صداقة أم حب ؟!

٥ / النعاس

.:: الفصل الخامس : النعاس ::.

وقف روي أمام المرآة يجهز نفسه للخروج ، فتحت شقيقته الباب لتراه يعدل خصال شعره و ياقة قميصه تبدو عشوائية ، اقتربت منه بهدوء و سألت : دعيت حفلة راقصة كالعادة ؟؟

أومأ برأسه دون أن يلتفت لها ثم تحدث : هل احضر لكِ شيئاً في طريق العودة ؟؟

حركت رأسها نفياً ثم اقتربت منه و امسكت بياقة قميصه من الجهتين بكلتا يديها : أمي لا يعجبها ما تقوم به ، أنا لن أخبرها لكنك قريباً سترتبط بسوزوكا و هذه التصرفات اللامبالية مرفوضة ..

اخذت تعدل ياقة قميصه من الأمام و خلف رقبته بينما تحدث : لن ارتبط بها وحسب !!

نظرت إليه بقلة حيلة و هي لا تعرف مالذي يجب عليها أن تفعله ، والديها لا يحبان كون روي يعبث كما يشاء و يريدان منه أن يصبح شاباً واعياً مستقراً ، بالمقابل روي لا يكف عن القيام بما يرغب به ، بل و تضطر هي للتغطية عليه سواء بوجود والديها أو حتى بعد سفرهما .. بالنسبة لها تعتبر شقيقها شخص مثالي كأخ .. يحبها و يدللها و هي واثقة أنه سيصبح كذلك كزوج و لكن ليس الآن على الأقل ..

ودعها و خرج و ما هي إلا ثوانٍ حتى وصل لتلك الحفلة التي تعج بالموسيقى و الأغاني الصاخبة ، بها جميع انواع الشباب و البنات بمختلف الثياب منشرون هنا و هناك ، تنير المكان تلك الأضواء الملونة المتغيرة و الساطعة ، حالما وصل استقبلته مجموعة من الفتيات ، و يبدو أنهن على معرفة جيدة به ، سحبنه معهن للرقص ، مضى الوقت في الحديث و الضحك حتى تأخر الوقت فقرر الخروج حتى يتمكن من الحصول على قسط من الراحة ليتمكن من الذهاب للمدرسة ..

و حالما خرج وجد سيارة تقف أمام الباب لم تكن بغريبة عليه ، اقترب اكثر فخرجت له سوزوكا ، ابعد نظره عنها : ماذا هناك ؟؟ ما الذي تفعلينه هنا في هذا الوقت المتأخر ؟؟

- أتيت لاصطحابك .. لا بد من أنك متعب ..

أجابها ببرود : لا حاجة لذلك ..

و عندما قرر التحرك سحبته من ذراعه قائلة : روي كفاك عناداً !!

سحبته معها لباب السيارة ثم تابعت : لن أعود وحدي بعدما قطعت كل هذه المسافة !!
زفر ثم دخل و دخلت بعده مغلقة الباب خلفها ، طلبت من السائق التحرك ثم نظرت إليه و بنبرة عتاب : ألن تكف عن ارتياد هذا النوع من الحفلات ؟!

- سوزوكا ارجوك .. كم مرة عليك التحدث في الأمر ..

ثم نظر إليها بجدية و تابع : ثم إنني لا أحب خروجك ليلاً لاصطحابي فهذا خطر !! خاصة في تلك المناطق التي ارتادها !!

- تعترف بنفسك أنها اماكن سيئة !!

أجابها بهدوء : صحيح .. للنساء و ليس للرجال !!
ثم امسك بيدها و تابع : سوزوكا .. تربينا معاً و انتِ كالأخت بالنسبة لي تماماً .. صدقيني اكره أن أزعجك أو أن أراكِ متضايقة !!