٦ / صوت غناء

6.4K 439 116
                                    

.:: الفصل السادس : صوت غناء ::.

أيقنت أن المكان فارغ ، اتجهت للمكتب و لمسته بيدها فقد انجذبت للونه البني اللامع ، رأت انعكاس صورتها ثم حركت نظرها للأوراق التي بيدها و حدثت نفسها : هل اغادر ؟؟

زفرت ثم نظرت لساعة معصمها و تابعت : سأنتظرها قليلاً ، فإن تأخرت سأعود للصف ...

اخذت نفساً ثم اعادت نظرها لتلك العيادة الصغيرة و التي احتوت على اسرة محاطة بالستائر البيضاء ، جلست على الكرسي المقابل للمكتب و تركت الأوراق فوقه ، نسمات الهواء اعطتها رغبة في الغناء و بالفعل رددت بضع كلمات ملحنة ، كعادتها عندما تكون بمكان خالي و ساكن ، اخذ صوتها الجميل يعلو شيئاً فشيئاً ، حتى وصلت كلماتها العذبة لمسامع ايتو النائم الذي اعتقد في بادئ الأمر انه مجرد حلم ، ظل يستمع لذلك اللحن بإعجاب ، و بعد فترة من استمتاعه ادركَ بأنه لا يحلم مما دفعه للاستيقاظ بسرعة ، عليه أن يقابل البطلة !!

ابعد الغطاء من فوقه و عندما قرر التحرك سمع صوت خطوات تبعها اغلاق الباب فصرخ بسرعة : لحظة !!

و دون تفكير قفز من السرير و ابعد الستائر بقوة لتتطاير بينما سارع خطاه حتى وصل للباب و فتحه بسرعة على امل أن يرى بطلة المسرحية أخيراً ، لكن آماله تحطمت حينما رأى المكان خاليا لا أحد به ، انفعل و ضرب الباب بقبضته بغضب مصدرا بذلك صوتاً عالياً و صرخ : اضعتها !!

ثم عاد للسرير ليكمل نومه لكنه لم يستطع ، طار النوم من عينيه وقد كانت محاولاته دون جدوى ، ظل صوتها يرن في اذنيه ، و حماسته في ايجادها ابعدت عن جفونه الراحة و الاسترخاء ، قرر العودة للصف فلا حل افضل منه و قبل دخوله ألقى نظرة سريعة على من يقف امام السبورة ليجدها المعلمة التي طردته بالأمس ، زفر و همس بسخط : سيتم طردي مجدداً ، لن اعرض نفسي لموقف غبي اليوم !!

ثم تحرك تاركاً الصف ...

________________________________

كان روي يستمع للدرس و يكتب الملاحظات فتذكر صديقه ، إلتفت ناحية مقعدها الفارغ و سأل نفسه : غريب ، اين ذهب يا ترى ؟؟

و بينما كان يعود بأنظاره للأمام انتبه لذلك الكتاب الذي وضع بطريقة مرتبة على طاولة رايمي و بجواره الدفتر و قلم الرصاص بالاضافة للمحاة ، و قد بدى واضحاً انها جهزت طاولتها لتلقي هذا الدرس ، اخذ يحدق بالترتيب و هو يحدث نفسه : جهزت طاولتها لكنها لم تعد !! ، تصرفات هذه الفتاة دائما ً تصيبني بالحيرة !!

سوزوكا التي كانت انظارها تتعلق به ، و حالما شعرت بنظراته شقت الابتسامة طريقاً على وجهها و قد لوحت له بيدها ، تغيرت ملامح روي للضيق رغم انه حاول اخفائها ، شعرت سوزوكا بتلك المشاعر فحدثت نفسها : من الذي ينبغي عليه أن يضيق ذرعه بالآخر ؟!

اجتاحتها مشاعر الحزن فبعد روي عنها يصيبها بالضيق ، اعتادت كونه بجوارها و معها دائماً ، ثم نظرت للدفتر امامها و اخذت ترسم به ما يخطر من بالها من عشوائيات و دون ادراك كتبت اسم روي ..

صداقة أم حب ؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن