ومع مرور الوقت طلبني إيان بلهفة عاشق محموم للزواج ، على الرغم من إيقانه بأني له منذ أن وقع صك امتلاكي منذ الصغر ،ولكن جاء طلب زواجنا حتى يريحني فقط واستسلم له كليا ، ولكن منعتني من الموافقة صورته الممسوخة المخيفة وأنيابه البارزة ، فظلت مطبوعة في ذاكرتي حتى أصبحت أخشى اقترابه وأحصن نفسي كي أمنعه من أحلامي نهائيا إن أجبرني عليه.
ولكنه كان يعلم جيدا مدى عشقي له ، وأني لا أملك متعة الرحيل عنه، فكان يبتسم ساخرا بصمت ،متربصا للفرصة القادمة من أجل أن يروي عطشه.
********
مع تكرار همساته وإغراءاته العاشقة المتيمة ،فكرت في عرضه لزواجنا ، وحبه الذي اعترف من داخلي بأني لن أجد مثله عند أي بشري .
وبما أن لكل منا عيوب وعدني إيان أن يخفي عيوبه عني ،مقابل استمرار حبي له و إتمام عقد زواجنا أمام جميع عشيرته ليكونو الشهود بدلا من البشر ،وفي كل الأحوال هو يملكني ولن يقبل أن يشاركه في أحد.
فكرت كثيرا بحديث إيان و أعترفت بأنه حبي الوحيد ولن أقبل بغيره بديل ، ولكن قبل أن ينال موافقتي عاد لي وصدمني بأحكام قبيلته المجحفة ، وطلب عشيرته بأن أقوم بتنفيذ أوامرهم والتي كانت كارثية .
رفضت جميع شروطهم فعاد إيان لهيأته الممسوخة المخيفة، التي تظهر عندما يغضب أو يفقد سيطرته على نفسه ، وأصبح غير قادر على التحكم فيها بعد أن أخجلته أمام قومه وهو من كان يقوم بتربيتي حتى يقدمني لهم بكل فخر واعتزاز.
عاد الخوف يتشبث من جديد بجوانحي ، تارة من إيان وتارة أخرى من عائلته ، ومن صعوبة قيودهم وأحكامهم وطلباتهم التي لا يرضاها أي دين .
ولكن بدون أي مقدمة أو أسباب عاد إيان يغرقني في دلاله وحبه دون أي شروط، وعاد يطلبني للزواج بعد أن قبلت عائلته زواجنا دون هذه الشروط.
ذهلت في البداية ولكن مع تبريراته المقنعة و إلحاحه سعيت لوهلة مستفسرة عن إمكانية قبول عشيرة مثل عشيرته بي بدون أي شروط.
قرأت عددا من الكتب ، وبحثت عن كيفية حماية نفسي منهم أو ما مدى إمكانية أذيتهم لي في المستقبل ، وخاصة بعد أن أكون زوجة أحد أهم أفرادهم الذي خالف القوانين من أجلي ذات يوم.
***********
ارتطمت بجدار الواقع ،وانهارت معه كل أحلام السنوات بعد أن أكتشفت حرمانية هذا الرابط الذي كنت أظن أنه سوف يجمعنا ،وأن أقوى عثرات حبنا هي مطالب عشيرته ، بدأت في البحث بكل جهد عن أي طريقة لإتمام هذا الزواج و إنقاذ هذا الحب الكبير ، ولكن اكتشفت أن ارتباطي به قد حرمه ديني، وأن زواجي من إيان يعد محرما بسبب اختلاف طبيعة خلقتنا، وأنه لا يجوز أن أتزوج إلا بشريا.
ليالي حالكة السواد عشت فيها بعد أن أصبحت لدي الحقيقة كاملة،وأنه لايمكنني أن أرتبط بالشخص الذي أحببته أبدا، شعرت بالحزن الشديد و أن شمس حياتي قد تغيب،و أقسمت بكل عزم و اصرار أنني لن أتزوج بشري إلا لوكان شبيها لإيان في كل شيء ، يحبني مثل حبه ،يفهمني مثل فهمه ، يدللني مثل دلاله ، وربما قدر الله ذلك حتى لا يكون لي زوج يتحول إلى صورة مفزعة كلما غضب أو اشتهاني، ويصبح عندي إيان ولكن في هيأة إنسان .
منذ هذه اللحظة حاربت رغبات إيان المحمومة بالتحصين اليومي حتى أتقي شره ،فغاب عن أحلامي كثيرا حتى اطمأنيت ونسيت تحصين نفسي ، ليحضر فجأة مع جيش من الكائنات الدميمة يلحقهم ثورات عقابه.
يحيطني بالعقارب التي تخرج مهرولة من طيات ملابسه ، بخلاف الحيوانات المسعورة التي تظهر من خلفه ، وأقضي الليل بينهم و أمام عينيه يقف ليرى عقابي ، ويرى كيف ينهش أتباعه جسدي حتى تسيل منه الدماء.
وخلا النهار كنت أموت من شدة الصداع الذي أوشك أن يصل إلى مرحلة الهذيان ، وكل هذا ضريبة امتناعي عنه
استمرت حالي هكذا لمدة ليست بالقصيرة ،وتدخلت أمي في معاناتي بإجباري على زيارة الدجالين معها والخضوع لطلباتهم بدون فائدة ، حتى توقف إيان عن عذابي الليلي ذات يوم فجأة، وعاد لي وحيدا بدون جيشه ، وطلب مني أن نعقد هدنة بيننا ، فنحن متحابين في النهاية مهما نكرنا أو رضينا ومهما عاندته لابد لي من الخضوع له في النهاية .
كان شرط إيان لعقد هذه الهدنة أن لا أعود للتحصن قبل زيارته ، لأن هذا يعذبه بشدة كما كان يفعل هو وأعوانه معي ، ووعدني هو أن يقوم بحمايتي من جميع قبيلته و أعوانهم كما اعتدنا من البداية .
وعدني إيان أنه سيغرقني في نعيم عشقه مرة أخرى ، ولن يجبرني على الزواج منه وسيترك لي مطلق الحرية لو أردت أن أتزوج آخر وقتها سوف يطلق سراحي وأكون حرة، وبما أنه اخترق قوانين عشيرته من أجل حبي ، و أنا أيضا كل أمنيتي أن أعيش حياتي بقربه فلن يكون هناك رجل غريب ليفرقنا مهما حدث............
.......يتبع
*********************
لو سمحتو فوت &كومنت ❤❤❤❤
أنت تقرأ
Ian
Horrorالنوع: رعب-خيال كوني 22/8/2019 الرواية مقتبسة من قصة حقيقية حدثت بالفعل ، أضفت بضع من قطرات الخيال إلى كأس الحقيقة لأكتشف في النهاية أن خلف ظلال الشك يوجد واقع وتحت قناع الصمت هناك حياة ولكن ليس لكل سؤال جواب... ففي حياة كل منا سؤال.... إجابته دائ...
