#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_واثنين_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأحداث_الأخيرة_في_حياة_رسول_اللهاتكلمنا المرة إللي فاتت عن بداية مرض رسول الله ﷺ وقلنا مرضه كان عبارة عن صداع وحُمّى شديدة، والمرض كان كل شوية بيشتد على رسول الله ﷺ،
في يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول رسول الله ﷺ ارتفعت حرارة رسول الله ﷺ جدا لدرجة إنه بقى يفقد الوعي من شدة الحرارة،
فلما أفاق في مرة من المرات قال:
"هَرِيقُوا عَلَيَّ مِن سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ، أوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أعْهَدُ إلى النَّاسِ"
القِرْبة حاجة كده زي زجاجة الماء، وبتبقى من الجلد ولها رباط يقفلها،
فرسول الله ﷺ بيقولهم هاتوا سبع قِرب من الماء مقفولين محدش لسه فتحهم ولا استعمل المية إللي فيهم،
وفي رواية تانية بتقول إنه طلب منهم إن قِرَب الماء دي تكون من آبار مختلفة،
وقالهم لما يجيبوها يصبوا عليه المية إللي في القِرب دي،
وكان طلب رسول الله ﷺ صب الماء ده من باب التداوي عشان يخفض الحرارة،
فجاءوا بقرب الماء وزوجات رسول الله ﷺ أجلسوه في مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زوجة رسول الله ﷺ،
والمِخْضَبٍ عبارة عن وعاء من نحاس،
حاجة زي الطشت كده لو تعرفوه، أو مجازا يعني نقدر نقول بانيو،
المهم، أجلسوه فيه وقعدوا يصبوا عليه الماء من القِرَب السبعة،
وبعدين أشار رسول الله ﷺ لزوجاته وقال حَسْبُكم حَسْبُكم،
يعني خلاص كفاية كده انتم صبيتم عليّ من السبع قِرَب،
بعدها حس رسول الله ﷺ بنشاط فربط رأسه وخرج وصلى بالناس،
وخلال الأيام إللي فاتت دي كان رسول الله ﷺ مع شدة مرضه كان بيتحامل على نفسه وبيصلي بالناس جماعة وهو جالس،
بعد الصلاة قعد رسول الله ﷺ على المنبر وخطب في الصحابة آخر خطبة قبل موته،
والخطبة دي اسمها 《خطبة مرض الموت》،
قال رسول الله ﷺ بعد ما حمد الله وأثنى عليه:
"إنه ليس من الناسِ أحدٌ أمَنَّ عليَّ في نفسِه ومالِه من أبي بكرِ ابنِ أبي قحافةَ،
ولو كنتُ مُتخذًا من الناسِ خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا ، ولكن خُلَّةُ الإسلامِ أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خَوخَةٍ في هذا المسجدِ ، غيرَ خَوخَةِ أبي بكرٍ..."
يعني إن أكثر الناس جُودًا وسَمَاحةً لنا بنفسِه ومالِه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
ولو كان رسول الله ﷺ مُتخذ خليل من أصحابه لاتخذ أبا بكر خليلا، ولكن رسول الله ﷺ خليل الله،
ومعنى خليل الله: المُنقطِع إليه،
يعني درجة شديدة جدا من القرب والحب، ولكن علاقة رسول الله ﷺ بأبي بكر هي أخوة الإسلام واختصاصه بمحبة زيادة عن غيره،
وكان بعض الصحابة فتحوا أبواب من بيوتهم يخرجوا منها على المسجد مباشرة ومنهم أبو بكر،
فإكراما لأبي أبكر، أمر رسول الله ﷺ إن كل خَوخَةِ يعني الباب الصغير إللي بيطل على المسجد ده وبيخرج منه الناس للمسجد يتسد ما عدا باب أبي بكر.أكمل رسول الله ﷺ كلامه وقال:
"إنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاء وبيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ..."
هنا رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا أعطى له اختيارين:
إنه يقعد في الدنيا ويعيش فيها زي ما هو عايز أو إنه يموت ويدخل الجنة،
فالصحابة فكروا إن دي من ضمن القصص إللي رسول الله ﷺ كان بيحكيها لهم قبل كده فاستقبلوا الكلام عادي،
وفجأة لقوا أبا بكر بيبكي بشدة وبيقول:
"فَدَيْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا"
فالصحابة استغربوا منه، إيه في إيه، رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا بيخيره، تقوم انت تقول لرسول الله ﷺ فديناك بآبائنا وأمهاتنا!
الكلام مش راكب وملوش دعوة ببعضه خالص!
لكن أبو بكر رضي الله عنه كان هو أعلم الناس برسول الله ﷺ فعرف إنه هو العبد المُخيّر، وإن خلاص كده الرحلة انتهت وإن صاحبه رسول الله ﷺ هيموت.