عدت الى إيان بمراهقتي المشتاقة لدفء احتوائه ورحلاته ، دعوت الله سرا أن يجمعني به كإنسان بشري، أو يحوله كإنسان كما أرى في الأفلام ، ونتزوج ونكمل حياتنا سويا
لم أكف عن دعائي سرا ، فقد شغف قلبي حبه ، واستحل قلبي بطيب معاملته، ومن المؤكد انه لن يحل محله سوى شخص مثله ، ينتشلني من غرق مشاعري بإيان لأغرق فيه هو و فقط.
في إحدى همسات الليل أثناء غفوتي ، رأيت حلما جديدا ، كنت أجلس فيه على كرسي فوق مكتب في إحدى الشركات الكبرى ، منكبة على بعض الأوراق أعمل بجدية حتى شعرت بخطوات تقترب مني رفعت عيني بتلقائية نحو الصوت الذي اخترق انشغالي ووجدت ايان يقترب حتى وقف أمامي بهدوء بينما عينيه تحمل نظرات مبهمة، لم أصدق عيني في البداية ، ولكن قبل أن أتحدث معه تركني وغادر المكان بأكمله بدون أدنى كلمة .
استيقظت متعرقة كعادة أحلامي بإيان ، ولكن لم أتذكر باقي تفاصيل الرؤيا ولا حتى اسم الشركة ولا مكانها ، وعلى الرغم من انقباض قلبي من الحلم الا انه كان نقطة تحول بحياتي كلها وبشكل جذري، أعطاني أملا كبيرا جعلني أتمسك به باستماتة و أصبح تحقيقه هو شغلي الشاغل.
في أول لقاء جمعني بإيان بعد ذلك بوحت له برؤيتي كما اعتدت ، فكاد أن يؤذيني من جديد فاعتذرت عن حديثي ووعدته بالتخلي عنها نهائيا.
ولكن على الرغم من محاولتي لم اتمكن من ترك حلمي الكبير بوجود من يشبه إيان في هيئة انسان ليشاركني باقي أيامي والى آخر العمر ، خبأت أمنيتي بجعبتي وجعلتها هدفي في الحياة وعزمت على تحقيقها بصمت .
ومن جهة أخرى ، بمجرد انتهائي من المرحلة الثانوية طرق العديد من العرسان بابنا ، كانت فرصة ذهبية لوالدتي كي تتفاخر بين الجميع بأنه يدخل بيتنا عريس كلما خرجت ابنتها من باب المنزل.
ولكن ما حيرها أن منهم من غادر بدون عودة وبدون ابداء اي سبب ايضا ، ومنهم من رفضته بدوري بحجة استكمال دراستي ، وقد ساندني والدي في رفضي لهم لصغر سني ، الى ان اتى الينا خاطب يعمل ضابط في احدى المدن الساحلية ، يملك من الرفاهية ما يسيل له اللعاب ولم يكن ينقصه سوى عروس فاتنة لتكتمل أناقة صورته الاجتماعية.
حاولت أمي اجباري فعليا ولكن كيف اقبل به وحب إيان مزروع في قلبي منذ الصغر ، وحلمي الوحيد أن أجد مثله بشري و أتزوجه.
رفضت باصرار كل محاولاتها لإقناعي فحولت حياتي لجحيم، وسبت عنادي واتهمتني بالاعجاب بنظرات الرجال المنهالة علي من كل صوب فحاولت مواجهة حربها لإجبارها لي على الزواج بالعناد والرفض واتهمتني بمرافقة الرجال كسبب مستتر لرفضي للخطاب ، ولكي اثبت براءتي علي القبول بالعريس
وقف أبي بحزم لأول مرة أمام والدتي ورغبتها في تزويجي لشخص يحمل سطوة السلطة والمال ، كاد الأمر أن يصل للإنفصال بينهما، حتى وافقت أمي على صرف النظر عن زواجي حتى الانتهاء من دراستي أو على الأقل حتى يـاتي من أقبل به على مضض.
دخلت الجامعة واخترت التخصص الذي يقربني من تحقيق حلمي في العمل بالشركة التي حلمت بها والتي اصبحت هي بداية ونهاية طموحي ، كما رأيت بحلمي ذاك لعلي أجد فيه إيان
اجتهدت في أخذ الكورسات خلال دراستي الجامعية لتذليل العقبات أمامي حتى تخرجت منها ، أعترض أبي في البداية على فكرة عملي، لكن اصراري على ايجاد إيان كان كفيلا بإعطائي القدرة على اقناعه .
أهداني القدر أول أحلامي وتم قبولي في أحد فروع إحدى الشركات العملاقة التي تجمع تحت سقفها مجموعة من الوكالات لشركات استيراد الأدوية.
كنت ناسية أو متناسية موقف إيان من عملي بعد أن علم هدفي الحقيقي من ورائه ، وفي المساء هرولت للقائه وكدت أطير من فرط حماسي .
درت حول نفسي أمامه كطفلة سعيدة ، أخذت أقفز في قاعة قصره الكبير وكادت أطرافي لا تلامس الأرض فرحا وأنا أروي له مشاعري وأعيدها وأكررها أمامه وأوصف له سعادتي بتعييني وعملي الجديد، ولم انتبه لسعير عينيه حتى اعتمت عينيه بسواد قاتم ، مالبث وتحول إلى لهب مخيف و أعلن صوته بحذر مرعب رفضه التام ثم ضرب الجدار بيده حتى تشقق .
أنت تقرأ
Ian
Ужасыالنوع: رعب-خيال كوني 22/8/2019 الرواية مقتبسة من قصة حقيقية حدثت بالفعل ، أضفت بضع من قطرات الخيال إلى كأس الحقيقة لأكتشف في النهاية أن خلف ظلال الشك يوجد واقع وتحت قناع الصمت هناك حياة ولكن ليس لكل سؤال جواب... ففي حياة كل منا سؤال.... إجابته دائ...