22
نوح والأمانة
الفصل الثانى والعشرون
فى أحد النوادى الاجتماعية الشهيرة يجلس كل من ايمن وتيرة متقابلين ويبدو على نيرة التوتر الشديد وهى تقول : انت بتتكلم جد يا ايمن ، انت فاتحت خالو وطنط هدى فى الموضوع
ايمن بهدوء شديد : انتى مالك قلقانة وخايفة كده ليه ، هو احنا عاملين عاملة ... اتنين بيحبوا بعض وعاوزين يتجوزوا فى الحلال ...ايه المشكلة
نيرة بذهول : انت ازاى واخد الموضوع بالبساطة دى
ايمن : انا اللى مش فاهم انتى ليه متوترة كده
نيرة : انت ازاى مستهون كده برد فعلهم
ايمن : اسمعى يانيرة ..احنا مش صغيرين ودى حياتنا احنا ، واحنا بس اللى نقرر نقضى عمرنا مع مين وازاى
نيرة : بس دول أهلنا يا ايمن ومن حقهم برضة أنهم يقولوا رأيهم ووجهة نظرهم
ايمن : وانا مش بمنع حد أنه يقول رأيه ، لكن مجرد رأى وبس ، لكن القرارات والتنفيذ دى لينا لوحدنا ، احنا اللى هنعيش مش حد تانى
نيرة : لكن هم بيبقى ليهم وجهة نظر ناتجة عن تجارب سابقة اديتلهم خبرة مش عندنا
ايمن : مش هنكر ده ، لكن برضة هم مايعرفوش اللى جوة قلوبنا ولا لمسوه ، يمكن يحسوا بحبنا لبعض ، لكن ممكن يشوفوا أنه مش كفاية ، فهل انتى ممكن تنقادى برأيهم ده لمجرد أن يمكن يكون عندهم خبرة اكتر مننا
لتصمت نيرة وهى فى حيرة من أمرها ليقترب ايمن وهو يستند بذراعه على المنضدة وهو يقول : لازم يبقى عندك ثقة فى قلبك يانيرة عشان يبقى عندك الشجاعة للمواجهة
نيرة : وانت عندك الثقة دى
ايمن : اكيد والا ماكانش يبقى عندى الشجاعة الكافية انى اكلم بابا وماما وكمان انى اطلبك من حاتم
نيرة بشهقة عالية وهى تضع كف يدها على فمها بذعر : انت قلت لحاتم
ايمن : وهقول للدنيا كلها
نيرة برهبة : قلت ايه لحاتم
ايمن ببساطة شديدة : قلتله انى بحبك من زمان وانى مااتكلمتش غير لما اتأكدت انك بتبادلينى نفس مشاعرى
لتنهض نيرة من مكانها وهى تجمع حاجياتها بحقيبة يدها وهى تقول : انت اكيد اتجننت ، وكان المفروض انك تقوللى على حاجة زى كده من قبل ما تعملها
وعندما همت للمغادرة وقف ايمن أمامها وهو ينظر لها بشبه غضب قائلا : ممكن اعرف انتى ايه اللى مخليكى مش عاوزانى اتقدم واطلبك ….ايه بقى ، رجعتى فى كلامك مثلا
نيرة : كلام ايه اللى رجعت فيه ..هو انا كنت اتفقت معاك على حاجة عشان ارجع فيها
ايمن : انا اكتفيت انى اخيرا اتاكدت انك بتبادلينى مشاعرى، هعوز ايه تانى ، وهستنى ايه تانى ، هخاف ليه ، انا مش فاهم ايه الرعب اللى راكبك ده ، قلتلك مليون مرة شيلى فرق السن ده من دماغك ، ماتفكريش غير انى ابن خالك وبس
أنت تقرأ
نوح و الأمانة
عاطفية.نوح والأمانة مقدمة قد يعاند الانسان قدره لسنوات طوال دون ان يعلم انه اضاع سنوات عمره هباء وانه لا مفر من مواجهة قدره المحتوم انتظرونى ميمى عوالى