لِتُشاهِدني فقط.

512 60 23
                                    

بدا الأمر لِسوبين و كأن بومقيو يقول له
"لِتُشاهِدني فقط." فـ بومقيو و بِصدق هو الإنعكاس الآخر الذي رُبما يود سوبين أن يكون مِثله لكن يعلَم بِأنه لا يستطيع.

الأرواح لا تألف ما يُشبِهُها
بل تألف مالا يُشابِهُها البتة.
قِطَع الأُحجية لا تكتمِل لِأنها تتطابق
بل لأنها مُختلِفة في التكوين و التشكيل
لِذا فهي تُكمِل بعضها البعض
لا أن تنسخ بعضها البعض ، الجمالُ في الإختلاف
في أن تكتشِف شيئًا جديدًا ليسَ بِك
بل في شخصٍ آخر قد تلقاه ، و هذا لا يعني بِأنه أفضلُ مِنك ، بل يعني أن تكون أفضل إنعكاس لِذاتك ما دُمتَ بِجانبه ، فجميع الأشياء تتحسن و تتطور حتى القلوب و الأرواح.
- مُدوِنة الشِفاء.

ينظُر لِتلك الكلِمات بِهدوء ، و كما المُعتاد فهي تُثير في جوفِ قلبِه الكثير "إني أُحاوِل.."

أغلقَ هاتِفه يُفكِر في عَددِ المرات
التي سقطَ فيها و تأذى ، و لَم يكُن هُناك من يُمسِك بيده ، أو أنه لم يَعُد يُريد مِن أي يدّ أن تُمسِك
بيده و تُدلِله ، فقد كَرِهَ ذلك و بِشدة.

يكرَه أن دلال والديه له هو ما جعله على ما هو عليه الآن ، شخص غاضِب إنفعالي حادُ المِزاج و صامِت.

"رُبما لو وُلِدتُ في بيئةٍ قاسية لكانَ أفضل."

نهضَ عن سريره مُتجِهًا إلى خزنةِ ثيابه
يُبدِلُها لِأُخرى ثقيلة كي يُغادِر شِقته
إنتهى من تبديل ثيابه ثُمَّ خرجَ

توجه مُباشرة إلى إحدى متاجِر المنطِقة هارِبًا
مِن ثلجِ الشتاء قبلَ أن تتجمد أطرافه التي أخبأها داخِل جيبيّه فـ يدفع باب المتجر بِكتفه
ذهب لِيطلُب مُباشرة مِن قائمة الأصناف ثُم إستلمَ فاتورتِه و بينما يُعيد ترتيب شعره بيده نظرَ لِلإزدحام في هذا المقهى الصغير فيتنهد "لن يكون كُل شيء جيدًا دومًا."

حاول العثور على مقعدٍ ما بينما يمسح بعيناه المنطِقة يود العثور على مِقعدٍ شاغِر و ها قد وجده لكنه.. مُقابِل لشخصٍ آخر على ذات الطاوِلة؟؟
تشوي بومقيو.. "لِأتظاهَر بِأني لم أراه."

كان على وشك أن يستدير لكن بومقيو ناداه
"هيونغ!. "

نظر له سوبين بهدوء سائلًا "ماذا تُريد؟؟"

"بَل أنت الذي يُريد ، لِتجلس لن أُحادثك أو أتسبَب في إزعاجك."

"لِما يقول ذلك؟؟" سأل سوبين ذاته ثم ذهب يجلس مُقابِلًا لِبومقيو ، دقائق من الصمت ثُمَ سأل" لِمَ أنتَ هُنا؟"

"أنا؟؟ أردتُ إكمال اعمالي ، لِذا أتيتُ إلى هُنا ، بالإضافة إلى أنه أقرب متجر لِمكان سكني. "

همهم سوبين ثُم فتح حقيبته هو الآخر يعمَل.

الهدوء هو مَن يملُك جسلتهُما ، فـ كلٌ في أمرِه
ولا يتدخل في الآخر ، تناولا الطعام معًا
لكن لا حديث ولا حرف واحد حتى
فكما قال بومقيو لن يتسبب في إزعاجه.

نظر له سوبين لِلحظة ، يُفكِر.. كيف له أن يكون هادئًا و مُتزِنًا لهذه الغاية؟؟ فأحس بومقيو بِأعينُ سوبين عليه حينها نظر إليه و كأنه يسأل "ماذا؟"

"لا تنظُر إليّ." أردف بِها سوبين

"لكنك أول من نظرَ إليّ؟"

"لِتعُد لِكُتِبِك فقط."

ليومئ بومقيو و يعود لِما كان يعمل عليه حتى أنتهى فينهض " إلى اللِقاء هيونغ ، ألقاك غدًا."
. فيتاجهله سوبين



جلوس ، تنهيده صغيرة ، ثُم وضعَ رأسه على الطاولة بهدوء.

"ألم تكُن مُغادِرًا؟؟" سأل سوبين موجِهًا السؤال لبومقيو الذي سُرعانَ ما عاد.

" لقد أمطرت ، لا يُمكِنُني السير تحت المطر حتى أصِلَ لِشقتي."

"و ها قد علِقتُ الآن بِرفقتك. "

" ليسَ و كأني أُسبِبُ المتاعب لك."

زُجاجة رُوحـي ⌟✓⌜.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن