٣٨ / رمال الشاطئ

2.2K 174 288
                                    

.:: الفصل الثامن و الثلاثون : رمال الشاطئ ::.

انتهى الدوام المدرسي و أخذت اكيرا تسير بهدوء في ممرات المدرسة قاصدةً طريق الخروج ، لم تقم بفعل أي شيء مفيد لليوم ، بل اكتفت بمساعدة ناتسو للعودة إلى دوره و الاشراف عليه ..

خرجت من سور المدرسة لتجد ناتسو يقف و كأنه ينتظر أحداً ، تحركت بضع خطوات حتى اقتربت منه فمد يده و كأنه يطلب منها اعطاءه شيئاً ما ، رفعت حاجبها بتعجب : ماذا هناك ؟؟

نظر إليها بعينيها الزرقاوين الداكنتين الناعستين .. و شعراته البرتقالية تتطاير بخفة ، حرك اصابعه و كأنه يطلب منها شيئاً ، حركت نظرها ليدها فهي لا تحمل شيئاً ، ثم نظرت إليه بتعجب ..

زفر و سحب يدها قائلاً : قدمك مصابة ، استندي عليّ اثناء السير حتى لا تتفاقم اصابتك !!

شعرت بالخجل من تصرفه ، ليس من الغريب أن تساعد الجميع و لكن الغريب هو تلقي المساعدة ، أخذت تسير و هي تشعر بأن انظار الجميع تتبعها ، بدأ شعورها بالحرج يزداد : ناتسو .. نحن نجذب الأنظار ..

- تتوهمين ..

اخذت نفساً و زفرت ثم تذكرت أمراً فتوقفت عن السير بشكل مفاجئ الأمر الذي دفعه للتوقف بعدما تقدمها بخطوة فألتفت إليها : ماذا هناك ؟؟

ابتسمت و حدثته : ما رأيك أن نذهب للشاطئ ؟؟

اقتربت خطوة لتصبح موازيةً له ثم رفعت رأسها حتى تتمكن من رؤية وجهه و ابتسامتها اللطيفة ترتسم على وجهها : أحب المرور بالشاطيء و مشاهدة البحر قبل العودة للمنزل كل يوم تقريباً ..

لم يجبها بشيء بل تابع سيره و بالتالي تحركت معه و قد ظلت اياديهما متشابكة ، نظرت ليديهما و هي تتساءل : هل سيأخذني للشاطئ ؟؟ أم أنه تجاهل الأمر و حسب ؟؟

و كالعادة ناتسو يتصرف بطريقة غامضة دون أن يتحدث عما يدور بمخيلته ، و رغم الصمت الذي كان سيد الموقف إلا أنها لم تشعر أن ناتسو يحاول بناء حاجز بينهما أو يشعر بالضيق من وجودها ..

الأمر الذي اسعدها و جعلها تكمل مسيرها معه دون أن تنتبه للوجهة ..

حتى شعرت بنسمات البحر تداعب وجهها و تحرك خصال شعرها ، توسعت ابتسامتها المرحة و اشارت للأسفل حيث رمال الشاطئ و البحر : أود تبليل قدماي بمياه البحر !!

ترك ناتسو يدها فقدمت له حقيبتها و نزلت الدرجات التي توصلها لحيث الرمال الذهبية الجميلة ، و حالما لامستها بقدميها قامت بنزعت احذيتها و تركتها ثم سارت خطوة خطوة حتى لامست الأمواج اقدامها ثم تراجعت ..

اخذت الأمواج ترتطم بقدمها و تتراجع في كل مرة ، شعور لطيف و هي تشتم رائحة البحر و تستمع لنغمات أمواجه الجميلة و تتمتع بنسماته العليلة ..

صداقة أم حب ؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن