رِفقًـا بِذاتك.

527 63 23
                                    


شِتاء ديسمبر القارِس و فتاها الشاحِب
يمشي بِوتيرةٍ هادئة مُنتظِمة حتى أنه يستطيع سماع صوت خُطوات حِذاؤه و هي تضرب بياض الثلج الذي غطى سطح طريقه.

بِلا هدف أو غاية يسير بِمُفردِه خارج شقته
يجول أرجاء سيول بِأعيُن ناعسة لا ترى الحياة في أي شيء.

هدوء.. خطوات على ذات الوتيرة.. ثُم توقَّف
فهُناك ما جذبَ إنتباههُ بِالفعل.

مركَز الإصلاح و إعادة التأهيل

لم يكُن المركز هو ما لفت إنتباهه ، بل مَن خرج مِنه
ذاك الفتى.. الذي يدعوه بِالنرجسي ، رأس البوبا ذاك.

"ما الذي يفعله هُناك؟؟ هل إرتكبَ جريمة سابِقة؟ هل هل؟"

ذاك الفضول جعلَ مِنه يتبَعه إلى وجهة يجهلُها
إلى مكانٍ لا يعلم ماهو ، الكثيرُ من الخطوات و السيّر المجهول إلى إن وجدَ ذاته وَسط حديقة حيّه السكني.

فيُطلِق همهمة صغيرة ما الذي أوصله إلى هُنا؟؟

" رأيتُك. "

إلتفت سوبين إلى يمنيه فيجد النرجسي ينظُر إليه.

"ما الذي تفعله هُنا؟؟"

واجهه سوبين مُستقيمًا ناظِرًا إليه بِعدَم إكتراث "ما الذي أفعله؟ إني في الحي الذي أقطُن بِه؟"

"حقًا؟؟" سأله النرجسي بِعدم تصديق.

"أجل ، فماذا سأفعل عِوضًا عن ذلك؟"

" لا أدري ، لعلك تلحقُ بي؟؟"

"بالطبع لا أيُها النرجسي!!" صاح فيه سوبين بنبرةٍ غاضِبة.

فيتفاجأ الفتى مِن ذاك الرد الحاد لكنه يكتم ضحِكاته تِلك" حسنًا لم تلحق بي.. سأُصدِق ، لكن اِسمي ليس بالنرجسي."

"و مَن يأبه يا رأس البوبا؟؟ " أردف سوبين غير مُبالي للألقاب التي يرمي بِها

" رأس البوبا أيضًا؟؟ حسنًا نادني كما تُريد و أفرغ غضبَك كما تُريد لكن رِفقًا بِذاتك." أخبره الفتى بينما يبتسم بِهدوء و يُغادِر.

رآه سوبين يُغادِر بينما ينظُر إليه و هو يختفي أمامه ثُم ذهبَ يجلس على إحدى كراسي الحديقة يتنهد بينما يُكتِف يداه و حاجِبيه لا ينفكّان عن بعضهما البعض.

يسأل ذاته" لِماذا صِحتُ بِه؟؟ و لِما ذاك الأسلوب الرقيق الذي يُأنِب ضميري..."

أخذَ يتنهد بشكلٍ مُستمِر و يبدو بِأن كيله قَد طفِح من ذاته ، فهو يشعُر بِالذنب لتلك الألقاب و الأحكام التي أصدرها على الفتى لكن هذا ما كان يستطيع الرد بِه في نظرِه.

زُجاجة رُوحـي ⌟✓⌜.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن