الفصل السابع عشر

2.1K 94 1
                                    

نهضت صباحاً بقوة مريهان السابقة و كأنها تتحدي العالم انها ستصبح اقوى من قبل و لم تؤثر عليها هذه العلاقة بتاتاً ،
يعتقد جميع الناس ان العلاقات تؤثر عموماً على الشخص سواء بالايجاب او السلب ...هذا صحيح و مع بطلتنا أثرت بالايجاب لانها قامت احسن من الاول بكثير .

ذهبت لمقر عملها و ابدلت ملابسها لبدلة التمريض و بادلت المرضي الابتسامات كعادتها التى لن تتغير
انها تعطيهم امل بالحياة ، بالطبع لن تكون هي و المرض عليهم ..لا ، هى تخفف عنهم دائما بقدر ما تستطيع من الحنية و الضحكة البشوشة و الكلام اللين الذى كله امل و حياة
حتى انها معروفة بالمشفي بإبتسامتها و تفاؤلها .

انهت يوم عملها و هى تذهب للمنزل بمرح كعادتها ، تدخل بضحكة لكن تم محيها فوراً بمجرد رؤية احمد جالس بالداخل و الشرار يكاد يخرج من عينيه تجاهها ...هزتها نظرته و لو قليلاً لكن هى لم تخف احد مطلقاً و دخلت بكبرياء حتى القت السلام ببرود " السلام عليكم "
رد جدها السلام ، لكن جدتها كانت بالخارج فى هذا الوقت لتشترى بعض الاشياء من الماركت ...دخلت لغرفتها و كأنه لا يعني لها ..فهى لا تريد الحديث معه مطلقاً و لا الاحتكاك به

دخلت غرفتها و هى تضع يدها على قلبها بصدمه و تحدث نفسها
" ينهار اسود جاي ليه ده و بعدين يعني بقالى شهر من ساعة الخطوبة مشوفهوش جاي يجي دلوقتى بعد ما سيبته ، ياخي يارتني سيبتك من زمان اوووف "

دقائق و وجدت جدها ينادى عليها ، كانت تعرف انها ستخرج فلم تبدل ملابسها  ..خرجت ببرود و هى تجلس على المقعد
جدها " احمد جاي عشان يرجعلك يا بنتي "
مريهان بنبره بارده  " مش موافقه "
غلى الدم بداخل احمد و ضغط على يده حتى لا ينهض و يفتك بها فنظر للجد ثم لها و بدأ حديثة و هو يضغط على نفسه من داخله فـ صبراً يا مريهان فلقد نفذت كل حدود الصبر معكى

احمد بحمحمه رجولية " احم بصي يا مريهان انا كنت فى شغل و كنت مضغوط مش بفضي نهائياً و لسه نازل النهارده و اتفاجأت بيهم بيقولوا انك بعتى الخاتم امبارح ..فـ انا بقولك يا جدى قدامها اهو معلش دي ظروف شغلى و انا هشيلها فى عيني و لو حضرتك توافق و نعمل الفرح و تسافر معايا "
دق قلبها بعنف من حديثة ، هل ستعود له ، هل ستكون زوجته ايضاً ..لا فـ جدها سيرفض بالطبع
لكن رد جدها صدمها " ماشي يا بني اللى تشوفه العروسه الرأي رأيها "
انعقد حاجبيها و هي تنظر لجدها بمعني هل اوافق او هل انت موافق من الاساس
مريهان "جدي ممكن لحظه "
اخذت جدها على جانب و هي تقول له " جدي انت متأكد من اللى انت بتقوله ده ، يعني لو وافقت و نتجوز عادى بالسرعه دي و انت مش هتعترض طب ازاى و انت لسه امبارح كنت بتقولى كويس انك سيبتيه "
جدها " هتلاقي فين يا بنتي واحد كويس و معاه فلوس يعيشك كده و شاريكي و ده باين عليه اهو و دليل على كده انه رجعلك تانى حتى بعد ما سيبتيه و عشان يصلح موقفه ف عايز يتجوز حتى لو فى اقرب وقت "
مريهان " ماشي يا جدي اديني وقتي افكر لاني حسه انى مشوشه "
وجد جدها انه لم يوجد وقت للتفكير فإنه يريد تزويجها بأقرب وقت خصوصاً بعد اليوم و بعدما تذكر ما حدث مع جدتها و انها بحاجه لاجراء عملية خطيرة نسبة نجاحها ضئيلة و خصوصاً بسنها هذا و هو ايضاً مريض و كبير بالسن  ممكن ان يتركها بأى لحظه ..لمن سيتركها و هو غير مطمئن عليها
لابد ان يزوجهاا و عزم و اصر بداخله على هذا .

________

جلس احمد يستشيط غضباً من تصرفاتها ، بالبداية تدخل بضحك و كأنها لم تتركه و تعيش حياتها ضغط على يده حتى ابيضت مفاصلة يريد ان يقتلها الآن لم يستطع الصبر . زفر بضيق و هو يتحكم بنفسة قليلاً
حتى وجد الجد يجلس بجانبة مرة اخرى و ما زاد الطين بلة ما قالة الجد " طب معلش ادينا فرصة نفكر يا بنى "
احمد محاولاّ التسرع " فرصة تفكر ليه بس يا جدى ، ما انتو واثقين فيا و كان كل المشكله بس بسبب سفرى و اهو هتتحل بالجواز يبقي مفيش داعى نستنى الوقت ده كلة و ده بحكم شغلى "
نظر لها الجد بمعنى وافقي فـ ظلت على رأيها
نهضت من مكانها و هى تستأذن " معلش يا جدى ادينى وقتى افكر براحتى و انا داخله انام عشان عندى شغل "
لم يتحمل احمد عدم ضربها او قتلها بسبب كثرة تصرفاتها القذرة حتى نهض من مكانه بعنف و خرج كى لا يقتلها .

حزن الجد من تصرفها " ينفع كده يعنى يا بنتى يبقي عندنا ضيوف و تعملى كده "
زفرت بضيق عندما احست بالندم و هى تدخل غرفتها لتفكر ماذا تفعل و صلت استخارة تستخير بها ربها .

_______________

ذهبت مريهان اليوم التالى لعملها و هى مشوشه من كثرة التفكير حتى انها لم تنم
بالطبع فرحت خلود بالأمس عندما علمت بإنهاء خطبتها
خلود " صباح الخير يا ميرى "
مريهان بتوهان " صباح النور "
انعقد حاجبي خلود بإستغراب " مالك يا ميرى ، فين صباح السعاده و الفل و القمر و كمية الصباحات اللى كنتي بتقوليهم  .."
مريهان " تفكيرى مشوش قوي يا خلود مش عارفه اعمل ايه بجد   "
خلود " فى ايه ؟! "
مريهان و هى تجلس على الفراش بغرفة تبديل الملابس
" احمد رجع تانى و المرادى عايز يتجوزنى عشان اسافر معاه ..ومش عارفه لو سافرت هشتغل و لا لا خايفه يفرض شخصيته عليا و كده "
خلود بسخرية " و هو انت هتحتاجى للشغل ده فى ايه ، هو بيدخل اضعاف مرتبك فى نص ساعه "
مريهان بقوة " الست قوية بشغلها و بيبقي ليها قيمه يا خلود "
خلود " شغل اى يبنتى اللى قبضه يدوبك ده ميجيش نقطه فى بحرة ..قبضك ده تتكلمى عليه لما تتجوزى حته موظف من عندكو من البلد انما معاكى واحد زى احمد هتحتاجى الشغل فى ايه ، انا قايمه عشان هتشل منك "
مريهان " انا مش عارفه لو سيبتكو هنا هعيش حياتى ازاى بعيده عنكو هتفتكرونى لو سيبتكو ومشيت ؟! "

دلفت منال و عى تحتضنها و تجيبها على هذا السؤال
" السيرة أطول من الشغل .. لما يخلص الشغل وتعدي السنين .. الناس مش هتفتكرك بال Target ولا ال planning بتاعك .. الناس هتفتكر الشخص السهل .. المرن .. الجدع .. الأصيل .. المحترم مع كل الناس .. الواضح اللي بينسب كل فضل لصاحبه .. غلطان لو افتكرت إن الشطارة إنك تحقق مكان ومنصب كويس تحافظ عليه .. الشطارة إنك تحقق سيرة كويسة كلها حب وسط ذكريات الناس .. !!

الشغل بيعبر عن أحترامنا وتربيتنا وأخلاقنا .. مش بيئة عدائية كلنا بنعلي على بعض و وبنلبّس بعض .. رزقك في النهاية واحد ومكتوب وهيجي في ميعادة .. سذاجة لو تخيلت إن قلة الأصل .. والمقالب .. الحروب بتزود أو تسرع رزقك .. صدقني يا صديقي .. السيرة أطول من الشغل .. السيرة أطول من العمر .. !!"

عشقت ممرضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن