بداية حلم او كابوس

52 3 0
                                        

استلمت العمل ومضت الأيام اليوم يتوكأ على الآ خر لتتبخر آمالي في العثور على شبيه إيان بأرض الواقع ، حتى تساءلت....هل سأجده أم كنت أعيش وهم؟؟؟

وإن لم أجده هل سيعفو عني ويعود ليملأ  أيامي فرحا وترحالا ،  أم أن اللهب في عينيه كان نذير شؤم؟؟

أخرجتني إينجي زميلتي من شرودي اليومي،وتساؤلاتي الحائرة ، لتخبرني بحضور مدير الحسابات بعد انتهاء إجازته الطويلة ، وقفت بالقرب من باب المكتب خلف سيدرا لأرى الرجل الغامض كما يلقبونه، حتى لمحت دخوله من أول الممر وصدمتي منعت باقي همساتهم أن تصلني حتى مر أمامنا بثقته المعتادة وخطواته الخيلاء.

خصني بنظرة غامضة لمحت فيها ثورة ووعيد كامن رأيت مثله من قبل ، واستكمل طريقه الى مكتبه بهدوء، الصدمة شلت حركتي بينما هتف عقلي فرحا غير مصدق بأن إيان ها هو قد عاد....

بقيت للحظات مصدومة ، ولم أستوعب بعد أن إيان مر بالفعل أمام ناظري، حتى صرخ عقلي ب لا......لابد انني مازلت نائمة أتجول بأحلامي وهو قد قبل بأمنيتي وعاد من جديد لحياتي ووافق أن يسامحني مرة أخرى،إذا سأتشبث بالحلم للنهاية وأغمضت عيني طوعا ، وافترشت الأرض غافية بسلام.

استيقظت من غيبوبتي على توبيخ إينجي وصراخها

-يا أختاه ، كل هذا لتلفتي نظره؟ ولكن للأسف تعبك ذهب هباء

نهرتها زميلتنا سيدرا بعتاب فأكملت توبيخها حانقة وهي تنصرف متمتة بباقي كلماتها اللاذعة، ساعدتني ميلاني وسيدرا على النهوض، واعتذرت سيدرا على أسلوب إينجي.

كنت أستمع لها بشرود بينما عقلي يسترجع الأحداث ، وعيني تود التهام الباب الخشبي الذي كان يقف بشموخ حائلا بيننا.

لم أصدق أنه مر أمامي بنفس تفاصيله الجذابة، وضجيج هالته المهيب، ولهيب نظرته الغامضة والتي يقبع خلفها ألف حاجز يمنعني من اختراقها.

من بعد لقائنا الأول توالت الأيام مملة في غيابه،كفيلة بإرباك حواسي، فاكتفيت بمراقبته لأتشبث بالحلم الذي أضحى حقيقة.

عرفت فيما بعد أن اسمه"يمان" وكنت أتمنى أن أصرخ بالجميع بأنه "إيان"  حب حياتي ومالك قلبي ومن بحثت عنه لسنوات بين البشر .

كان يمان يشبه إيان كثيرا فهو مثله طويل ، ونحيف، ذو بشرة ثلجية وشعر ناعم بشكل رهيب يتدلى بعض منه على زوايا جبهته ، فيقوم برفعها بنظارته الشمسية القابعة دوما وسط صدره محمولة على أول أزرار قميصه ، بملامح حادة تفصح عن قوة طباعه من الوهلة الأولى.

تغلغل يمان ببطئ لنبض قلبي، فاحتل رتبة إيان عشقا، عندما أراه يجن عقلي و أود أن أصيح للعالم بأن هذا حبي منذ الصغر بينما قلبي يتحلى بالخجل وينتظر اشارته.

كنت أعمل بجوار إينجي عندما دخل يمان المكتب لأول مرة مع زميلنا روبن، لمحني فرفع حاجبه الايمن بتأني ساحر متسائ بصمت عني ، لقطت إينجي سؤاله فأسرعت بالقول

-هذه جاكلين تعمل معنا منذ فترة قريبة.

_قفي ورحبي بالرئيس أم أنك تريدين أن يغضب عليك؟

قالها روبن بزجر مبطن وابتسامة صفراء ، فطوق يمان كتفه مداعبا

-ماذا يا روبن ؟ هكذا الفتاة ستأخذ فكرة سيئة عني

- لا يارئيس ، انت مثلنا الأعلى

-اجل هكذا ارسمني أمامها

قالها يمان مقهقها، وشد طرف لياقته بغرور ثم هز رأسه بإيماءة لا مبالية محييا ، وارتدى نظارته الشمسية فزادته تألقا ، ثم نظر نحوي لبرهة وهو مازال محتفظا بابتسامته، وودعنا دون أن يعيرني اهتمام آخر وانصرف.

فور خروجه هتفت إينجي بحنق على غروره وغطرسته، واتبعها اعتراض روبن على صمتي وحذرني من طوفان يمان إن لم انتبه لتصرفاتي معه.

كتمثال من الشمع كنت أحدق يمان  وفي حركاته ولفتاته وعندما غادر صحبته روحي مودعة فأخيرا نظر لعيني ، ووجه الكلام لي ، ورحب بوجودي ، واصبحت في مرمى بصره وعرف اننا عدنا ولن نفترق كما قرر ذات يوم.

لأيام طويلة ظلت ابتسامتي لا تفارقني ولم يعكر صفوها إلا تجاهل يمان لوجودي ، ولكن لم يكن هذا عائقا أمام ثورة حبي السرمدي ، مرت الأيام وازددت ولعا بجلساته الدائمة مع العاملين.

كنت أندس بين الموظفين أسترق السمع للحروف الخارجة من شفتيه حتى تقتصني نظراته الخارقة لجوارح قلبي فأرتبك و أشيح وجهي خجلا. أكملت تدربي في قسم المخازن حتى انتهى أول دفتر خاص بكتابة الإيصالات أعمل به.

ذهبت الى سيدرا أستفسر عما أفعله . فردت بانشغال:

-اعطيه لإينجي وخذي وااحدا جديدا

ذهبت لمكتب إينجي  ولم أجدها،فانتظرتها ، وصادفت إحدى العميلات وسألتني عن يمان  وعندما أخبرتها بوجوده طلبت مني الدخول اليه وهي متعجلة.

ترددت في الدخول اليه و تذكرت انه لو لم يكن هناك عمل سينصرف وحسمت أمري.

اظطربت دقات قلبي مع طرق باب مكتبه لأول مرة فحاولت احتوائها.

دخلت بعد أن اعطاني الإذن . واخبرته بوجود العميلة, ووليته ظهري وقبل أن أعود أدراجي و أخرج من محيطه أوقفني سؤاله الغاضب عن وجود إينجي

حركت كتفي بعدم معرفة، فظل صامتا شاردا لوهلة وعينيه تنظر لعيني.
لم أفهم نظرته ولا سر شرودها لكن دقات قلبي بدأت في القفز، ابتلعت ريقي وعدت انبهه بعد أن ساد الصمت بيننا للحظات قائلة:

-أأدخلها؟

-من؟

قالها مشوشا فابتسمت معقبة

-العميلة.

يتبع.......

Ianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن