صديقي العاشق

84 6 1
                                        

في قارورة الحياة تكمن الأسرار....

ومع زحف الزمان ينقشع الثرى عنها .....

لتظهر للعين واحدة تلو الأخرى...

تسربت لجفوني تحت ضوء القمر ليلا رؤيا على فترات متفاوتة كانت تارة مبشرة وتارة منفرة ،أربكني تحققها، فبت أخاف مما وراءها،ومع تكرارها اهتديت للبوح ببعضها لأصحابها فإن تقبلوها أكملتها ، وإن كرهوها توقفت .

انتشر خبر صدق رؤياي ،فهاب وجودي البعض وابتعدوا ،بينما اعتبرها الآخرون نعمة أنعم الله بها علي .

بمرور السنوات كبرت هذه النعمة فأصبحت أشعر بصفاء وشر قلوب المحيطين من خلال التركيز في بؤرة أعينهم ، فتسري الطمأنينة بداخلي نحو البعض ، وأختنق ممن يكمن الشر في قلوبهم.

حاولت الاعتياد على الفئة الأخيرة ؛ لأن كل منا يحمل بداخله الخير والشر بنسب متفاوتة ، تقل وتزيد بعلاقة طردية مع المواقف الحياتية المواتية ليظهر الأثر في ردود أفعالنا .

و بالرغم من نعمة الحكم على الأشخاص من مجرد نظراتهم ، إلا أني وقفت صامتة دوما أمام نظرات شخص واحد فقط.......نظرة كان خلفها ألف حاجز يمنع العبور إليها .........ألا وهي عيني إيان.....

صديقي العاشق........

منذ ذلك اليوم الذي عاقبتني فيه والدتي ، لم أجد إلا يد إيان الحانية تداوي آلامي وتمسح دموعي ، حتى من قسوة والدتي وشدتها الدائمةوالتي كانت واثقة أنها لازمة لكي تحسن تربيتي .

أصبحت أطيع إيان بدون جدال،بعد أن وجدت لديه حنان لم أجده عند أمي ، على الأقل هو لم يؤذيني كما فعلت بي ، كما أنه دللني فاقتربت منه وابتعدت عنها.

أشبعني إيان ترحالا ورغب برفقتي دائما فأصبحت بيتوتية بناء على طلبه ، أجلس طوال النهار أنتظر حظوره ، حتى يجمعنا المساء وتبدأ رحلتنا التي لا تنتهي .

أسعدتني مفاجآته المختلفة والتي ساعدتني على التمييز بين أقراني فتناسيت شعوري بالنبذ من أسرتي ، واكتفيت بإيان والتفكير به وقربه وحياتتي معه،وتخيل مغامراتنا القادمة.

أعلمني إيان خلال الأيام الدراسية أسرار زملائي و أشيائهم المفقودة ومكان العثور عليها فتميزت من بينهم منذ نعومة أظافري   بقدرات خاصة .

وهكذا استطاع إيان رويدا رويدا الزحف لقلبي وغلقه بحبه حتى تملكه وحده بدون منازع .

مع أول خطواتي للمرحلة الثانوية تغيرت ملامحه الطفولية وملامحي ،وكما ارتديت ثوب الأنوثة ، تأنق إيان بصفات الشاب الوسيم جدا المهلكة للفتيات ، وكما كبرت قدراتي الخاصة ‘ تغيرت نظرة إيان نحوي ، فتحول من صديقي الدائم لعاشقي المتيم ،وكما جذبني سحر رحلاته منذ الصغر ، ذبت بين بتلات عشقه في مراهقتي.

سبحت بلا تفكير في شلال دفئه ، حتى أعلن لحظة سقوطي من قمة الشلال على صخور صماء....لتكون البداية الفارقة في حياتي.

قضيت ليالي استيقظ منتفضة متعرقة أرجف من تلك النظرات الشغوفة التي باتت تستفيض بنوايا خبيثة تكتم أنفاسي وتكاد تزهق روحي.

أصبح إيان مجنونا بعشقي زاحفا بأطراف أصابعه على خصلات شعري بهوس دائم ، يسحرني برقته وهمساته، حتى تلك اللحظة التي لا يستيطع فيها التحكم في هيأته البشرية وينقلب لوحش أسود ضخم ، فأنتفض هاربة من أحلامي  متشبثة بكل عزم للرحيل.

غضب إيان من تمنعي عنه وأنا عشيقة قلبه ، وهددني تارة ، ودللني تارة أخرى ، وقيدني من جديلتي بجذع شجرة محترقة، وألحق بجسدي الأذية ، حتى خدر أطرافي وشل حركتي للوصول إلى رغبته

لم يمنع عذابه الليلي سوى تحصني قفبل النوم ،فأنا أعشقه ولكن أكره أذاه،أريده جواري و أرغب في رحيل أهوائه ، فكان تحصني الليلي رادعا لعقابه بعض الوقت ، وبقي هو متربصا في الأوقات التي أنسى فيها تحصني ، فيحضر ليعيد الكرة ويبدأ في حيلة جديدة من حيله.

Ianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن