الاقتراب خطوة

27 2 2
                                    

أومأت بالإيجاب، وأسرعت بالهروب من أمامه.
بعد قليل حضر العامل بالنسكافيه
وطرق علي باب يمان طرقتين، فرفض يمان السماح بدخوله قبل أن يعلم حتى
من الطارق.
ناشداني العامل مستنجدا خوفا من غضب "يمان" الذي سيترتب عليه
تقديمه لشكوى ضده وبالتالي سوف تقوم الإدارة بالخصم للعامل
تملكني الغيظ من دكتاتوريته فتناولت الكوب بحده، واندفعت الى باب المكتب
وقفت أمامه لبرهة ثم تذكرت ثورته الغاضبه فبدأ الجبن يعود إلى جوانحي ويسكنها مرة أخرى، وبين خوف وتردد اتخذت قراري وفتحت الباب بهدوء شديد.
ووجدت يمان جالس مستريح خلف مكتبه مولي ظهره يدخن سيجارته ومن هيئته استنتج أنه شارد في أمر ما
تسللت ووضعت كوب النسكافيه على المكتب.
وقبل أن أعتدل في وقفتي
انتفض يمان من مقعده زاجرا  حتى سالت دموعي.
صمت لحظة ثم افتر ثغره عن بسمته وقال هامسا
- ما هذا تبكين ؟، امسحي دموعك يا طفلة.

ابتعدت أكفف دموعي خارجة من أمامه فهمس باسمي
فنظرت له فابتسمت لذكرى الأمس وعاد ليبتسم هو

...........

في اليوم التالي دخل "يمان" مکتبي متعجلا وقال:
-جاكي.. اليوم لدي بعض العمل في الفرع الثاني، هاتی رقمك و اذا سأل احدهم عني بلغيني

-آسفة ولكن لا يمكنني اعطاؤك رقمي
قلتها بثقة وتجاهلت عجلته، فأشعلت اللهب بمحاجره، تراجعت للخلف عندها
بدأ هو في الأقتراب حتى باتت أنفاسه تلفح صفحة وجهي، وهمس بغضب وهو يجر على أسنانه
-أنا اريده .. حتى أتابع العمل معك من هناك ، وليس لاجل عينيك يا انسة
وكعقاب لك ستتصلين انت بي، و سنرى كيف ستحصلين على رقمي يا عزيزتي ، واياك ان يأتي احد ولم تبلغيني
أومأت بخوف عدة مرات فابتعد
وضع هاتفه في جيبه
ثم رفع ابهامه وسبابته في شكل مسدس مهددا بقتلي إن عارضته ثم رحل.
-ماذا بك؟؟؟ماذا حصل

قالتها سيدرا فأنفجرت في البكاء بين ذراعيها قصصت عليها ما دار بيني وبين
"يمان" فربتت على كتفي
- لا بأس هو هكذا دائما عندما يغضب توقعي منه أي شيء، ثم هنا المدراء يا
جاكي معهم أرقام الموظفين لاجل  العمل، لذا يا عزيزتي ان اتى عميل بلغيني وسأتصل لك به.
إرتجف قلبي من تهديده الصريح فرفضت.
شدت سيدرا وجنتي و ابتسمت.
ابتسمت لمزاحها وتذكرت يمان ونظراته وشروده  و في النهاية تهديده لو
تكاسلت عن تنفيذ مطلبه.
في اليوم التالى وقف "يمان" أمامي رافعا إحدي حاجبيه بتحذير فإزداد رعبي وقبل أن ينطق قلت بارتباك
- اقسم أخدت رقمك من سيدرا ، ولكن لم يأت أحد مطلقا
امتدت أنامله بجرائة لهاتفي المستكين أعلى المكتب وضغط على بعض أزراره فدق هاتفه، وتخللت إبتسامة منتشية شفتيه وترك هاتفي بزهو منتصر وغمز بإحدى عينيه

يتبع....

Ianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن