الفصل الثامن

7 1 0
                                    


الدوار ::

الثلوج قد غطت المكان ، والعواصف لم تتوقف .

" جيد أنك وجدت سيارة زلاكتو لنركبها " قالت كارا بإمتنان للوثر ، رد الأخر :" هذه السيارة كانت في المرأب .. لم أرى زلاكتو يستعملها أبدا " .

إلتفتت كارا نحو آليس النائمة ، ثم أعادت نظرها نحو لوثر متسائلة :" هل أنت واثق من هؤلاء الأشخاص ؟، لا أريد أن يتكرر ما حدث مع زلاكتو " ، رفع لوثر يديه عن المقود وفعل القيادة الألية ، أخذ نفسا عميقا ثم قال :" نعم ، أنهم موثوقون ، أم وأبنها يساعدون الأندرويد للهروب إلى كندا ، عرفتهم بعدما أخبرني أندرويد عنهم ، وأنا اؤمن بكل أندرويد قال شيئا قبل أن يقتله زلاكتو ".

عقد يديه بصمت ينظر إلى الطريق أمامه ، مجرد طريق مغطى بالثلوج ، وعلى أطرافه أشجار معراة من أوراقها ، قالت كارا :" كم بقي وقت لنصل ؟" ، حدق لوثر في نظام تحديد المواقع ثم قال :" ساعة ونصف ، لن يطول الأمر " وما كاد أن ينهي جملته حتى تتعطل السيارة ، وتصدر صوت تحذير تقول فيه :" خطر ، سيتم تفعيل نظام المكابح الألي " ثم تركن نفسها جانبا على قارعة الطريق .

قال لوثر بيأس بعدما توقفت السيارة :" أوه تبا ! " وترجل منها يتحقق من محركها ، تبعته كارا بهدوء بعدما أوصت آليس :" لا تخرجي أبقي هنا " وذهبت لفتح غطاء المحرك ، تفاجئت بدخان يتصاعد بقوة خارج السيارة ووقفت بحيرة قائلة :" مالذي سنفعله ؟ " ، رد لوثر :" لا أعلم ، سنضطر إلى المشي على الأقدام لبقية الرحلة ".

قالت كارا معترضة :" لا ، انا لن أدع آليس تمشي ساعة ونصف على قدميها وسط هذا البرد والظلام الحالك ، علينا أن نجد مكانا نبيت فيه " .

تنهد لوثر واقفا بغير حيلة ، تجاوزته كارا تمضي إلى الأمام نحو المجهول ، لم تطل دقائق مشيها ، فبعد دقيقتين رفعت مصباحها اليدوي نحو لوحه كتب عليها ( أرض الببغاوات ) وظهر بجانبها صورة لقرصان مبتسم ذي رقعة ، أتى لوثر بعد لحظات محدقا إلى اللوحة ، ألتفت إلى كارا التي كانت حلقتها تضيئ باللون الأصفر ، وأستطاع أن يخمن ما يجول في بالها ، عاد أدراجه نحو السيارة ، وحمل آليس الصغيرة على كتفيه ، صار يمشي خلف كارا ، التي تؤكد على ضرورة المبيت في مكان أمن .

رفعت الأندرويد عيناها نحو البوابة الكبيرة التي قد أهلك الزمن مفاصلها ، وجعلها مهترئة تتحرك جيئة وذهابا مع الرياح ، دخلت المجموعة الصغيرة إلى ما يشبه ملاهي ترفيهية للأطفال ، أكشاك مدمره وألعاب نال منها الصدأ ، أمسكت كارا مصباحها بإحكام وأخذت تتأكد من كل كشك إذا كان صالحا للمبيت ، ولكن :" الأماكن هنا هي غير مريحة أو خطيرة ، يجب أن نجد مكانا مناسبا يا لوثر " أغمضت كارا عيناها وهي تحاول أن تكون متماسكة ، مضت نحو رواق ، كان يقف فيه أحد ما ، معطيا ظهره لذات الشعر الرمادي ، تقدمت كارا نحوه ، وأتضح لها أنه اندرويد مجمد ، تأملت جسده الذي غلفه الصقيع ، وضعت يدها فوق ذراعه ، اقتربت منه أكثر .

kara | كاراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن