مر وقت لم أع قدره....ولكن حين أبصرت نور الحياةمن جديد كنت أقف أمامه..وبجوارنا تل الهدايا العملاق....أشار إيان هذه المرة نحوي بطرف إصبعه وسارأمامي فتبعته بفضول.
سرت أتأمل من حولي...وعندما التفت خلفي وجدت الأرض تطوى خلفنا ...كانت مثل سجادة تقوم أمي بطيها ليظهر من تحتها التراب.
وصلنا لنهاية ذلك القصر الجميل الذي يعيش به إيان...ليزيح ستارة حمراء مخملية مرصعة بحبات اللؤلؤ..فظهرت من خلفها حديقة واسعة ناصعة الخضار محاطة بالأشجار من كل صوب وجانب.
اقتربنامن طرف البوابة لينخفض من السماء بساط
سحري حت استقر أمامنا ..تقدمنا...ومع أول خطوة فوقه ارتفع بناوانطلق.
تشبثت بإيان حتى هبطنا على طرف بستان غناء مسقوف أعلاه بالأغصان ومضاء كالنهار بنور ليس له مصدر .
صعدنا على بداية جسر رخامي يطوق البستان بشكل دائري ، ويتفرع منه عدة جسور داخل البستان، وينتهي كل منها بقصر شاهق مطعم وجهه بأحجار كريمة لامعة .
جذبتني منحوتات أحدهم المصقولة بحجر الجرانيت و الياقوت السيلاني، وطعمت مشربيته بالألماس، ورسم على بابه بعقيق خلاب.
وقبل أن أصل للنهاية أعادني صديقي إلى البداية محذرا من لمس حجر يسمى "سم الشيطان" فهو عليه اللعنة وليس له غفران.
ابتسمت متجاهلة تحذيره وركضت أنافس صفوف العصافير ، حتى اكتشفت طريقا جديدا.
شهقت من روعة القصرالذي رأيته بآخر الطريق ، فهمس إيان:
"هذا قصر بني على يابس الأرض،وحروفه من حر النار،وقواعده من لين الماء فصار ساخنا لين،وسخنت الشمس عليه بحرها قوى على نسف الحر واليبس."
أكملت الزحف داخل البستان حتى بدأ الضيق يطبق على صدري..تجاهلته وأكملت السير فزحف الألم إلى باقي جسدي..بدأت أشعر بأن أنفاسي تضيق ويصعب خروجها...والرؤيا بدأت تتسرب وتتلاشى من حدقتي حتى سقطت على ركبتي أمام قصر جديد فجأة..ورويدا رويدا بدأت الصورة تضيع من أمامي حتى اختفى كل شيء من حولي....
استيقظت من النوم متعرقة فوجدت نفسي ساقطة على أرضية غرفتي...بمنزلي القديم، وقد غاب إيان عني ورحل.
قفزت مسرعة رغم تأخر الوقت إلى فناء منزلنا الخلفي وقد اختفى ذلك الباب بالفعل واختفى القصر من بعده.
عدت إلى غرفتي وبحثت عن صديقي ولكن لم أجد له أثر ....أيعقل أن كل ذلك كان مجرد حلم بائس ؟؟
تلمست رقبتي باحثة عن القلادة بهلع...وبدأت دموعي في النزوح عندما تأكدت من فقدان كل شيء..
عدت إلى سريري و أغمضت عيني مطالبة بعودة إيان لأحلامي من جديد.....
منذ هذه الليلة أصبح إيان يأتيني خلسة ليلا ليخطفني إلى عالمه...عشت معه أروع الأيام خارج أسوار الواقع .
عبرت أبوابا ، ودخلت سراديبا، ووقفت على فوهات البراكين..وغصت بين الرمال ،كل ذلك كان كل ليلة من خلال ذلك الباب بفنائنا.
ثم أعود في الصباح لأرض الواقع....فوق وسادتي التي لم أكن أغادرها ولو انشا واحدا.
***********
لم أرى إيان يوما الا في هيأة بشري ،فاقتنعت أنه انسان ولكن ربما فقط خارق للعادة وشغلت سعادة رحلته الليلية عقلي،حتى بدأت أتساءل...هل هناك احتمال أن يرفض ذات مرة أن يعديني إلى منزل والدي بعد انتهاء الرحلة...؟؟؟
وفي أول لقاء جمعنا بعد ذلك ،كشفت لإيان مخاوفي وطلبت منه أن يعلم والدي عن رحلاتنا الليلية ولكنه غضب وطفقت نيران عينيه لأول مرة أمامي ،واشتعلت حدقتيه حمما أرعبتني، وتمتم بكلمات صارخة وكأنها خارجة من بئر عميق .....
كان صوته حادا اقشعر له جسدي...لم أع من كلماته شيء سوى أنني منذ ليلتنا الأولى أصبحت ملكه .....وللأبد
......يتبع
أنت تقرأ
Ian
Horrorالنوع: رعب-خيال كوني 22/8/2019 الرواية مقتبسة من قصة حقيقية حدثت بالفعل ، أضفت بضع من قطرات الخيال إلى كأس الحقيقة لأكتشف في النهاية أن خلف ظلال الشك يوجد واقع وتحت قناع الصمت هناك حياة ولكن ليس لكل سؤال جواب... ففي حياة كل منا سؤال.... إجابته دائ...
