أومأ موافقا برأسه بينما عيناه مازالت غائمة خلف شروده، وقبل أن استدير مرة
اخرى دخلت اينجي وخلفها العميلة، وبدخولها فزعنا جميعا لصيحتها الغاضبة لتدخلي في عملها
حاولت مرتبكة كمن مسك بالجرم المشهود تبرير الأمر، بينما إلتزم يمان الصمت
أصبحت عيناه لا تحمل أي معني لاي شئ.
بررت موقفي في بضع كلمات ثم
ابتسمت متوترة واقتربت من اينجي وجذبتها معي للخارج بلطف، وبمجرد ان أغلقت
باب المكتب خلفنا نفضت ذراعها من کفی بحدة، وكادت أن تحرقني بنظراتها .
اسرعت قبل أن تقذفني بوابل من صراخها قائلة:
-هذا الدفتر القديم احتاج واحدا جديدا
ألقت اينجي بدفتر جديد على مكتبها بأنفعال، ورفعت حاجبها الأيسر بتحدي لو اعترضت، فآثرت السلام واتقاء المشاكل وأخذته
بصمت وخرجت.
نظرت لمكتب يمان نظرة أخرى، وأنا ابتعد متسائلة داخلى بحيرة عن سر نظراته وشروده
هل بالفعل هو "إيان" ويداعبني بإدعائه عدم معرفتي؟ هل أختفى من أحلامي
بعد أن أمر أتباعه بعقابي؟ أم استسلم لوجوب وجوده كانسان في حياتي حتى
نستمر سويا؟ هل هو من كان يعاقبني في الفترات الماضية أم أحد يشبهه أرسله أفراد قبيلته؟هل بالفعل قبيلته استغلوا غيابه وأنزلوا العقاب واللعنات علي أم أنتهت كوابيسي وسأبدأ عهد جديد على أرض الواقع مع إيان بشروطه الجديدة وحياة دائما تمنيتها؟، أم أنه
مازالت هناك مكيدة تحاك من خلفي وستظهر بمرور الأيام؟ .
___________
مع انبثاق عمل جديد.. أثناء تسجيل بعض الإيصالات بإهتمام وتركيز في
دفتر اليوميات أنحنى "يمان" على مكتبي فجاة فصرخت فزعة, ابتسم وعينيه
تتجول على ملامحي بجرأة ثم سكنت حدقتي واستقرت بهما وبادر قائلا
- كيف حالك يا جاك ... جاك اليس كذلك؟
- نعم
نطقتها وأنا أحاول أن ألملم بعثرة نبضاتي فأكمل قائلا ببهجة
- سعيدة بالعمل معنا؟
-الحمد لله
قام ببطئ في هيئته وعينيه تتجول في المكتب سريعا من حولي بينما يتمتم بلا
مبالة غريبة على نبرته
- أنا ذاهب الى مكتبی تحتاجين شيئا؟
شكرته بفرح فعاد بعينه من جديد ليمسك بنظري نحوه للحظة، بينما بدأت
ابتسامته تتسع رويدا رويدا، ثم رفع كفه في غرور وأشار به مودعا بعد أن وصلني
وعد عينيه بشيء استقبلته بأمل وترحاب
مضت ثلاثة أيام دون أن تتكحل عيوني برؤيا "يمان"، وفي اليوم الرابع
كنت أقف بالقرب من باب مکتبی فسمعت صوته
معاتبا بلطف لوقوفي أمام كاميرا المراقبة.
ابتسمت واشرت للكاميرا بترحيب فعاد لها
قائلا بحنق
- انظر الى جهة اخرى يا أحمد.
تفاجأت بتحرك الكاميرا للجهة الأخرى،
- ماهذا هل هناك احد غيرك يرى ذلك؟
- هذه متاحه لاعضاء مجلس الادارة بالاضافة الى الاشخاص اللذين لا يعملون الا على المراقبة
تفاجأت بكلامه واستدركت غبائي وعقلي بتذكري أن يمان ليس إلا أحد المدراء
وربما ليس لديه كلمة المرور الخاصة بالدخول إلى الكاميرا من الأساس، تركته خجلة
من رعونة عقلي تحت عزم أنظارة الوامضة بتفكير.
يتبع.....
أنت تقرأ
Ian
Horrorالنوع: رعب-خيال كوني 22/8/2019 الرواية مقتبسة من قصة حقيقية حدثت بالفعل ، أضفت بضع من قطرات الخيال إلى كأس الحقيقة لأكتشف في النهاية أن خلف ظلال الشك يوجد واقع وتحت قناع الصمت هناك حياة ولكن ليس لكل سؤال جواب... ففي حياة كل منا سؤال.... إجابته دائ...
