٣٣ / المساعدة

2.7K 225 242
                                    

.:: الثالث و الثلاثون : المساعدة ::.

كان ناتسو لا يزال جالساً على ذلك الغصن و هو يراقب ما يحصل بهدوء .. اعتاد على عدم التدخل مهما كانت الظروف فلا طاقة له لمواجهة احد .. فهو بالفعل لا يعرف كيفة التعامل مع الجميع و خاصة هذه الفئة من المتنمرين !!

استسلم تماماً و قرر البحث عن مكان آخر للراحة إلا أن شعوراً غامضاً في أعماقه .. منعه من التحرك و الذهاب .. لحظات صعبة تمر به و هو يفكر بأحد القرارين .. الذهاب أم المساعدة !!

بالنسبة للخيار الامثل فهو المغادرة ، اسهل وافضل طريقة !!

نزل بهدوء و استدار ليبتعد .. شعر بنبضات قلبه تتزايد و كأنها تمنعه من المغادرة ، بالإضافة لذلك الشعور الخفي بالذنب و الذي أخذ يتسلل اليه !!

منذ متى و هذا النوع من المشاعر قد نمى بداخله !! كان الجميع سيئون و لم يكونوا جيدين معه .. كان يشاهدهم و هم يتشاجرون او يتنمرون على بعضهم دون تدخل .. هنا تذكر امراً !!

بأن الجميع "سيئون" و هذا لا ينطبق عليها !!

أكيرا لم تكن سيئة أبداً !!  .. بل فتاة جيدة و لطيفة !!

عندها سمع صرخة اكيرا استدار ليرى احدهم يشد شعرها و هو يقول : ماهذه التسريحة ؟! دعيني ارحك منها و اترك شعرك منسدلاً جميلاً  !!

و دون نزع ربطات الشعر و غيرها اخذ يشد شعرها لفكه مما دفعها للصراخ .. شعر ناتسو بانفاسه المتزايدة و بتلك الحرارة التي اعتلت صدره ..

فكيف له أن يعاملها بهذه الوحشية رغم كونها لم تفعل له شيئاً سيئاً !! رغم كونها فتاة لطيفة ومتعاونة !!

اخذ نفساً ثم سار بخطوات سريعة حتى وصل إليهم و توسطهم .. ابعد تلك القبعة المتصلة بالقميص و التي تغطي رأسه فصرخ احدهم : انه صاحب الحظ السيء !! سمعت أنه يملك شعراً بنياً يميل للون البرتقالي !!

- بل انا اعرفه .. انه هو بعينه !!

دب الرعب في صدورهم و قد كانت الشائعات عن مدى جلبه لسوء الحظ قد وصلت لمسامعهم ..

اقترب من ذلك الذي يمسك بأكيرا و امسك برأسه : ستتأذى بلا شك ..

اصفر وجه الفتى من الخوف و كان قد ترك اكيرا دون وعي و هو يتخيل كمية سوء الحظ التي اصابته بسبب لمس ناتسو له !!

تراجع الجميع بينما اختل توازن الشاب و سقط ارضاً .. و شيئاً فشيئاً لاذ الجميع بالفرار تاركين كل من ناتسو و اكيرا وحدهما ..

ألقى ناتسو نظرةً على اكيرا الساقطة على الارض و شعرها المبعثر يغطي ملامحها .. لم يفك تماماً و ليس كما كان بل بين هذا و ذاك ..

شعر لوهلة بأنها فتاة قوية .. تلفت حوله باحثاً عن نظاراتها علهم تركوها خلفهم .. لم يجد شيئاً فأيقن بأن المغفلين حملوها برفقتهم حينما فروا .. اقترب منها و انحنى ليجد بضعة دمعات على وجنتها ، اتسعت عيناه .. فلم يتوقع ذلك منها !!

صداقة أم حب ؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن