تغير مفاجئ!!

18 3 2
                                        

مع الأيام أقتربت من "يمان" أكثر وأكثر .. بت اشبهه في تصرفاته وأرائه حتى ملامحي باتت تشبهه، بدأت الهمسات من حولنا تتكاثر والسؤال عن وجود صلة قرابة بيننا نخفيها.
ضحكت على تكرار نفس الأسئلة بنشوة وأخذتني قدماي لأخباره عن سعادتي بأسئلتهم، دخلت مكتبه فحادت عيناه عن الأوراق متسائلاً عن وجود عملاء
أومات بالنفي فعبست ملامحه وأنطلق قائلاً بحدة:
-هل تظنين نفسك في حفل يا آنسة، اذهبي واغسلي هذا الذي على وجهك

ـ ولكن ، ليس هناك شيء على وجهي!

نطقت بها بينما أمسح على خدي بأناملي، ظل على نفس نظرته الغاضبة، فدب الشك بأوصالي، مسحت وجهي بمحرمة ورقية وقدمتها له كدليل لصدقي، فأراح ظهره على المقعد للخلف متنهدا:
ـ اتعلمين شيئا.. منذ ان اتيتي الى هنا والامور تسير بشكل افضل ، تشبهين نسيم الصيف تماما

رمشت بعدم استيعاب، وهدهد قلبي غزله، فحلقت فوق عنان السماء، وزادت نبضاتي بنبضة لم تولد إلا له، تركت المكان منتشية بوجودي بجواره واقتراب الرابط الذي سيجمعنا كما حلمت دوما.
**********
البسنى "يمان" ثوب الحيرة بعد عدة أيام عندما انفردنا بمكتبه قائلاً بحزن:
- يا ليتني قابلتك منذ زمن

أنقبض قلبي والتزمت الصمت باحثة عما يرنو إليه؟ فإني أرى قربي مباح وأمضي قدما لأصل إليه، فلِما دخلت كلمة – ياليتني - وغيرت سياق الأحلام؟
ظل "يمان" شاردا طوال هذا اليوم وفى نهايته خرج من مكتبه وتأكد أنه لا أحد بالجوار ثم أقترب ونظر بعيني حتى امتلأ الكون من حولي بضجيج صمته، فغزا قلبي قوله هامسا:
-ربما لو قابلتك منذ زمن ، كانت لتتغير اشياء كثيرة

دلا بدلوه وخرج وتركني أفك طلاسمه بدون خريطة. أستشهد بعينيه لأصدق أحساسي، فتكذبني كلماته
وأتجرع الحيرة من نفس الثغر، تمنيت التسلح بالجرأه للإستفسار عن مقصده، لكنني كمن تلقى صدمة تلوح في الأفق
تجاهلت الأمر عن عمد فكل أسلحتي سخرت له منذ زمن، ولن أستطيع مبارزته لإستبقاء عشقي.

*********
إلتهم الزمن الأيام فمرت سريعا وعادت اينجي للعمل. قابلت الاخيرة خبر نقلها بوابل من الشتائم على "يمان"، وزاد الأمر سوءا أن القسم الجديد ترفض العمل به منذ زمن.
تسائلت لأستوضح سبب إعتراضها فأسترسلوا بشرح بواطن الأمور حتى أنبثق أمامي عالم جديد ينحصر بين "التربح، والسمسرة، والإستغلال للمرضي والمرض".
تمتمت مصدومة:
- اذا وصل هذا الامر للإدارة ستحدث كارثة!!

- هم يعرفونن بذلك بالفعل ، في النهاية مصالح مشتركة

- هل يعرف الاستاذ يمان بهذا؟؟

- الاستاذ يمان هو كبيرنا الذي علمنا السحر

قطعت إسترسالها برحيلي كارهة كل من يحمل مثل هذه القلوب القاسية ويتلاعب بأوجاع الناس بدون رحمة، وكأن عقلي ينقصه عبئً.
وجدت اينجي بالمكتب تجمع أشيائها، و عندما تقابلت أعيننا اشتغلت قائلة:
- ها مسحتي دماغه؟ ماذا قلتي له عني

أجتمع بعض الفضوليين على صراخها وقالت إحداهن:
-لاكون صريحة معه حق ، لأنك كلما ازداد العمل تغيبين وهو حذرك أمام الجميع
  وضعت اينجي كفيها بين جنباتها وقالت :

-سنرى ان وجد افضل مني، غدا سيندم

رمقتني بكره، وحملت صندوق محتوياتها وخرجت ودبيب حذائها الغاضب يصم الأذان، تفرق الجمع كلأ يهمس بما يجول بخاطره، وجلست أصارع أفكاري وشعرت بأنني سقطت أسيرة بين شباك العناكب ومخططاتها حتى ظهر "يمان" قائلاً بمرح:
-صباح الخير يا اجمل من بالمكان، تعالي...

قال كلماته ورحل قبل أن أعترض على مغازلته، جمع الموظفين في مكتبه وطلب للجميع مشروبات باردة إحتفالاً بإنتهاء مشاكله، امتلأ المكتب بصخب
الضحكات، وأعتذر "يمان" عن سوء معاملته لبعض الأفراد في الفترة السابقة.
ذهلت لمشاركة اينجي للتجمع، وإطرائها على "يمان" وذكائه وكأن ما حدث منذ دقائق لم يكن منها.
بعد إنتهاء الحفلة البسيطة عاد الجميع لعملهم وهتف "يمان" :
-جاكي ....انتظري

يتبع.......
************

مرحبا جميعا♥️اولا شكرا لتفاعلكم مع الرواية وقرائتكم لها ، و اعتذر عن الانقطاع والتأخر في التحديث ، استمتعوا بالقراءة 😔❤️واعطوني رأيكم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Ianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن