الفصل الثاني عشر

2.4K 117 0
                                    

‏"الحمدلله على أنَّ الشعور يزول، وأنَّ التعب يُمحى، وأنَّ الشمس تتجدَّد عقب الليالي الحالكة، الحمدلله ﻷنَّ الإنسان مفطورٌ على القدرة على البدء من جديد، الحمدلله على مافات، وماهو آت".

___________________________

مريهان " بالنسبالى هو ده الحب يا خلود "

خلود بفرحه مصطنعه " ماشي يا قلبي ربنا يفرحك و يكون احمد ده هو الحب بالنسبالك زي ما انت عايزاه كده ، يلا باى عشان عندي شغل "
مريهان " ماشي يا حبيبي خلى بالك من نفسك باى "
خلود " باى باى "

انتهت مكالمتهم و مريهان تنظر للسقف بشرود تفكر باحمد و بقلب يدق سريعاً من كثرة التوتر ، هل جربتِ احساس ان يكون فتي احلامك متقدم لخطبتك ليكون زوجاً لكي امام كل العالم ، هى فى موقف لا تحسد عليها بفرحتها هذه و تمنت من الله ان يكون خيراً لها و قلبها مازال يدق بعنف بسبب فرحتها .

___________

جلست خلود بعملها كغير عادتها   ، تركيزها منعدم ، تفكيرها مشوش و هذا بسبب حقدها على صديقتها المقربة ..

« الصحاب مش بالسنين و لا بكترة الايام »

_ سمعنا الجملة دى كتير و كل فترة بتعدى علينا فى حياتنا بنكتشف قد اية هى صح ، يمكن بنكتشف متأخر شوية و لكن ده يعتبر ابتلاء من ربنا ، ايوة بالظبط ابتلاء
زى ما ربنا ممكن يبتلينا فى صحتنا او فى مالنا ممكن يبتلينا فى صحابنا . مش كل الناس بتتمنالنا الخير و لا حد يعرف يعرف اللى جوا البنى ادمين ايه ،ا اللى جوا البنى ادمين يخص
ربنا من رحمتة علينا انه مدارى ، مدارى سواد قلوبهم و حقدهم و غلهم علينا ،مش اي حد قضينا معاه شوية وقت يتقال علية صاحب .

دخلت عليها منال و هى تزفر بضيق و هى تخلع الكمامة الخاصة بها " اوووف بنت خنيقة "
نظرت منال لخلود الشارده و هى تصفر امامها و تلوح بيدها
" هااا يا ست الكل "
فاقت خلود من شرودها و هى تنظر لمنال " هاااه "
منال " هااه اية بس ده صباح الفل ، مالك سرحانه فى اية "
خلود و هى تنهض من مقعدها لتمسك بجهاز الضغط و هى خارجه " لا و لا حاجه "
خرجت لترى عملها حتى لانها تعرف اذا جلست ستأتى سيرى مريهان التى باتت تكرهها بشدة و سيرتها ستجعلها تكرهها اكثر ، لا تعرف ما سبب سلوكها هذا و لكن انه الحقد و الغل ..

نظرت منال بإستغراب اثر خروجها
" هو كلهم مالهم كده النهارده غريبة يعنى "

_______________

اقسمت خلود بأن توقع مريهان بشباكها و ان لا تجعلها تفرح
تمشت فى رواق المشفي بغل تفكر بكريم الذى لم يأخذ اي خطوة على عكس صديقتها هل هو يتلاعب بمشاعرها !
هاتفته فوراً و هى تستشيط غضباً منه
" الوو "
كريم " الو ازيك يا خوخه "
خلود بغضب مصطنع " والله دلوقتى بقيت خوخه  ! "
كريم بإستغراب " فيه اي بس ايه اللى حصل مالك عالصبح كده "
خلود " انت مجيتش تتقدملى لية يا كريم زي ما قولت و لا انت عايزني بقي احب فيك فالتليفون و خلاص "
كريم " حبيبتي اهدي بس الموضوع مش كده خالص ، كل الفكره اني كنت رايح مع احمد عشان هو بردو يجي معايا و عادي مش هتفرق يوم و لا يومين يعني مالك بقي "
عضت خلود على طرف اصبعها و هو يحدثها ، هى تعرف اندفاعها وانها اخطأت و لكن الحقد عمى قلبها ، حاولت ان تعود لرشدها و هي تتحدث بخبث
" لا يحبيبي عادي محصلش حاجه دي هرمونات عالصبح بس متضايقش ...هو انتو مش خارجين النهارده و لا ايه "
كريم بتساؤل " مين انا و احمد قصدك ؟ "
خلود " اها "
تمشي كريم بالمكتب و هو يحدثها " اه احنا بنخرج ديما بس احمد رايح شقته اللى فى المعادى النهارده يشيك عليها عشان كان عاوز يتجوز فيها باين بجانب الفيلا يعني "
خلود بغل و حقد تجمع مرة اخرى بقلبها و لكن حاولت التماسك
" ايه ده بجد اااه بس هو حد يسيب الفيلا و يروح لشقة بردو "
كريم بحسن نية " لا يا بنتي هى هتبقي بجنب الفيلا يعني لو هي عايزه بعض الخصوصية او تغير المود و بعدين دي شقة كبيرة اوي اوي مش صغيره يعني "
خلود بخبث و فضول " اها دي فين فالمعادي بقي يمكن تطلع قريبة و لا حاجه "
كريم " فى شارع *** اول عماره تالت دور ...حتى موقعها جامد يعني جنب الهيبر على طول ، كنت عايز اشترى واحده هناك ليا انا و انتِ "
سجلت خلود العنوان سريعاً قبل ان تنسي و اكملت حديثها مع حبيب قلبها
" ااه ياريت يا حبيبي ...احم عشان ابقي قريبة من صحبتي يعني دي تبقي حاجخ حلوة قوى "
دخل السكرتير على كريم يريد ان يقول له بعض الاشياء فـ استأذن كريم من خلود و اغلق الهاتف

اما خلود ففكرت بخطه لايقاع مريهان و احمد كي لا تتم خطبتهم و ينفصلوا .

« من رحمة ربنا لينا انه مدارى عننا حقد و غل الناس لينا و مدارى سواد قلوبهم ومستخبي »

_ كانو بيقولولنا زمان ان الصديق يغنيك عن الف رفيق ، طب و دلوقتى نكتشف ازاى مين الصديق اللى بجد و مين هو الرفيق العابر .. بتبقي مستنى ناس تدخل حياتك فى طهارة قلبك و حلاوة روحك فجأة بتلاقي نفسك محاط بمجموعة قذرة من البشر ، هل ده عشان احنا ادينالهم حجم و ثقه زياده و لا عشان احنا طيبين و مغفلين ، متخلوش الكلام الحلو يخليكو تثقوا قوى فاللى قدامكو لا حط اى احتمالات ان الشخص ده ممكن يغدر بيك عشان لما يحصل كده متجيش على جدور رقبتك

__________

انتهى احمد من اجتماعة و وجد ان لدية سفر الاسبوع المقبل بسبب البراند الخاصة به فى دبي ،لذا يريد ان يقرب ميعاد الخطبة أكثر حتى يسافر و هو مطمئن .
جلس على مكتبة و فتح اول كم زرار من قميصه لتدل على ضيقته و خنقتة بسبب كثرة التفكير
استند بظهرة على الكرسي و هو يرجع للخلف و يظفر بضيق و يتحدث بداخله
" اوووف طب اقنع اهلها ازاى دلوقتى يوافقو على الخطوبة بدرى كده و انا يدوب لسه متقدم اهوو اهلها باين عليهم قفل اصلا "
خبط كريم عليه و دخل فى هذه اللحظه
احمد بسرعه " كريم انجدنى جيتلى فى وقتك "
جلس كريم على المقعد المقابل " اؤمرنى يا صحبي "
احمد " انا لازم اقنع اهل مريهان بالخطوبة قبل ما اسافر انا مش ضامن الظروف انا عايز اسافر و انا مطمن ان دى خطيبتى و محدش هيشوفها غيرى "
كريم بإستغراب " طب تمام ما تكلم جدها قوله انكو رايحين النهارده و خد ابوك و امك و هما هيظبطو الدنيا متقلقش رسيهم عالحوار قبل ما تروحوا "
احمد بغضب لا يعرف سببه " تمام يارب يوافقو " .

______________

هاتفت خلود صديق لها من ايام الثانوية و لكن يكبرهم بأعوام ، كان يعشق مريهان و ما زال .كانت مريهان معجبة به و لكن بعد معرفتها بكثرة علاقاته بالنساء و شربة للاشياء المحرمه و المضرة لم ترد الارتباط به او ان تعطي لنفسها فرصة من ان يتقرب منها ...حزنت فترة ما عند معرفتها لحقيقته و لكن تعافت فوراً لانها لم تقترب منه من الاساس كان مجرد اعجاب فى فترة المراهقة

خلود " الو ازيك يا ياسين "
ياسين بصوت اجش " عاش من سمع صوتك يا ست خلود والله فينك كده مش باينه بقالك كده "
خلود بخبث " مش باينه عشان الشغل بقي يا ياسو و انت عارف ، بس اديني هخرج شوية النهارده انا و مريهان اهو "
ياسين بعصبية " بصي اولا متقوليش ياسو دى تاني متعصبنيش
ثم هدأ من نبرة صوته و هو يقول ثانياً احم هتروحوا فين انا نفسي اشوفها "
خلود بخباثة " اي وحشتك ؟! "
ياسين بتنهيده " قوي قوي و الله معرفش ازاى كنت غبي و ضيعتها من ايدي "
خلود بغضب مصطنع " لا يا ياسين هي دلوقتى شايفه حياتها سيبها فى حالها و كده كده كل واحد راح لحالة من زمان و احنا خارجين النهارده نعمل شوية شوبينج من الهيبر اللى فى المعادى بعد الشغل "
القت له كل المعلومات و كأنها بنية صافية تخلو من الخبث اللعين الذى يغمرها .
خلود بسعادة " يلا يا ياسين هكلمك وقت تانى عشان عندي شغل ، فرحت انى اتطمنت عليك بجد باى باى "

اغلق ياسين هاتفه بشرود و هو يفكر ماذا يلبس مساءً و بماذا سيتحدث معها حتى يملك قلبها و اعجابها مرة اخرى ، اقسم ان لا يتركها الليلة دون ان يعيدها لوطنه مرة اخرى ..

___________________

عشقت ممرضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن