معادِن مُختلِفة.

495 60 27
                                    

إنتهت مُحاضرة سوبين الأخيرة
ليُغادِر جميع من في القاعة عداه
فيتنهد و يُطرِق بِرأسه على الطاوِلة
فقد فرغَ صبره.

كان يشعُر بِهدوء المكانِ حوله
فلا يوجد شخصٌ هُنا عداه ، أو هذا ما إعتقَده.

"سُحقًا."

"هل أنتَ بِخير؟"

رفعَ رأسه ليرى بومقيو لا يزال ماكِثًا في الكُرسي الذي أمامه ، ليتمالك ذاته و يُحاول الرد بِكلماتٍ غير قاسية "أجل بخير."

" لا يبدو لي ذلك ، لكن فل تأخُذ وقتَك."

" ما الذي تُريده الآن؟ ألن تُغادِر يا.."
ليكتُم سوبين ألقابه التي يُطلِقها عليه ، فينتبه بومقيو لذلك.

"ماذا؟ هل كُنت ستُناديني بالنرجسي مِن جديد؟؟"

"لا شأن لك.. فقط ما الذي تفعله هُنا؟؟"

"لا شيء؟ فقط سأبقى هُنا حتى تستعيد طاقتك. "

" لكني بِخير! لا أحتاج لأي شيءٍ مِنك! "

غادر سوبين القاعة مُسرِعًا ، فهو لا يُريد الخوض بالمزيد مِن النقاش مع بومقيو ، فـ طريقة بومقيو بالحديث لا تروقه ، ذاك اللُطف و اللين...
لا يُجيد سوبين التعامُل معهُما.

توقف سوبين فجأة و إستدار" لاتتبعني!! "

لقد رآه من جديد ، تشوي بومقيو
لكنه لم يقصد اللحاق به " أنا لا أتبع الناس كما تفعل أنت ، لكنك أسقَطت بِطاقتك الجامعية ، تفضل."

أعطاها لسوبين الذي كان يكبح إنفعاله ليُردف
"أنا لا... لم أتبعك في الأمس!.. وو شُكـ.."

كان يُفكِر ، هل علي شُكره؟ أو كيف يشكُر الناس بعضهم بعضًا؟؟ لكنه خائف مِن أن يبدأ بومقيو بِالتمَنُنِ عليه أو أن يتشمت به لذلك لم يُرد أن يعتذر.

" ماذا ، هل هُناك ما أردت قوله؟؟ ثُمَ إن أردت معرفة لِما كُنت في مركز الإصلاح و إعادة التأهيل فسأُخبِرك. "

"لا.. لِما؟؟"

"إذًا كُنتَ تلحق بي."

كتم بومقيو ضحكته ثُم أكمل حديثه قبل أن يقوم سوبين بِالرد عليه "لا عليك ، أعلم بِأنك لم تلحق بي لأمر سيء و كما قُلت لك سأُخبِرُك لكن لِنجلس أولًا."

زفرَ سوبين بِالهواء الذي بِصدره ثُم
ذهب يجلس مع بومقيو على الكراسي بِجانب بعضهما البعض ليسأل بومقيو" هل تعتقد اني ذهبتُ إلى هُناك لأجل ذاتي؟؟"

"و ما أدراني؟ ذلك مُحتمَل. "

" لو كنتُ أنتمي لِمركز الإصلاح لما سمحوا لي بِالمُغادرة مِنه بالأصل. "

" فقط أخبرني لِما كُنتَ هُناك؟!!"

" حسنًا لكن لا تكُن عجولًا هكذا ، اني أذهب لِمُقابلة بعض المُراهقين هُناك."

"و لِمَ؟ "

" لِنُفكِر؟؟ ما الذي قد يجلبهم إلى مركز الإصلاح
و ما الذي قاموا بِه بِالأصل... بعض الأطفال
أو المُراهقين حينما يقومون بِفعل سيء و يؤدي بهم ذلك لِدخول مركز الإصلاح فـ في غالب الوقت
لا يزورُهم أحد حتى أفراد عائلاتهِم لِأنهم في نظرهم مُجرمين لذلك أنا قوم بالأمر بِمحض إرادتي حتى لا يشعُروا بالسوء حيال ذواتهِم. "

" يالك مِن مُتطفِل.. أي أنك تتدخل فيما لا يعنيك. " تلفظ بِها سوبين مُلقيًا التُهمة على بومقيو.

" إنك تُصدِر الكثير مِن الأحكام هيونغ. "

" هذا ما أراه! "

ضحِكَ بومقيو بِخفة ثُمَ إبتسم" لا تكُن هكذا..
قلِق من إنفعالاتك و ردود فِعلك ، لتستكشف الآخرين عِوضًا عن إلقاء الأحكام عليهم. "

" الجميع لديه ذات المعدن ، فما الفائدة مِن أستكشافهم؟ بالإضافة إلى أنّهُم لا يُطاقون. "

" هل تعاملت مع جميع البشر لِتُطلق هذا الحُكم؟
هل إطلَعت على خباياهم لتقول ذلك؟
اليوم قبل بِدء المُحاضرة كِدتَ تقتُل صديقي فقط لِأنه أطلق عليك حُكمًا..
لذا فل تقِس الأمور على هذا النحو
لتحصُل على يوم جيد هيونغ. "

إبتسمَ بومقيو و غادرَ تارِكًا سوبين يغوص في بحر تِلك الكلِمات التي ألقاها بومقيو عليه
كانت واقعية لدرجة التي تُغضِبه
لكن كان عليه تقبُلها لِأنها الحقيقة.

نحنُ نمتلِك معادِن مُختلِفة
فـ ذواتُنا بِالأمس لا تُشبِهُنا اليوم
و ظاهِرُنا ليس إلا بِـ لمحةٍ بسيطة عمَّ نحنُ عليه
الإنطباع الأول ليس كُل شيء ، فـ هو فعليًا بِاللاشيء
فما تُخفيه طيات أرواحُنا في الحقيقة أدهى و أعظم.


زُجاجة رُوحـي ⌟✓⌜.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن