إمتنان.

437 61 25
                                    

يجلس على كراسي الحديقة مُنتظِرًا
تحت ضوء الحديقة الخافِت و يُعيد النظر لِسماء.

"القمر ليسَ وحيدًا."

"ليس وحيدًا؟؟ ماذا تعني بِذلك؟؟" جلس سوبين قُربه بينما يضع كيس المخبوزات الورقي على كُرسي الحديقة بينهُما.

نظر بومقيو لِلكيس المُمتلئ فيتفاجأ مِن تلك الكمية "واه.. هل إبتَعت جميع مافي المتجر؟؟."

"لتخرس و تأكُل."

"أمرُك." أخذ فطيرة البيض يتناولها في قضماتٍ صغيرة بينما ينظُر لِلقمر فيسأله سوبين من جديد

" ماقصة القمر ليسَ وحيدًا؟"

"هل تود سماع ذلك؟؟" نظر لِسوبين سائلًا

"أجل."

"لِتنظُر..دومًا ما يكون بِجوار القمر نجمٌ مُضيء
صغير للغاية لكنه يُعَد تفصيلًا جميلًا للقَمر فهوَ صديقُه ، إنه نجمٌ بِقمَر.."

" إنك تنسِب الأمر لذاك النجم الصغير."

"لكنك تعلم حقيقة أن النجوم أكبر مِن الشمس حتى؟؟ "

" أجل أعلم ذلك.."

أخذَ سوبين يُفكِر في بومقيو الذي ينتبه لتفاصيل الصغيرة قبلَ الكبيرة ، سعيد و ودود و يلحظ جميع الأمور بِأرقِ طريقة ، و كأنه يولي الإهتمام لجميع الأشياء حتى و إن كانت غير واضِحة.. فيشعُر سوبين بِأنه يكتشف جانِبًا حقيقيًا و لِأولِ مره عن أحدِهم.

" إنتهيت ، شُكرًا لك على الوجبة ، سأذهب لِدورة المياه قليلًا."

إومئ له سوبين ليُغادِر مِن أمامه فينظُر إلى ما أكله بومقيو و لم يكُن بِالكثير حتى أنه لم يُكمِل تناول فطيرة البيض أو يُنهي عصيره!

"ياله مِن شخص ، كيف له أن يُقاوم طعم فطيرة البيض هذه؟"

ليضحك في شيء مِن السُخرية و يُتابع حشو فمِه بالمخبوزات اللذيذة ، إلى إن إكتفى و تللذ بِكُلِ لُقمة.

نظرَ إلى جانبه الفارغ ، بومقيو لم يعُد إلى الآن..
"لقد قال أنه سيذهب قليلًا لكنه أطال!!"

نهض سوبين تارِكًا مقعده مُتجِهًا لِدورة مياه الحديقة
دخلَ إليها موجِهًا نظرهُ مُباشرة لِلمغاسِل
فيجد بومقيو مُنكمِشًا على ذاته بعدما أغلق صنبور المياه..

"بومقيو!"

سارع سوبين بالذهاب إليه يرفع وجه بِكفته
فلا يرى سِوى وجه بومقيو المُصفَر و ملامحه الباهتة فيشعُر بِالقلق و بِشدة " ما الخطب؟؟ ما الذي حدث لك!!؟؟ أجبني بومقيو!!"

أنزلَ بومقيو كفَ سوبين الذي كان على خدِه
ليُردِف بهدوء "لاتقلق ، أنا بِخير فقط لِنُغادر."

" أيُ خيرٍ و أنتَ في هذا الحال؟؟" نطقَ بِها غاضِبًا.

"فقط.. دعنا نخرُج أولًا؟؟" طلبه بومقيو بِنبرةٍ ترجو الموافقة لا أكثر ، ليصمُت سوبين و يأخذه معه لخارج دورات المياه ، يُجلسه على كُرسي الحديقة ثُم قدمَ له قنينة الماء لكن بومقيو رفضها.

" لا.. فقط دعني قليلًا ، سأُصبح جيدًا
فقط لِأستنشق بعض الهواء." أخبره بومقيو بِذلك مُبتسِمًا بِلُطفٍ لِسوبين.

فيتمالك سوبين ذاته قبل أن ينفجِر في بومقيو الشاحِب ، أعاد بومقيو رأسه للخلف بينما يُغمض عيناه و لا يزال مُبتسِمًا رُغم أن سوبين يستشعر ذاك الألم من ملامح بومقيو المُتهالِكة.

بضعُ دقائق.. ليسأله سوبين
" هل تناولت شيئًا لا يُناسب معدتك؟؟"

"لا.. لا... فقط شعرتُ ببعض الدُوار حالما وصلت لدورة المياه."

فيومئ سوبين بهدوء بينما لا يزال ينظُر لبومقيو.

"هل نعود للمنزل؟؟"

"أجل هيونغ."

نهض سوبين مادًا يده لبومقيو "هل يُمكِنُكَ السير؟؟"

وقفَ بومقيو على ساقيه بثبات ثُم أجاب
" أجل أستطيع! "

فيأخُذ مكانًا بجانب سوبين و يسيرُ معه
ليسا بذاك القُرب لبعضهما البعض
لكن بدى سوبين ليسَ بذاك الشخص السيء لبومقيو
فهو قد توتر لرؤية بومقيو مُتعَب
مِما جعل بومقيو يشعُر بالإطمئنان.

" وصلنا..هيا لِتدخُل قبلي أو أُوصِلك لشقتك بِذاتي؟؟"

"لا هيونغ سأفعل لا عليك ، بِالمُناسبة.. شُكرًا لكَ لِأجابتك دعوتي ، إني جِدُ مُمتَن."
إبتسامته التي لا تُفارقه توجهَت لسوبين مُباشرة فيُحاول سوبين الإبتسام وسَط تعبيره العابس بينما يحُك مؤخرة رأسه بِلا شعورٍ منه ليجعل بومقيو يضحك "إلى اللِقاء هيونغ. "

" إلى اللِقاء بومقيو. "

ودَّعه سوبين ثُم عاد لشقته هو الآخر ، يقوم بِـ روتينه المُعتاد ثُم يستعد لِـ الدراسة من جديد
ساعة تِلوَ أُخرى إلى إن أنجز جميع مالديه
فيُكافئ ذاته بِالمُثلجات و يجلس على سريره بهدوء مُمسِكًا بِهاتفه.

هذا الوقت سيمضي.
جميع الأوقات ، الجيدة أو السيئة
كِلاهُما سيمضي و بِالكاد تذكُره
لِذا عش الحاضر لا الماضي
الآن و ليس المُستقبَل
هُنا و ليس هُناك
عِش لحظاتك الحالية كما هي
و لِتجعلها بِطريقتِك الخاصة جميلة لا تُنسى.
- مُدوِنة الشِفاء.

زُجاجة رُوحـي ⌟✓⌜.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن