أنا أسف يا نغم بس ده آخر يوم ليكي هنا معانا، يأسفني أقولك إنك من ساعة ما جيتي والعملة بيروحوا واحد ورى التاني، وأنا يعني أسف مش هسيبهم يروحوا لحد تاني ويعملوا فينا شكاوي عشان أنت تكملي، أنا كان نفسي تبقي معانا بس للأسف مش نافع
رديت عليه بانكسار: تمام حضرتك، أنا أكيد متفهمة لكل ده، وأسفة إني اتسببت في مشاكل مكنتش اقصدها، عن إذنك
خرجت من المكان وأنا جوايا هموم الدنيا، ده مش أول مكان امشي منه ولا ده أول كلام اسمعه وده كله عشان أيه، عشان حاجة مليش ذنب فيها، ليه الناس بقت وحشة كده، ليه العالم بقى كله ناس مزيفة كده
#####
أنا نغم، عندي 27 سنة، خريجة كلية طب، كان حلمي من زمان ادخل طب وابقى دكتورة، بس للأسف نص الحلم اتحقق والنص التاني مستحيل، هتسألوني ليها هقولكوا أغرب حاجة ممكن تسمعوها، وهي صوتي!!
صوتي صوت طفلة عندها خمس سنين مش صوت واحدة كبيرة عندها 27 سنة، طول حياتي وأنا بتعرض للتنمر ومن أقرب الناس ليا، كل الي يسمع صوتي يفتكرني واحدة عندها مشكلة ومش طبيعية بس الحقيقة غير كده ده صوتي الحقيقي فعلا
افتكر أول مرة روحت اقدم فيها في مستشفى عشان اشتغل، كنت طايرة من السعادة، بس السعادة دي اتبخرت لما المدير سمع صوتي، وشه جاب ألوان وأول كلمة قالهالي: اجري العبي برة يا شاطرة، ساعتها بصيتله بحزن ومشيت، آه مشيت وسيبت كل حاجة
وكل مرة على الحال ده، كل مرة اقدم فيها على شغل يحصل كده، لحد ما قررت اسيبني من الطب وافكر في حاجة تانية، روحت اشتغلت في الشركات الخاصة بالاتصالات، وكل عميل يكلمني وأرد عليه بصوتي يقفل السكة في وشي، وكان آخرهم النهاردة لما المدير زهق مني ومشاني
فضلت امشي بدون هدف وأنا دموعي نازلة، وفجأة خبطت في حد فقولت بسرعة: أنا أسفة والله مقصدش
لقيت الشاب الي خبط فيه رفع راسه ليا وقال: ولا يهمك، أنت عايزة تروحي فين قوليلي وأنا اساعدك، أنت تايهة
لقيتني رديت عليه بكل الغضب الي جوايا وقولت وأنا بعيط بحرقة: يا عم أنا كويسة، بطلوا تنمر بقى ليه محدش مصدق إني زي زيكوا فيها أيه إني صوتي صغير حصل جريمة مثلا
الغريب إنه فضل هادي وبنفس ابتسامته وقالي: طيب براحة عليا يا أنسة، ده مكانش سؤال سألته على فكرة
بصيت بعيد عنه وقولت: معلش أسفة، عن إذنك
لقيته قال: طيب مقولتليش تايهة ولا أيه
رجعتله تاني وقولت بغضب: أنت مبتفهمش بقى
هز راسه وقال: آه أنا غبي أوي
سيبته ومشيت ومردتش وبقول جوايا: ده أيه الناس دي يا رب، تعبت تعبت أوي يا رب
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡