن فيه مؤقتًا، وراح يتمشي بعيدًا وعنه  وهو يفكر في حياته، شاردا بها، لا يعلم الي متي سيظل هكذا فيها.. بلا مرسي، يسير وفقًا لتخيط والده.. رشوان.. تنهد بضيق وهو يقرر ان حاله ذلك يجب ان يتغير، قطع حبل افكاره صوت نزاع امامه، انتبه لمصدر الصوت فوجد الفتاة التي رأها قبلا تتنازع مع سائق أجرة والبعض يحاول ان يحل بينهم، اقترب منهم فوصل له صوتها الصارخ:-
_حتي في الغردقة نصابين؟ والنعمة ما انا دافعة غير تلاتين جنية، لو فرفرت قدامي ما دافعة جنية زيادة، روح اتشطر علي الاجانب يااهبل

روايـة: وعـد نِـزار لــ زينـب سميـر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن