صُدفةً ألقاك.

413 57 11
                                    

لم يُكن يعلم ماهي وجهته بالضبط
لم يعلم إلى أينَ يذهَب و يستقِر
لكنه وجدَ ذاته على شاطئ البحر
فـ بقيَّ على شاطئه ليومين مُتتالية ، طِوال الوقت دونَ الحراك أو الذهاب لأي مكانِ آخر
فقد كان البحرُ وحيد و بومقيو أيضًا يشعُر بِأنه وحيد.

كان يحتضن ذاته بعدما ألقاها على رِمال الشاطئ
يمسح على كتفيّه و يُكرِر على ذاته
"لا بأس.. لا بأس إن كُنتَ لا تنتمي لِأي شيءٍ بومقيو."

أظهرَ إبتسامة كاذِبة بينما عيناه تذرِف الدمع تُخالِف ما يقوله لذاته ، لكنها و كما يقولُها مِرارًا و تِكرارًا
لا بأس... و كُل البأس.

لاذَ بِذاته ، هربَ بِها بعيدًا عن الجميع
لا يود إثقال أقربهِم له فـ كما إعتاد أن يقول لِنفسه بِأن الجميع يمتلك ما يكفيه من الجِراح و الكسور حتى يُعالجها و يشفي ذاته لِذا..
" فمَن الذي سيقضي وقته في تطهير و مُداواة جراحي؟. " سأل ذاته بينما يعلَم بِأن الحل الأفضل هو البقاء وحيدًا بعيدًا عن الجميع ، فـ لم يُرد
أن يبكي أمام أي شخصٍ كان و على وجهِ الخصوص سوبين...

لم يُرِد أن يُكسَر كِبريائه و ثباته بهذِه السهولة
لم يُرِد أن يضعف و يتهاوى
و أن تتلَف روحه و تتلاشى.

صاحَ بِكُل مافيه من جِراح و خيانات مِن العالم
بكى و أخرجَ كُل ما كان يُغرِق روحِه من الداخل.

كانت الساعات التي يقضيها في أيامِه كـ السنين بالنسبةٍ له لم تكُن هيّنه يسيره ، بل صعبةٌ عسيرة
إلى إن بدأ فجرُ يومٍ جديد يطلِعُ عليه.

أجفان عيناه كانت ثقيلة للغاية
بِالكاد كان يفتحُهما ، لكنه كان يلحَظ تغيُر
لونَ السماء و تصبُّغِها بِاللون الأزرقِ الداكِن
إلى إن أشرَقت شمسُ الصباح ، مُعلِنةً عن حضورِ
يومٍ جديد آخر وحيد كي يُواجهه بِمُفردِه.

حالما شعرَ بِأشعة الشمس تتسلَل إلى أجفانه
جلسَ بينما يُغطي عيناه المُتعبة ثُمَ نظرَ إلى هاتِفه الذي نسي عن أمره و أرسَل رسالة واحِدة بِه
"توقف عن الإرسال إني بِخير بِمُفردي."

ثُمَّ عاد يضمم ساقيه لصدره بينما يتنهد مراتٍ عده لعلها تُطفئ أفكاره التي تُحرِق روحَه و تأكُل قلبه.

في ذاك الحين.. كان سوبين لِتوه خارِجٌ من شِجاره مع يونهـو ، رُغم أنه لم يوَد إفتعال ذاك الشِجار لكنه حصلَ على أي حال.

تلقّى رِسالة بومقيو ليفتحها و يقرأها
فيغضب مِن ذاك الصغير العنيد ، لكنه حاولَ تفهُمِه
و أعطاه عُذرَ أنه شخصُ بالِغ و يستطيع التعامُل
مع أمورِه لكنه سيلتقي به و يتحدث معه في الأخير.

زُجاجة رُوحـي ⌟✓⌜.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن