-الفَصل السَابِع؛

77 7 1
                                    


"مَا الذي تَعرِفه عَن مصاصين الدِماء و لا نَعرِفه نحن؟"
ألتفت اساهي و نَظر لها قائِلاً:
"مَاذا تَعرفين عَن ذوي الدَم النَقي؟"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و أقتربت مِنه ثُم جَلست أمامه قائِلة:
"ما يَعرِفه الجَميع ، أنهم يَحكمون عالم مصاصي الدِماء و أصولهم تَعود لِأول مصاص دِماء أي لَم يَكونوا بَشراً مِن البِداية"
"هَذا فَقط؟ مَاذا إن أخبرتِك أن لَديهم قوة مُميزة؟ لَيسوا هَمجاً كالمتحولين؟ قَتلُهم أسهل مِن المتحولين  و خاصةً إذا  حاول مصاص دِماء مِثله قَتله؟ ، لكِن قُوتهم البدنية اكبر مِن المتحولين"
أتسعت عَيني اوليفيا و قالت بَينما الإندهاش يَملؤها:
"ماذا؟ .. كَيف عَرِفت كُل هَذا؟!"
"أخبرتِك لدي معلوماتي الخاصة ، لأنني قديماً كُنت أعمل مِثلِك"
أبتسمت اوليفيا بِسُخرية و قالت:
"لِم تَتحدث و كأنك كَهلاً؟ .. صَحيح انا لا أعرِف عُمرك"
أتسعت عَيني اساهي و صَمت لِبُرهة قَبل أن يقول:
"أثنان و ثلاثون"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها بإندهاش قائِلة:
"حقاً؟ ظننتك أصغر مِني ، تبدو أصغر"
"ماذا؟"
"أجل"
ساد الصَمت بَينهُما لِثوان بَل لِدقائِق فعَضت اوليفيا على شِفتها السُفلى قَبل أن تَقطع هذا الصَمت قائِلة:
"في الواقِع .. لَدي الكَثير مِن الأسئلة ، و الكَثير لا أفهمه.."
رَفع اساهي رأسه و نَظر لها قائِلاً:
"أتفهمِك ، لكِن لَيس جميع اسألتِك لها إجابة"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و أشاحت شَعرها خَلف أُذنها و صَمتت لِثوان قَبل أن تَنظُر له قائِلة:
"لِماذا؟!"
"جَميع اسئلتِك ، و هذا أولَهُم"
قَالها ثُم وَقف سريعاً و كاد يَذهب فوَقفت اوليفيا هي الأُخرى و أمسكت بِكُم قَميصه قائِلة:
"انتظِر!"
"ماذا؟"
قالها دون أن يَلتفِت لها فتنهدت اوليفيا قائِلة:
"أُريد أن أفهم ، حتَى شيئاً واحِداً رجاءً ، عَقلي مُشتت بِالكثير و الكَثير مِن الاسئِلة ، لِمَ تَستمِر بإنقاذي هكذا؟ مِن أول إنقاذك لِي مِن مصاصين الدِماء و حتَى هذا؟ ، فَقط لِمَ تَفعل هَذا؟"
أخفَض اساهي رأسه هامِساً بِصوت مَسموع:
"فَعلت أكثر مِن هَذا أيضاً.."
سَحب الأخير يَده و أتجه لِغُرفته وَسط تَعجب اوليفيا الشديد فهمست:
"مَاذا؟ ، أطلُب مِنه أن يَشرح لي فيقوم بِتعقيد الأمور أكثر؟ ، ماذا يَقصد بِكلامه هذا بِحق!"
تراجعت لِلخَلف خطوتين و جَلست مُجدداً هامِسة:
"هَذه الهالة الغامِضة حَوله أصبَحت مُملة ، لكِن .. لِم أشعُر انني أصبحت أُحبها؟"
أراحت اوليفيا رأسها لِلخلف و شَردت بِذهنها قليلاً و بَدأت عَينيها بِالإغلاق دُون أن تقاوم و سَريعاً مَا ذَهبت في سُبات عَميق فدَلف اساهي خارِج غُرفته بِبُطء و ألقى نَظرة عَليها مِن بَعيد قَبل أن يقترِب مِنها هامِساً:
"حَمقاء ، الجو بارِد"
تَنهد هو و سَحب شَعره الطَويل لِلخلف قَبل أن يَثني رُكبتيه و يَحمِلها بِرفق ثُم يَتجِه بِها إلى غُرفته بِبُطء و يَضعها على السَرير بإبتسامة صَغيرة و وَضع الغِطاء عَليها فكاد يَذهب فأمسكت اوليفيا بِكُم قَميصه قائِلة:
"لا تَذهب .. رجاءً .. لا أُريدك أن تَفعل .. هذا.."
أتسعت عَيني اساهي و قال:
"ماذا؟!"
ألتفت سَريعاً و نَظر لَها بِعَينين مُندهشتان لكِنه وَجدها نائِمة ، فتنهد قَبل أن يَسحب يَده و يدلِف خارج الغُرفة و يَغلِق الباب خَلفه ثُم أتجه نَحو الغُرفة الأُخرى هو الأخر و أغلق الباب خَلفه شارِداً بِذهنه فهَمس:
"هذه الكلِمات ... كَيف؟ .. لا يُمكنني نِسيانها ، لكِن هل هي أيضاً تَتذكر؟"
صَمت اساهي لِثوان و أخفض رأسه فأخفى شَعره وَجهه قائِلاً:
"بِالتأكيد لا تَتذكر ، و إلا كانت ستفهم كُل ما يحدُث.."
جَلس اساهي على الأرض و ضَم رُكبتيه أسفل ذَقنه و عانق رُكبتيه بِيديه ثُم نَظر لِاصابع قَدميه هامِساً:
"كَم أفتقِد هذه الأيام.."





























فَتحت اوليفيا عَينيها بِبُطء و نَظرت حَولها دُون ان تُحرِك رأسها ثُم نَظرت لأعلى هامِسة:
"متَى خَلدت إلى النوم؟"
عَبست هي بِشدة و وَضعت يَدها على رأسها قَبل أن تُشيح الغِطاء عَنها و تَعتدِل قَبل أن تَقِف و ملابِسها غَير مُرتبة ثُم تتجِه خارِج الغُرفة ثُم المطبخ و فَتحت الثلاجة بَينما تُشيح شَعرها لِلخَلف بِيدها اليُسرى ، فتفاجئت بَعدما رأت الثلاجة خالية فعقدت حاجِبيها و شَردت قائِلة:
"مَاذا؟ .. هذه الثلاجة تبدو و كأنها لا تعرِف ماذا يَعني الطعام!"
أخرَجت اوليفيا رأسها مِن الثلاجة و أغلقتها قائِلة:
"ماذا يُفترض أن اتناول الآن؟!"
عَبست هيّ بَينما بدأت بِحك رأسها قائِلة:
"انا جائِعة.. ما هذا الشخص الذي لا يملِك حتى رائِحة طعام بِثلاجته"
زَفرت اوليفيا ثُم نَظرت حَولها جَيداً و بَحثت بِكُل رُكن بِالمكان عَن شَئ لِتتناوله لكن أنتهَى بِها المطاف جالِسة على الأريكة مُتنهِدة بَينما معدتها لَم تهدأ قَط فزَفرت قَبل أن تُلاحِظ تُفاحة أسفل الطاوِلة فأبتسمت قَبل أن تُسرِع نحوها و تهبِط على رُكبتيها و يديها لِتجلِب التُفاحة لكِن فَور أن لَمستها بأنامِلها تَحركت لتكتشف اوليفيا انها نِصف تُفاحة و ايضاً فَوقها حَشرة كبيرة ففزعَت و صَدمت رأسها بِالطاوِلة بِقوة قَبل أن تَخرُج مِن أسفلها لِتقِف و تَجد اساهي يَقِف امامها بِملابِسه السوداء فتفاجئت مِن وجودِه بَينما عَقد هو حاجِبيه قائِلاً:
"مَاذا كُنتِ تفعلين بِالأسفل؟"
صَمتت اوليفيا لِثوان بَينما بدأت بِحك رأسها ثم قالت:
"هذا؟ .. هذا لا شَئ"
أبتسمت هي و قالت:
"أنتَ هُنا مُنذ مَتى؟ أعتقدت أنك ذَهبت لِعملَك"
تَقدم هو نَحوها خطوة قائِلاً:
"كَيف أذهب و أترُكِك بِمُفردِك؟"
صَمتت اوليفيا لِثوان و تراجعت خطوة لِلخلف لِتلتصِق بِالطاوِلة و تسارعت انفاسها ثُم نَظرت للأرض قائِلة:
"لا يُمكنني الخُروج مِن هُنا أليس كذلِك؟"
عَقد اساهي حاجِبيه و صَمت قليلاً ثُم أقترب نحوها قائِلاً:
"تُريدين الذهاب أين؟"
أتسعت عَيني اوليفيا و رَفعت رأسها قائِلة:
"الشاطئ!"
"مَاذا؟ حقاً؟"
هزت اوليفيا رأسها ايجاباً و قالت:
"أجل ، إن كانوا يُلاحقوني حقاً فلَن يتأذى أحد إن اتبعوني لِهُناك!"
صَمت أساهي لِثوان و قال بَينه و بَين نفسه:
"فِكرة جَيدة حقاً"
أبتسمت اوليفيا و قالت:
"رجاءً!"
"حسناً"
"حقاً؟!"
ضَحكت أوليفيا ثم قالت:
"جَيد أنك اقتنعت بِشئ اخيراً!"
هَز اساهي كَتفيه ثم ألتفت و كاد يَذهب فأمسكته اوليفيا مِن كُمه قائِلة:
"هل يُمكنني أن اطلُب مِنك شيئاً؟"
ألتفت هو و نَظر لها بَينما لَم تَترُك هي قَميصه و نَظرت للأرض هامِساً:
"تباً بِماذا أُفكِر بِحق الجحيم؟!"
"أتُريدين شئ ما؟"
رَفعت اوليفيا رأسها و أبتسمت أبتسامة صَفراء و تلعثمت قائِلة:
"رُ..رُبما ..ا..اا.. ه..هَل.. يُ....انا جائِعة!"
عَقد اساهي حاجِبيه قائِلاً:
"حسناً"
قالها ثم نَظر لِيد اوليفيا فتركته هي سريعاً بَينما ألتفت هو و دَلف خارِج المَنزِل فأحاطت هي وَجهها بِيديها قائِلة:
"كَيف يُمكنني طَلب هذا مِنه لأتأكد؟ هذا مُحرِج لِلغاية!"
صَمتت اوليفيا قليلاً ثم اشاحت يَديها قائِلة:
"مهلاً ، أنا احتاج لِملابِس فأنا لا أملِك سِوى ما أرتديه!"
رَكضت اوليفيا نَحو الغُرفة و بَحثت عَن حقيبتها ثُم فَتحتها و أخرجت هاتِفها و حاولت فَتحه لكِنه لَم يستجيب فوَضعته مُجدداً بِالحقيبة قائِلة:
"لا عَجب أن ستيفان لَم يتصِل كُل هذا الوَقت"...






























" ألَن تأكُل مَعي؟"
قالتها اوليفيا و فمها مَلئ بِالطعام فنَظر اساهي لِصحنها و أبتسم قائِلاً:
"كلا ، تناولت فَطوري باكِراً"
أبتسمت اوليفيا و كادت تُكمِل طعامها لكِن شَئ ما أخترق النافِذة و تناثر الزُجاج بِكُل مكان فأغمضت اوليفيا عَينيها و أحاطت رأسها بِذراعيها لِثوان ثُم فَتحت عَينيها سريعاً ونَظرت فَوقها لتجِد اساهي يُحيطها بِذراعيه هو الأخر فنَظرت لِعَينيه اللتان ظَهرا أسفل شَعرِه و أبتسمت تِلقائياً قَبل أن يَلتفِت اساهي هامِساً:
"توَقعت هذا"
وَقفت اوليفيا و نَظرت خَلفها ثم عَقدت حاجِبها قائِلة:
"لا تَقلق يُمكنني مُسا..."
لَم تُكمِل جُملتها حتَى أندفع اساهي نَحو مَصاص الدِماء و بدأ بِلكمِه بِكلتا يَديه و رَكله بِقدمِه فسَقط أرضاً و سُرعان ما أختَرق قَلبه بِيدِه فسَكن مصاص الدِماء لِلأبد و كُل هذا وَسط إندهاش اوليفيا بِسُرعتِه و لِياقتِه البدنية فوَقف اساهي بَينما أنفاسه تتسارع و ألتفت لأوليفيا و شَعره الطويل أصبح غَير مُرتباً و يده اليُمنى مُلطخة بِالدِماء فعَبست اوليفيا و أقتربت نحوه قليلاً قائِلة:
"أعتذِر و.."
"لا وَقت للحديث ، سيأتون واحِداً تِلو الآخر ، يجِب أن نَذهب!"
"لكِن إلى أين؟!"
رَفع اساهي رأسه و نَظر لها قائِلاً:
"الشاطئ"
"لكِن كَيف؟"
"بِالسيارة"
صَمتت اوليفيا لِثوان ثُم رَكضت نَحو الغُرفة و جَلبت حقيبتها و أرتدتها بَينما قام اساهي بِغسل يَديه مِن الدِماء و أسرَع نَحو الباب بَينما اوليفيا خَلفه فَفتح اساهي الباب قائِلاً:
"انتظري فَقط ثوان حتَى آتي بِالسيارة!"
هَزت اوليفيا رأسها ايجاباً فأسرع اساهي خارِج المَنزِل بَينما جَلست اوليفيا على الكُرسي و أنفاسها في سِباق مع الزَمن فهَمست:
"لِم يَحدُث كُل هذا حقاً؟ لِم كُل هؤلاء يقومون بِإتباعي؟! ... أشتقت لستيڤان و هاري كثيراً، أتمنى أن يكون الجَميع بِخَير حقاً .. لَيتني أعرِف السَبب الذي يجعلني أثِق بِأساهي هَكذا"
وَقفت اوليفيا و فَتحت الباب و نَظرت خَلفه لكِن اساهي لَم يعُد بَعد فتنهدت قَبل أن تَلتفِت و تَجِد أحد مصاصي الدِماء خَلفها فتسارعت أنفاسها مُجدداً هامِسة:
"تباً لا أُريد مواجهته هُنا ، أين اساهي بِحق الجحيم!"
نَظر مصاص الدِماء لها بإبتسامة عَريضة قائِلاً:
''لَن.. يَنفعِك.."
عَقدت اوليفيا حاجِبيها قائِلة:
"عُذراً؟"
أقترب مصاص الدِماء مِن اوليفيا خطوة قائِلاً:
"هو.."
فَتحت اوليفيا الباب أكثَر و ألقت نَظرة سَريعة خَلفه قَبل أن تخرُج مِنه و تَغلقه سريعاً هامِسة:
"اساهي أين أنت.."
نَظرت اوليفيا حَولها فوَجدت أحدهُم يقترِب فـزَاد قَلقها حتَى ظَهرت سيارة تَتجِه نحوها فتسارعت أنفاسها قَبل أن تَقِف السيارة أمامها فصَاح اساهي سريعاً مِن داخِلها:
"أصعدي هيا!"
أسرعت اوليفيا و صعدت صائِحة:
"أسرِع!!"
تَحرك اساهي بِالسيارة سَريعاً فأراحت اوليفيا ظَهرها لِلخلف و تنفست صعداء قائِلة:
"لِم تأخر.."
لَم تُكمِل اوليفيا جُملتها حتَى وَجدت أحدهم يتشبث بِالباب ففَزعت قَبل أن تَفتح النافِذة و تقوم بِركلِه بِشدة بِقدمِها فسَقط أرضاً و أغلقت النافِذة مُجدداً فأبتسم اساهي قائِلاً:
"لا تُكرريها قَد يُمسِك بِقدمِك"
"إذاً ماذا كان يجِب علي فِعله؟!"
صَمت اساهي فأراحت اوليفيا ظهرها مُجدداً قائِلة:
"أشعُر أن قَلبي سيَخرُج مِن مكانه .. لَم أعيش هذه الأجواء الحماسية مُنذ سنوات"
تنهدت اوليفيا قائِلة:
"إلى أين نَحن ذاهِبون؟"
"الشاطئ"
"أجل لكِن .. الشاطئ فَقط؟!"
"أليس هذا ما تُريدينه؟"
ألتفتت اوليفيا لأساهي و عَقدت حاجِبيها قائِلة:
"أجل لكِن أين سننام؟ بِحق الجحيم بِماذا تُفكِر؟!"
"ماذا كُنتِ تُريدين مِني فِعله بَعد ما حَدث؟ نَظل هُناك حتَى نَجِد منزِلاً او غُرفة لِننام بِها"
صَمتت اوليفيا لِثوان ثُم تراجعت مُجدداً فتنهد اساهي قائِلة:
"سأجِد مكاناً بِأقرب وَقت فَقط لا تقلقي"
تنهدت اوليفيا ثُم نَظرت لِملابِسها المُتسخة قَبل أن تنظُر خارِج النافِذة هامِسة:
"ماذا فَعلت بِحياتي حتَى يحدُث هذا لي.."
سَمع اساهي جُملتها فنَظر لها قَبل أن يَضع يَده على يدها و ينظُر امامه فنَظرت اوليفيا له و أبتسمت قَبل أن تُشيح نَظرها خارِج النافِذة مُجدداً بَينما هَمس اساهي بَينه و بَين نَفسه:
"أعتذِر .. أنا السبب في كُل ما يحدُث لكِ .. أتمنى أن تُسامحيني يوماً.."

After Midnight • بَعد مُنتصِف اللَيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن