مراجعة نقدية "المفتاح الذي تمنيت"

54 5 33
                                    

اسم العمل: المفتاح الذي تمنيت.
الكاتبة: _yoruky_
عدد الفصول: ٧

الغلاف: رائع بلا شك تصميمه لا يقبل أي نقد، لكن لا يوحي لما بداخله، الداخل تصنيفه رعب وغموض، مع الكثير من مشاعر الحب، الصداقة، النقاء، وتلك اللمحة من الطفولية التي طغت على البطل، يوحي الغلاف لعمل درامي هادئ، وليس رعب وغموض.

العنوان: "المفتاح الذي تمنيت" من اسمه يُوحي أن أول نظرة تُراودني مشاعر الندم بلا سبب معروف، ولكن ترسخ هذا الشعور من الحذر مما نتمنى، لذا كان العنوان قويًا في تأدية الغرض.

الشخصيات: تمحورت حول شخصيات قليلة استمرت من البداية حتي النهاية، ولم تتغير تلك الشخصيات رغم وضوحها، بناء الشخصيات غير مفهوم فلا هو الذي وضح في فترة من الفترات ماهية مشاعرهم، شخصية البطل أرادت الأحداث أن يكون هو المجني عليه الثابت على وضعه، والنقاء الذي تجسد فيه إلى درجة كبيرة من المشاعر المرهفة، كثرة البكاء على كل فعل ورد فعل، إلا أنه من المستحيل تواجد تلك الشخصية، لم يكن لديها هذا الإدراك إلى حقيقة الأشخاص في حياتها، وما هو التصرف المطلوب إتجاه لحظه إكتشاف حقيقةِ من أخطأ، وما هو التصرف اللازم تجاهه، ولا حتى النهاية تصرف أو علي الأقل شعر بالمشاعر المطلوبة، لا أنكر بأن من الصعب أن تتغير مشاعر ناحية من نحب بسهولة، إلا أن نجبر أنفسنا على تذكر ما فعل حتي نشعر بالحقد على ما خسرنا.

الشخصيات كلها كانت تفتقر على عنصر حقيقتها، أي أن الجميع بما فيهم الأطياف لم تلعب دورها بشكل صحيح، كقارئ تتوقع شرًا من إحداها فتتصرف بسهولة في التعامل، تتوقعُ تعاملًا هين فينقلب الوضع إلى كارثة كان يمكن أن تحل بسهولة.

في النهاية، الشخصيات تأثرتُ بها تعلقت بغرابتها وبنائِها وكيفية سير حياتها، وتغيرها من حال للنقيض في منتهى السلاسة.

الاحداث- لم تسر في نطاق الغموض كُشف بسرعة أو بطريقة ليست مهلكة لمشاعر القارئ؛ لتعقد الأحداث أو تلك الشخصيات المبهمة، كُشفت بسرعة وبطريقة سلسلة مُريحة للقارئ بل بالعكس استمتعت بخوض تلك التجربة وطريقة كشف ما حدث لم يكن بعيدًا، لم أشعر بالملل حتي أصل للحقيقة، وُفق العمل في ربط الأحداث وسيرها، وتلك الذكريات التي ذكرت بعد كشف الحقيقة أدت إلى تغير الوضع من حال لحال، و تغير المصائر في اللحظات الأخيرة.

الزمكان: المكان اقتصر على مكان واحد؛ تركزت فيه أهم الأحداث، وأيضًا النهاية حدثت في الجزء من البيت الأكثر غموضًا، مع أن هذا غريب! فالمتوقع أن النهاية تحدث في مكان مغاير ومختلف تمامًا عن مجرى الأحداث لكونها تبرز إن مع تغير المكان يتغير المصير.

الزمان تغير باستمرار بين أوضاع الشخصيات وتكررت بكثرة العودة للماضي كما قلت سابقًا لأنها ساهمت في تغير المصائر باستمرار. كان التنقل من وقت لوقت، وحالة لحالة لم يكن سيء أو معقد بل كان ممتع؛ لأنهما أكملا بعضهما البعض، وجعلنا نفعل ما ترتب على أثر تلك التنقلات الزمنية.

الحبكة، الصراع، وانتهائه: الحبكة كانت بسيطة مفهومة حلت ببساطة، أي أننا لم نعاني مع صعوبة مجرى الأحداث، أو عدم اقتناعنا بتفسير الأحداث، بل كانت جيدة، رغم غموض وتعقيد العمل وتشابكه.

الغموض الأكبر تمركز عند الجانب الشرير من البطل الثاني، هنا تمركزت الحبكة، رغم فضولي في معرفة المصير إلا أنه مازال مبهم، لكن فهم مجرى الأحداث أتى أولًا من وجود حالة غربية، ثم نرى أنها نفس حالة شخصياتنا بل وتطبق معهم وبشكل أسوء حل أو فهم الصراع أفضل ما فيه هو طريقة سرده.

في النهاية، كانت اللغة قوية، صلبة، وممتعة، استخدام ألفاظ جديدة كان جاذب للتركيز أكثر في الحديث، هذا العمل يحتاج إلى أن يُقرأ مرتين حتي تفهم تركيبة الجمل، والأحداث، ومن القائل لأنها عرضت بشكل جديد ونادر تداول العمل المتكامل كما أرى لا يعاني أى قصور من أي ناحية، إلا أن مشكلتي مع شخصية البطلة؛ تلك الشخصية التي عجزت عن فهم هل ما تفعله صحيح؟ هل مشاعرها وطريقة تقبلها لما فعلت أو ما تسببت به صحيح؟ أم مبالغ به، تصرفاتها لا تناسب عمرها حتى لو أجمع الجميع على هذا، توجد نقطة فاصلة في حياة كل منا تغيرنا، وأيضًا وجِبت تلك النقطة أن تغيره لحظة موت شقيقه إلا أنه لم يتغير وظل كما هو.

العمل رائع! أتشوق إلى الجزء الثاني لمعرفة ما حدث.

ودُمْتُمْ فِيْ تَفَرُدْ.

أوبالوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن