ما عاد الأمر يعجبني

89 6 2
                                        

من بعد تلك الليلة لم يفارق ذاكرتي لهيب عينيه وتحولهما المرعب...بت أخشى من غرفتي ومن النوم فيها حتى لا ألقاه .

جال بخاطري أن أقص على أبي ما حدث فهو يحبني ويحميني ، لكنه كل ليلة كان يعود من عمله متأخرا بعد أن أكون قد غفوت ونقلتي أمي إلى غرفتي، ويحضر إيان لكي يصطحبني إلى عالمه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

جال بخاطري أن أقص على أبي ما حدث فهو يحبني ويحميني ، لكنه كل ليلة كان يعود من عمله متأخرا بعد أن أكون قد غفوت ونقلتي أمي إلى غرفتي، ويحضر إيان لكي يصطحبني إلى عالمه .

حاربت النوم ذات ليلة حتى عاد والدي وعندما بدأت أروي له حكايتي، نهرتني والدتي لأكف عن الكذب و اجبرتني  للجوء إلى غرفتي حتى لا أزعج أبي بثرثرتي الفارغة .

مرت الأيام وازدادت تحذيرات إيان من كشف علاقتنا أمام بني البشر....فتشبث عقلي بنفس الفكرة وأصبحت متوقعة أنه ذات ليلة لن يعيدني إلى لدار أبي أبدا...

عزمت أمري وقررت أن أحكي لوالدتي لعلها تسمعني هذه المرة...وربما تعلم كيف تحميني من إيان ...

ذهب إليها ....ووقفت أماما لبرهة أستجمع قواي و أفكاري ، وتلعثمت أثناء شرح الأمر وماهيته.

منعتني أمي من اكمال في أكاذيبي كما أطلقت عليها..تركتني في هذ اللحظة وانهمكت في الأعمال المنزلية متجاهلة كل محاولاتي للحديث معها...

ألححت عليها وكررت محاولاتي كي تسمع مني باقي الحكاية لعلها تقتنع ، و أصبحت ألاحقها في كل مكان وأسرد عليها أجزاء منها ،فحذرتني للمرة الأخيرة من الكذب...حاولت أن أشرح لها أنني لا أكذب وأن ما أحكيه حقيقة أحلامي اليومية...

فتركتني لتشغل باقي يومها حتى عودة أبي ليلا...

لم أيأس وعاودت الكرة في اليوم التالي ،وتحديدا عندما اقتربت سا عات الليل من العروج ...وقلبي بدأ يدق فزعا مما سوف أجده بالليل لو غفت عيني.

أقسمت لوالدتي بصدق حديثي وأني أريدها أن تحميني من الضياع عن منزلنا ، فغضبت مني بشدة واعتقدت أنني أريد ترك المنزل والهروب منه، و أمسكت حزام أبي  ولقنتني درسا قاسيا به...ثم ادخلتني غرفتي وأغلقت الباب من الخارج بإحكام وهي تصرخ بأنه يجب أن أبقى مع الأشباح حتى يأكلوا عظامي هذه المرة لأكف عن الكذب.

كدت أموت من الخوف والظلام ..قضيت ليلة سوداء من شدة الخوف والبكاء بينما أتخيل الأشباح حولي في كل مكان .

قضيت وقتا طويلا وأنا أصارع الخيالات التي رأيتها في الظلام  وكنت أظنها بالفعل أشباح قادمة لتأكلني ..ولم أجرؤ على النوم حتى الصباح خشية من عقاب إيان لو نمت بعدما أخبرت أمي...ولكن الذي لن أنساه أبدا هو انقطاع رابط الأمان الذي قد جمعني منذ ولادتي مع هذه السيدة التي ظللت باقي العمر أدعوها بأمي .

******************

لم أشارك في الرحلات المدرسية منذ التحاقي بالدراسة ،تلبية لرغبة إيان.....هو كان يفضل  اصطحابي لأي مكان يخطر ببالي بدل رفقتي للبشر عديمي النفع كما يعتقد..

كالعادة لبيت أوامره ، حتى ذلك اليوم الذي أصرت فيه "إيملي " صديقتي ونحن بالصف الرابع الإبتدائي على اشتراكي في رحلة المدينة  وبالتحديد قرية تدعى  "نانينا" .

وافق إيان على ذهابي مع مجموعة من البشر لأول مرة ، حتى يثبت لي أنه لا يحتكرني لنفسه،ولكنه كان يخطط لهدف جديد يضمن به عودتي بشكل كامل  إلى قلاعه بمنتهى قناعتي الذاتية .

ذهبت مع رفقاء دراستي ،تجولنا بين رمال صحراءها ، دخلنا السراديب والأنفاق وتنقلنا في المتاحف كما زرنا الساقية الرومانية، ولكن الرحلة لم تشبع فضولي بمعلومات جديدة فقدسبق وأعلمني إيان  بأكثر منها.

طلبت مني إيميلي البقاء معها بالقرب من الحافلة ،وافقت ولم يعترض المشرفون أيضا وغادرونا لرؤية باقي المزارات مع الطلاب .

غفوت تحت ظل شجرة وحيدة وسط الصحراء القاحلة ،فظهر إيان بملامح محتقنة غاضبة أخافتني ،وأشار للمغارة التي رحل إليها زملاؤنا،رأيت طفل بقميص أحمر يتسلق إلى قمة المغارة الضيقة دون أن ينتبهوا له ، فشهقت مستيقظة بوجه شاحب أبحث عنه.

كانت إيملي ترسم على الرمل بالقرب مني ، فقصصت عليها حلمي باكية.

نصحتني بالانتظار حتى يعود الجميع ويتبين الأمر.

بعد عودتهم لم أرى الفتى صاحب القميص الأحمر فأسرعت لمعلمتنا و أخبرتها بضياعه ومكان العثور عليه ، فأسرع المشرفون وأحضروا كشف الأسماء واكتشفوا صدق حديثي فعادوا للبحث عنه حيث أخبرتهم.

ومع حلول الليل لمحناه عائدا بصحبتهم ، فصعدنا جميعا إلى الحافلة ، ومع بدء انطلاقتنا أجلستني معلمتي بجوارها ، مسحت على شعري متسائلة عن كيفية معرفتي بمكان زميلنا بينما لم أكن بصحبتهم؟؟

التزمت الصمت حتى دب اليأس بقلبها فتركتني وعدت لمقعدي أفكر بإيان منبهرة بقدرته على حل المشاكل مهما بلغت صعوبتها وتأكدت أنه الوحيد القادر على حمايتي ، فلم أفكر في إعادة الكرة والسفر بدونه لأي مكان ، ولا شعرت بأهمية وجودي في عالم البشر وهكذا فاز بثقتي الكاملة تماما كما خطط و اعتقد.........

        ............يتبع

*************************
ملاحظات:
1-زر التصويت تراه مو مكهرب 😬
2-ولا زر التعليق بعد😑
3-الي يقرأ وما يصوت أو يعلق بحذرة تراني أقدر أهكر حسابة أقسم بالله😐
4-خلونا أصحاب بليز😄
 

Ianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن