البداية المظلمة

521 13 10
                                        

طريق جبلي ملتوي ضيق لم تنر فيه شمس من قبل ولم يسطع في ليلة قمر،كنت أسير بنفس الطريق الذي رحل منه آخر مرة،حتى انتهى المطاف بي أمام باب فولاذي مصمت عملاق يأتي من خلفه صوت يئن،أسرعت الخطى لشباك صغير وجدته في وسطه،فظهرت حوائط كهف بحواف مدببة.

في أقصى المكان شاهدت شابا يفترش الأرض منكس الرأس، أطرافه الأربعة مكبلة بأصفاد سلاسل حديدية في أقصى الشرق والغرب.

ناديته بهسيس همس فرفع رأسه ببطء ،وبدأت ملامحه المعذبة تنكشف شيئا فشيئا حتى التقت عينانا فنظر لي بخواء.

دق قلبي بعنف بعد أن عرفت هوية الشاب المعذب أمامي ألا وهو " إيان".

بحثت بهستيريا بالباب والجوانب الصخرية الصماء المجاورة لعلي أجد طريقة للعبور اليه ، هرولت في الطرقات الضيقة المجاورة بغير هدى حتى غمرني اليأس .

عدت مقهورة إلى المنفذ الوحيدبيننا، ذلك الشباك ، أناجيه ليعود.

ذكرته بسنوات طويلة تقاسمناها سويا حتى لفحني لهيب عينيه الثائرة.

اعتذرت بندم عن التشبث الأحمق بحلمي الأرعن الذي فرقنا، فتحول لهيب عينيه إلى قطران أسود، بدأ جفناه في الاتساع للأسفل حتى اقتربا من شفتيه،وخيوط من الدماء بدأت تتسرب من حدقتيه.

وأصبح يزمجر بغضب ويتحرك بعنف ويصدر أصواتا عالية هزت أركان المكان لكي يفك قيوده.

وفجأة أخذ دخان يصعد من تحت الأرض أحاطه داخل دوامته، حتى تعالت صرخاته فزلزل الكهف بأسره.

تساقطت الصخور من كل مكان فحجبت المنفذ الوحيدلرؤيته.

ابتعدت للخلف بجزع صارخة باسمه، فتحركت الجدران وأطبق المكان بفوران غضبه حولي، وأذرع غير مرئية تكالبت ملتفة على جسدي أخذت تنهشه.......

وصوت من بعيد بدأ يردد......(سبق السيف العزل).

البداية المظلمة(إيان).....

هبت نسمة رقيقةانتشت بها الأشجار، وتفتحت معها الأزهار

كنت طفلة في 4 من عمرها عندما دغدغ شعاع الحياة جفوني الناعسة.

تحركت بنشاط، و اتجهت إلى فناء منزلنا حيث أحب أن أكون دائما

لمعت مقلتي بتعجب عندما رأيت ذلك الباب الذهبي المنقوش الذي اخترق جدار السور الخلفي من منزلنا

ابتسمت بفرح عندما رأيت جميع أهلي بالقرب مني في فنائنا ذاك

دفعت ذلك الباب بخفة لينفتح أمامي دخلت لممر طويل مفروش بالسجاد الأحمر الفاخر المطرز

تخطيت أهلي مبهورة بنقوش السقف وذلك الثراء الفاحش حتى اقتربت عن كثب من الهدايا المتراصة بتناغم منسق.

صفقت بإعجاب واسرعت لاكتشاف خباياها.

فظهر من خلفهم شاب وسيم كفارس من قصة خيالية

شعره أبيض رمادي عيناه الحادتان،وابتسامته الجذابة

شعره أبيض رمادي عيناه الحادتان،وابتسامته الجذابة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اقتربت خطواته بتمهل وثقة حتى أصبح أمامي.

دنا ينظر لعيني بحنين هامس باشتياق:

" الأميرة "لافينا" الجميلة، يا من فتنت القلب بسحرك ،وملكت الحلم بوسمك، عادت روحك كما كانت، وقلبي ظل كما عشقك ، لأجلك طلبت العفو من أغلب ملوك الأرض ، وعدت من خلف الكهوف ،وقبلت الشرط ،لأوصل ما قطع وتبقى من حبال الشوق".

ضعت بين معاني طيات كلماته فأغمض عينيه لبرهة ، وتنهد ثم انحنى لأذني هامسا باسمه وابتعد.

رددت اسمه بغير فهم كما نطقه
"إيان"...

تجاهل حالتي وأخرج من جيب بنطاله قلادة تشبه التي يرتديها ، و لفها حول عنقي.

نظرت بفضول لقسمات وجهه الغامضة الساحرة وعينيه التي يقف خلفها الف حاجز يمنع قراءتها ......فقطع طريق نظراتي قائلا:

" انظري ولا تسألي، وعن أصل الحكاية لا تبحثي"

وأردف برجاء

"تعالي نرجع لبلادنا، تكوني كما كنت أميرتي وأكون حارسك،لكن بشرط والشرط غال، عني لا تبتعدي ثانية ومن كل الكون لا تعرفي غيري ، وعن بني الانس لا تبحثي".

تراجعت للخلف بضع خطوات برفض.

التفت للخلف لأرى أبي الغير مدرك لكوني خائفة.

فانهار إيان أمامي على ركبتيه باكيا، وقد بلغ الحزن منه مبلغا.

رق قلبي لحاله فاقترب أجمع شتاته قائلة:

_كفى، سأبقى معك هنا،اتفقنا؟؟

رفع وجهه الباكي بفرحة منتصر،وبسمة ذئب ماكر اختفت بلمح البصر.

وقف محتضنا كفي بصمت، وسار بي نحو مستقبل أجهله.

دخلنا غرفتي السابقة، وحملني ليضعني على سريري، ثم بدء يدور حول نفسه كالبلور حتى أصبح في هيأة طفل يكبرني ببضة أعوام.

راقبت ما حدث غير مصدقة،ليقترب مني بأعين لامعة ،ويغمض عيني بلمسة سحرية ، وهمس بشيء لكي يضمن إعتماء بصيرتي عن كل ماهو جميل في عالم الرجال منذ هذه اللحظة.

مصرحا بأول انتصاراته لبني جنسه وأنه بموافقتي قد أطبق الصياد على الشبكة.

وبداخله كان متشبثا بآخر فرصة له في العيش حرا في عالم حرم منه بأكمله وإلا سيعود للسجن وهذه المرة ستكون للابد

.......يتبع

لو عجبتكم أكمل، لو لا أوقف❤❤❤❤

Ianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن