تَوقفت اوليفيا عَن السُعال و أخذت نفساً عميقاً قَبل أن تَقِف مُجدداً و تنَظر لآساهي ثُم لِدان الواقِف أمامه فعَقدت حاجِبيها في غَضب هامِسة:
"سأُري هَذا الأحمَق ثَمن ما فعله!"
اسرَعت اوليفيا نحو حَقيبتها بَينما قال دان بِثقة بَعدما نَظر لاوليفيا ثُم آساهي:
"أمامكُما دقيقتين لِتستعدا و استعِد انا ايضاً"
قالها ثُم أبتسم و تراجع لِلخلف خَطوتَين بَينما اقتربت اوليفيا مِن آساهي بَعدما وَضعت مُسدسها فِي جَيب بِنطالها فنَظر آساهي لها و قال بِلهجة سَريعة:
"إنه اسهل مصاص دِماء يُمكن إضعافه و قَتله، مُشكلته الوَحيدة هي قِواه المُميزة و قوته البَدنية التي تفوقني، أعلَم انه لَن يُحارِبنا بِنفسه لأنه يعلم أننا سنستطيع هزيمته، لِذا إبتسامته تِلك لا تُبشِر بالخير"
"فَهِمت لكِن ما هي قواه المُميزة؟"
"السَيطرة على جَميع مصاصين الدماء.."
ابتلعت اوليفيا ريقها و نَظرت في عَيني آساهي الحمراوتين بقلق و قالت:
"هَل سَتكون بِخَير؟"
عَقد اساهي حاجِبيه في سُخرية و قال:
"هل هذه إهانة؟ الشَئ الوَحيد الذي يجِب ان تقلقي عليه هو انتِ، فَقط ابقِ بالقُرب مِني ولا تَبتعدِ مَهما حَدث!"
عَضت اوليفيا على شِفتها السُفلى و قالت:
"مَاذا إن ... ماذا إن هُزِمنا؟"
عَبس آساهي و قال:
"بِقَدر أنني لا اُريد حِدوث هذا، لكِن يجِب أن نُقاتِل حتَى النِهاية لأن لدي الوَرقة الرَابِحة في هذه المعركة، انا اثِق بِكِ، لِذا لا تَقلقِ لَن نُهزم!"
ابتسمت اوليفيا ابتسامة صَغيرة رَغم شعورها أنه مُجرد حَديث مِنه ليرفع مِن حماسها لكِنها تؤمِن بِه و بِكُل ما يتفوه بِه.اقتَرب دان مِنهما و ابتسم ابتسامة جانبية ثُم قال:
"انتَهى الوَقت، فعلياً هو لم ينتهي لكنني أنهيتُه لأنني اصبحت جاهِزاً"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و نَظرت له بَينما التفت اساهي و نَظر له قَبل أن يقترِب مِنهم مصاص دِماء و يقِف خَلف دان و مصاص دِماء آخر و آخر حتَى أصبَح خَلف دان العَشرات بَل المِئات مِنهم بِمُختلِف أشكالهم و احجامهم فهَمس اساهي في غَضب بَينما اتسعت عَيني اوليفيا مِما تَراه:
"كما تَوقعت مِن هذا الوَغد"
هَمست اوليفيا دون ان تنظُر لآساهي:
"إنها المَرة الأولى التي ارى بِها هذا العَدد"
اقترَب دان مِنهما عِدة خطوات و قال بِصَوت عالٍ:
"انا لا اُحِب العشوائية او الظُلم .. لِذا هذه الحَرب ستنتهي بِطريقة مُنظمة كالألعاب"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها بَينما اكمَل هو:
"بالطَبع لَن يسأل أحدكُما لِذا سأُخبركما، ستكون اللعبة على النَحو التالي، سيُصبِح كُل واحِداً مِنكما بِمُفردِه ضِد خَمسة مصاصين دِماء، بَينما الآخر يَقِف ليُشاهِد، إن حاوَل التدخُل سيندفع جَميع مصاصين الدِماء نحوه و ستكون نِهايته بِالتأكيد و تَنتهي الحَرب"
قَبض اساهي على يَديه بِغَضب و همس بينه و بَين نفسه:
"إنه يُريد تَفريقنا حتى يُضعِف قِوانا على حِدا و يَهزمنا إنه حقاً وَغد حَقير!"
ابتَسم دان فهو يَعلم ما يدور بِعقل اساهي بَينما قالت اوليفيا:
"ماذا إن فُزنا؟"
نَظر دان لها و قال:
"سأقوم بِمواجهتكما .. على حِدا"
اومأت اوليفيا بِرأسها بَينما تراجع دان لِلخلف عِدة خطوات و قال بِصوت مُرتفِع:
"لِنبدأ إذاً بِآساهي!"
نَظرت اوليفيا لِآساهي و لاحظت غضبه المكتُوم مِن قَبضة يَده القوية فكادت تَفتح فَمها لِتتحَدث لكِنه تَقدَم عِدة خطوات لِلأمام فتنَهدت و تراجعت لِلخلف خطوتين و القلق يَملأها حتَى بدأت اطرافها تَرتجِف هامِسة:
"هيّا رجاءً"
فَور ما توقف آساهي عَن التقدُم اندفع نَحوه خَمسة مَصاصين دِماء بِسُرعة فتزايدت ضربات قَلب اوليفيا لكِن آساهي تفادَى ضرباتهم بِسلاسة و في خِلال ثواني كان قَد اقتلع قلوبهم الخَمسة فأتسَعت عَيني اوليفيا و كأنها اول مَرة تَرى بِها هَذا و هَمست:
"مازِلت اتفاجئ مِن سُرعته و لياقته تِلك"
اعتدَل آساهي بَينما اخذ يَلهث بِشدة و سَحب شَعره الأبيض الطويل لِلخَلف و نَظر لأوليفيا قَبل ان يتراجع لِلخلف عِدة خطوات فيلتفِت دان و ينظُر لأوليفيا قائِلاً بإبتسامة:
"إنه دَورِك سيدتي"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و أبتلعت ريقها قَبل أن تَنظُر لِدان ثُم تَتقدم عِدة خطوات لِتقِف بِنفس المكان الذي وَقف بِه اساهي سابِقاً فسُرعان ما أندفع نحوها مصاصين الدِماء الخَمس فأستطاعت تفادَى ثلاثة مِنهم لكِن الاثنين الآخرين استطاعا اسقاطِها ارضاً فتَحرك اساهي خطوَة لِلأمام بعدما ظهر القلق على وجهه فقال دان سريعاً:
"إياك و التدخُل"
غَرز مَصاص الدِماء أنيابه في رَقبة اوليفيا على الرَغم مِن مُقاومتها و بَدأ بِمَص أول قَطرة دِماء مِن رَقبتها لكِنه سُرعان ما أبتَعد عَنها و سَقط ارضاً لِيَحتضِر فنَظر دان لآساهي و فَتح فَمه بإندِهاش فأبتسم آساهي و قال دون أن ينظُر له:
"اخبَرتك أن الأسطورة حَقيقة"
حاولت اوليفيا الأعتدال لكِن مَصاص دِماء آخر حاول غَرز أنيابه في ذِراعِها فتفادته هي سَريعاً و أخرَجت المُسدس لِتُصوِب نحوه فيتراجع خطوة فأستطاعت الوقوف مُجدداً بَعدما ازاحت الثلاثة الآخرون بِقوة مِن فَوقها و اخذَت تنظُر لهم بِحدة قائِلة:
"تعالوا إذاً"
اندفعوا الأربعة نحوها بِسُرعة لكِنها تفادت ثلاثة مِنهم و قَفزت فَوق الأخير و غَرزت يَدها في صَدرِه بِحرَكة سَريعة قَبل أن يسقُط أرضاً كانت قَد اقتلعت قَلبه بِالكامِل ليسقُط بِلا عَودة.
التفتت اوليفيا سَريعاً لِلثلاثة الباقين و اندفعت نَحوهم قَبل ان تَنقَض على أحدهم كالأسد و تَقتلِع قَلبه قَبل أن يَقترِب الأثنين الآخرين بِسُرعة كَبيرة نَحوها فخَفضت جَسدها لِتمُر مِن بَينهما و تَلتفت لهُما سَريعاً و تَندفع إليهما بَعدما إلتفَتا لَها و رَفعت ذِراعيها لِتقتلِع قَلبهما في أقل مِن دَقيقة ليسقُطا ارضاً واحِد تِلو الآخر و انفاس اوليفيا تَتسارع بَينما تَضع يَدها على رَقبتها ثُم تَنظُر لها عاقِدة حاجِبيها فقال دان بِصوت مرتفع:
"ابتعدِ و إلا سيقومون بِمُهاجمتِك مجدداً"
رَفعت اوليفيا رأسها و نَظرت لِدان قَبل أن تَلتفِت لآساهي ثُم تَتراجع لِلخلف عِدة خطوات لِتقِف بِمكانها السابِق و أنفاسها في تزايد هامِسة:
"هَذا يُذكرني بِهذا اليوم .. اعتقَدت انني احلُم لكِن ما حَدث الآن؟"
نَظر آساهي لاوليفيا و زَفر قَبل أن يَتقدم هامِساً لِنفسِه:
"اثِق انها اقوى مِن ذَلِك لكِن لِماذا تَبدو مُتعبة هَكذا؟"
اقتَرب دان مِن اوليفيا و قال دون النظر لها:
"تفاجئت، لَم اتوَقع هَذا حقاً منك"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و قالت بِبرود دون أن تلتفت له:
"كُنت الأقوَى بَين زُملائي لِذا لا تُحاوِل الاستخفاف بي"
هَز دان رأسه بَينما التفت لآساهي الذي وَقف بِنفس المكان فأندفع نحوه الخَمس لكِنهم كانوا مِن اماكِن مُتفرِقة فأبتسم آساهي هامِساً:
"جَيد لأنني اريد تَضييع الوَقت"
قام آساهي بِإستهلاك قِواهم عِوضاً عَن قَتلِهم في ثواني بَينما بإمكانُه فِعل ذلِك فأبتَسم دان مُدرِكاً ما يَقوم بِفعلِه حتَى انتهى اساهي و تراجع لِلخَلف امام عَيني اوليفيا و هي غَير قادِرة على الأقتراب مِنه او التَحدُث معه بِسبب هذه اللُعبة القَذِرة الدنيئة التي يُديرها دان و يَستمتع بِها كأنها لعبة فيديو يَقوم بِتَحريك الشَخصيات بها كَما يَحلو لَه.
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
كاد ضَوء النهار يَختفي و اوليفيا و آساهي مازالا صامدين حتَى و إن كانا يشعُران بِالإرهاق و الاعياء الشَديد و تِلك الجروح و الإصابات اصبحت تُغطي جَسديهما خاصةً اوليفيا و رَغم ذَلِك مازال مُتبقي الكَثير مِنهم .
جَلست اوليفيا على رُكبتيها بَعدما شَعرت بِقليل مِن الدوار و وَضعت رأسها بَين راحتي يَديها اللتان امتلئا بِالجروح و همست:
"اتمنَى ان نَنتهي سَريعاً، لا اعتقِد انه سيُمكنني تَحمُل أكثر مِن ذلِك و اظُن اساهي ايضاً، ذلِك الوَغد قام بِتفريقنا عَمداً إن كان اساهي بِجانبي كُنا سنكون أكثر قوة بِكُل تأكيد .."
اشاحت اوليفيا يَديها و نَظرت لآساهي الذي انتهى مِن آخِر واحِد ليُصبِح دَورها فنَظر آساهي لها بِعَينيه المُرهقتين و هَمس بِصوت خافِت:
"تَحملي القَليل فَقط.."
لَم تَقِف اوليفيا و نَظرت في عَيني اساهي و عَينيها تَنطِق بِالكَثير و أول شَئ انها لَم تَعُد تَتحمل فعَقد اساهي حاجِبيه في غَضب شديد و التفت لِدان صائِحاً:
"أتقول أن هَذا عَدلاً؟ نحن اثنين فَقط و تُريد مِنا قَتل المِئات مِن مَصاصين الدِماء؟ نحن بِالفِعل واجهنا نِصفهم!"
التَفت دان و نَظر له بِبرود قَبل ان يَقترِب مِنه و يبتسم قائِلاً:
"انا ايضاً شعرت بِالمَلل، اللعبة تُريد بَعض التغييرات مِثل.."
التفت دان لأوليفيا و اتسعت ابتسامته
"ماذا إن استبدلنا مصاصين الدِماء بِالبَشر؟"
اتسعت عَيني اوليفيا و وَقفت رغم عدم قدرتها على الوقوف بَينما تنظُر لِدان ثُم آساهي الغاضِب
"اللعنة عَلى هذه اللعبة الا تَفهم؟! نحن نُريد إنهاء الحَرب و انتَ تَقوم بِتوسيع و إبعاد تلك النِهاية!"
نظر دان في عيني آساهي بعد هذه الكلمات و قال:
"إذاً تُريد مِني إنهاء الحَرب؟ أتعلَم ان مَعنى هَذا انكما تستسلِمان؟"
"كلا! سأستمِر في هذا"
قالت اوليفيا بِصَوت مُرتفع بَعدما اقتربت مِنهُما
"إن انتهيت بِهذه الطَريقة أفضَل لي مِن الاستسلام!"
نَظر اساهي لها و قال:
"لَن اسمَح بِحدوث هذا!"
عَقد دان حاجِبيه و قال بنفاذ صَبر:
"عُد إلى مكانك، هي وافقت على إكمال هذا لِذا سنُكمِلها!"
هَز اساهي رأسه نافياً بَينما ينظُر لأوليفيا التي ابتسمت له هامِسة:
"سأكون بِخَير''
نَظر اساهي لَها لِثوان فهمست بَينما تنظُر له بِعَينيها المُرهقتين:
" إذهب هيا!"
هَز اساهي رأسه ثُم تراجع لِلخلف عِدة خطوات بَينما قال دان:
"لَم يكُن هُناك داعٍ لِهذا، لِنبدأ اللعبة مُجدداً!"
لَم تَنتظِر اوليفيا إلا لِثوان حتى اندفع نحوها الخَمسة دُفعة واحِدة حتى اختفت اوليفيا بَينهُم فتسارعت انفاس اساهي حتَى ظَهرت اوليفيا و دَفعتهم مِن حَولها لكِنها لَم تَكُن قادِرة على مُهاجمتهم فكانت جَميع حَركاتها دِفاعية بِسبب ارهاقها الشَديد حَتى بدأوا بِالدوران حولها بِبُطء و مُهاجمتها في نَفس اللَحظة فأدرَك اساهي ان هَذا مِن تَدبير دان بَينما اوليفيا تتفادى هجماتهم مع الدوار الشَديد الذي أصابها و تَحملته حَتَى لَم تعُد قادِرة على المَزيد فسَقطت ارضاً فجأة وَسط نَظرات اساهي الذي لَم يَتحمل الوقوف هَكذا لكِن دان كان اسرَع مِنه و اقتَرب مِن اوليفيا مُمسِكاً بِذراعِها ليُساعِدها على الوقوف قائِلاً:
"إذاً .."
وَقفت اوليفيا بَينما أمسَك مَصاصين الدِماء بِآساهي الهائِج
"الحَرب انتهت و انا الفائِز كما توقَعت"
قالها دان بإبتسامة واسِعة بَينما نَظرت اوليفيا لِآساهي بِعَينين آسفتين بَينما دان يُمسِك بِذراعها بِقوة فثار غَضب آساهي و لم يهدأ مُحاوِلاً الإفلات لكِن دون جدوى حتَى قال دان:
"إذاً تَنفيذاً لِأهم شَرط في هذه الحَرب.."
أمسَك دان بِرقبة اوليفيا بِقوة فأسرَعت هي تحاول إبعاد يَدِه
"إن كُنت أعرِف أنكِ مَن ستموتين كُنت فَعلتها مُنذ البداية"
قالها ثُم ضَغط على رَقبتها بِقوة اكبَر فأغلقت اوليفيا عَينيها بَعدما ادرَكت أنه لا مَفر الآن و شَعرت أن كُل شئ يختفي مِن حولها بِبُطء فهَربت دموعها دون ان تشعُر، الشَئ الوَحيد الذي شَعرت بِه اوليفيا هو روحها تَكاد تُفارِق جَسدها حَتى عادت انفاسها مُجدداً بِطريقة مُفاجِئة فسَقطت ارضاً تسعُل بِقوة و تحاول سَحب الهواء داخِل رِئتيها بَعدما ظَنت انها لَن تَستعيد هَذا الشعور مُجدداً حتَى سَمعت:
"ماذا تَعني أنك لديك شَئ افضَل مِن قَتلِها؟"
التفتت اوليفيا لِدان و آساهي الذي لا يزال يُمسِك بِه مصاصين الدِماء و يبدو انه اصبح اكثر هدوءاً بَعدما تَركها دان فتنَفست اوليفيا صعداء و كادت تتحسن لكِن الدِماء توقفت في عروقِها و شَعرت ان الهواء فجأة قَد نَفذ مجدداً بَعدما قال اساهي:
"يُمكِنك أخذي مكانها"
وَقفت اوليفيا سَريعاً رغم أن قَدميها لَيسا قادرين على حَملِها و صاحت:
"ما هذا الهُراء!!"
عَقد دان حاجِبيه و نَظر اوليفيا ثُم آساهي قائِلاً:
"و ما الفَرق؟"
ابتَسم اساهي و قال:
"اترُكني لِأتحدث مَعك و سأُخبِرك"
وَضع دان يَده على ذقنِه مُفكراً ثُم قال:
"حسناً اوافِق"
تَرك مصاصين الدِماء اساهي الذي اقتَرب مِنهُما وَسط نَظرات اوليفيا له و هي تقول:
"لا تَفعلها!"
امسَك مصاصين الدِماء باوليفيا بدلاً مِن آساهي و سَحبوها لِلخَلف بَينما هي تُحاوِل الافلات مِنهم صائِحة بصوت مرتفع:
"كلا يا اساهي كلا!!"
لَم تَستطع اوليفيا سماع الحَديث القَصير بَينهُما لكِنها كانت تستطيع فِهم تعابير وَجه دان المُختلِفة قَبل ان يَقترِب اساهي مِنها بِبُطء بَينما تركها مصاصين الدِماء فرَكضت نحو اساهي بسُرعة البرق و عانقته بِقوة و الدموع تَتدفق مِن عَينيها كالسيول و هي تحاوِط رأس آساهي بَين ذِراعيها فبَادلها هو العِناق و دَفن رأسه في شَعرِها بَينما شَعرت هي بأنفاسه فحاول هو عَدم البُكاء بَينما قالت هي و تَشهق بَين كُل جُملة و الأُخرى:
"لَن تَذهب صحيح؟ لَن يَذهب اياً مِنا، كُنت اعلَم، سيدعنا دان لِنعيش حياتنا السَعيدة التي لَم تَتسنى لنا الفُرصة لِنعيشها أليس كذلِك؟ سنعود و سأنفصِل عَن ذلك الوَغد هاري لِنعيش سوياً بِأي طَريقة فَقط اخبرني أنك لَن تَذهب مُجدداً لقد عِدتني أنك لن تفعلها"
ابتعدت اوليفيا عَنه مُمسِكة بِذراعيه بِقوة و تَنظُر في عَينيه المليئتان بِالدموع قَبل أن تنهار باكية و تسقُط على رُكبتيها بَينما تَجذِب اساهي بِيَديها اللتان تَرتجِفان معها ليجلِس على رُكبتيه هو الآخر
"سنعود معاً الى المَدينة، لِنهرب إلى اي مكان لَن يَجِدنا احد فقط لِنبقَى معاً، لَم اكتفِ مِنك قَط، لَم اشعُر بِهذا الآمان كما أفعَل مَعك، نحن مُقدر لنا أن نكون سوياً، انا لن أكون لأحد سِواك و سنعيش سوياً للأبد إلى أن نفنى! اقسم أنني لن اتصرف بحماقة مجدداً و سنعيش بسعادة فقط و سنختفي عن كل هذه المشاكل، سنعيش بعالم لا يوجد بِه أحد سِوانا، رجاءً لا تَفعل هذا بي مجدداً!! لا تَترُكني!!"
قالت كلماتها الأخيرة بِصُراخ مَمزوج بِبُكائها الشَديد فأقتَرب آساهي مِنها أكثَر و أمسك بِيديها اللتان تَرتجِفان بِقوة و ابتسم لها إبتسامة صَغيرة فتوَقفت عَن البُكاء قليلاً و رَفعت يَدها لِتضعها على وَجه آساهي و تَتذكر ما حَدث مُنذ عَشر سنوات فقالت:
"انت تُعيد مَا حَدث مُجدداً لكِن بِطريقة اسوء"
عادت اوليفيا للبُكاء قَبل أن تُعانِق اساهي مُجدداً بِقوة قائِلة بِصوتها المُرهق مِن كثرة البُكاء:
"عِدتني بأنك سَتحمي جَميع مَن أُحِب، لكن لا يُمكِنك حِماية اكثَر شَخص احببته؟"
خَفض اساهي رأسه و قال بِأسف:
"انا آسِف حقاً .. تَمنيت لو كان بإمكاني البقاء معكِ للأبد"
دفعته اوليفيا و ابتعدت عنه ثم صاحت بِصوتها الباكي:
"اللعنة على كُل شَئ!! انا لا اُريد شيئاً سِوى ان نَبقى سوياً!! لَن ادعَك تَذهب إلى اي مكان! لَن اترُكك تَموت أمام عَينَي! إن كان سيَفعل هذا فلنموت سوياً او نَبقى سوياً!!"
صاحت اوليفيا بِصوت أعلَى في جُملتها الأخِيرة فرَفع آساهي رأسه قائِلاً:
"لكنني لَن ادَع هَذا يَحدُث لكِ، انا فَقط مَن سيَذهب"
فَتحت اوليفيا فَمها قَبل أن تُمسِك بِذراعيه بِقوة صائِحة:
"كلا!!"
"لَن تُعاني، لَن تَرين ما سيحدُث و كذلِك.."
وَضع اساهي كِلتا يَديه على وَجهها و اكمَل:
"لَن تَتذكريني مُجدداً.."
اتسَعت عَينَي اوليفيا و جَذبت يَديه بَعيداً عَن وَجهِها
"سَتجعلني انساك؟.."
خَفض اساهي رأسه فدَفعته اوليفيا بِكلتا يَديها صائِحة بِوجهِه و الدموع عادت لِتنهمِر مِن عَينيها بِقوة أكبر:
"لِماذا تَفعل هَذا بي؟! لِماذا تؤذيني هَكذا و بِهذه الطَريقة؟! انا فَقط اُحبَك و انت تَفعل هَذا بي؟ .. هذه لَيست المَرة الأولى لكِنها الأخيرة لأن هذه المَرة لَن تَعود!!"
ابتسَم اساهي إبتسامة حَزينة قَبل أن يَرفع رأسه قائِلاً:
"سعيد انني سَمِعت هَذه الكَلِمة اخيراً بَعد كُل هذه السنوات.."
صَمتت اوليفيا لِثوان قَبل ان تَقترِب قليلاً مِنه و تُلقي بِرأسها على صَدرِه و تُحيطه بِذراعيها قائِلة بِصوتها الباكي:
"لكنني احبَبتك و اُحِبك و سأُحِبك للأبَد، سأتغير و سأكون شخصاً افضل و لَن اُضايقك مُجدداً و لَن اتذمَر، انا فَقط اُحِبك لا يُمكنني العَيش بِدونك، لا تَذهب و سأفعل اي شَئ لأجلك، لا تتركني ستفقد صوابي حقاً و ستكون حياتي بائسة كما كانت قبل عودتك، كنت حمقاء عندما ظننت أنني أحب هاري، الحُب الحقيقي هو ما شعرت بِه معك انت مُنذ أن كنت صغيرة"
وَضع اساهي يَده على شَعرِها الأسوَد و قال:
"عِندما اذهب سيعود كُل شَئ كما كان، سيَنسى الجَميع ما حَدث و الحَرب و الدمار سينتهون، فَقط إن ذَهبت انا"
ابتعدت اوليفيا عَنه و نَظرت في عَينيه صائِحة:
"اللعنة على الجَميع انا لا اُريد سِواك و تَباً لِلعالم بأكمله!!"
"لكِن هَذا قدرنا، ألا نَبقى سوياً للأبَد، و أن يَنتهي كُل شَئ بيننا الآن...كما الأسطُورة.."
وَضعت اوليفيا يَديها على وجهِها فأشاحهُما اساهي قائِلاً بإبتسامة صغيرة:
"إذاً هُنا الوداع؟"
امتلأت عَيني اوليفيا بِالدموع مُجدداً قَبل ان تُعانِقه بِقوة كَبيرة فبادلها اساهي العِناق مُجدداً و قالت:
"ارجوك .."
انتَظر اساهي لِثوان قَبل ان يُبعِدها عنه فنَظرت اوليفيا له قَبل ان تَرفع يَدها و تُشيح شَعره لِتنظُر لِعَينيه الحمراوتين قَبل ان تَبتسِم و الدموع تتلألأ في عَينيها
"إنها المَرة الأُولى التي اُحِب فيها عَينين حمراوتين"
امسَك اساهي يَدها بِرفق قَبل ان يُشيحها بِبُطء فتختفي عَينيه اسفَل شَعره الأبيض و قال:
"الوداع؟"
"كلا!"
صاحت اوليفيا فقال اساهي:
"بلى هو"
وَضع اساهي يَده على جَبهتها بَينما امسَكت هي يَده بِقوة مُحاوِلة إشاحتها بَعيداً صائِحة بِعَينيها المَليئتان بِالدموع:
"كلا!!"
نَظر اساهي في عَينيها قَبل ان يأخُذ نفساً عَميقاً و يُخفِض رأسه مُغلِقاً عَينيه فقالت هي:
"ارجوك.."
توقفت اوليفيا عن البُكاء و أغلَقت عَينيها بِبُطء قَبل ان تَسقُط بَين ذِراعي اساهي قائِلة:
"لا..تَذهب.."
امسَك اساهي بِخصلَة مِن شَعر اوليفيا النائِمة على ذِراعيه قَبل ان يَقترِب مِنها و يَطبع قُبلة صَغيرة على شِفتيها مُبتسماً قَبل ان يَبتعد عَنها بِرفق و يَضعها فَوق الرِمال بِإبتسامته الحَزينة قَبل ان يَقِف و ينظُر لأوليفيا النائِمة بِتمعُن هامِساً:
"وَداعاً لِلأبَد إذاً يا صغيرتي.."
التفت اساهي و نَظر لِدان مُتنهِداً قَبل ان يَقترِب مِنه بِبُطء حتَى وَصل امامه فنَظر دان له قائِلاً:
"لقد تأخرت"
"كُنت آمل أن تكون قَد فَكرت فيما قُلته جَيداً، رُبما تشعُر بِالإمتنان لكَون اوليفيا و انا مَن انقذنا طِفلك"
صَمت دان قليلاً ثُم قال:
"الاتفاق اتفاق"
اخذ اساهي نَفساً عميقاً و قال:
"عِدني انك لَن تؤذيها و أن كُل شَئ سيعود كما كان"
"حسناً"
نَظر اساهي له في عَينيه قَبل ان يَرفع الآخر ذِراعه فأدرَك اساهي انه آن الآوان بَينما اختَرق دان الجزء الأيسر مِن صَدر اساهي بِيدِه اليُمنى فخَفض اساهي رأسه مُتألِماً و كاد يُمسِك دان بِقَلب اساهي لكنه قال فجأة:
"مَاذا إن كان لَدي شَيئاً آخر؟"
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
أفاقت اوليفيا اليوم التالي مِن تِلك الحادِثة على سَريرها بِمنزِل ستيڤان على صَوت المُوسيقى المُرتفِع فكادت تَصيح غاضِبة لكِن صَوت ماريا كان اسرَع فتوَقفت الموسيقى فوراً بَعدها بَينما اعتدلت اوليفيا في سَريرها و فَتحت عَينيها بِبُطء ثم تَقِف و تخرُج خارِج الغُرفة لِترَى ماريا تَضحك و جانِبها ستيفان مُمسِك بِالطعام المُحترِق في الصَحن مُبتسماً عوضاً عن شعوره بالغضب فأبتسمت اوليفيا بِدورِها قَبل ان تَقترٍب مِنهُما قائِلة:
"إنها المَرة الأولى التي ارى فيها ستيفان يبتسِم بَعد ان حَرق الطعام"
نَظرت ماريا لها و قالت:
"في الحَقيقة انا لَم اره يُحرِق طعاماً مِن قَبل"
"ماذا إذاً؟ ستتفقون علي؟"
"لِمَ لا؟"
قالت اوليفيا بِنَبرة لَئيمة بَينما خَرجت مِن المَطبخ فأوقفها ستيفان قائِلاً:
"هاتِفك كان يَرِن صَباحاً"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها قَبل ان تَتجِه نحو هاتِفها و تَفتحه سَريعاً لِتجِده هاري فأسرَعت لِتتصِل بِه بإبتسامة واسِعة و سُرعان ما اتى الرَد مِن الجِهة الأُخرى:
"اوليفيا.."
"هاري ؟ اخبرني ستيفان انك اتصلت صباحاً، هَل هُناك شَئ؟"
"غغ.. بِخصوص هذا، سأعود اليَوم لِلمنزِل، لَقد اخذت اجازة، هل سيُمكِنك العَودة مُجدداً؟ اقصِد ان ماريا عادت بِالفِعل لِذا اظُن انه دورِك .. انا حقاً اشتاق لكِ"
صَمتت اوليفيا لِثوان و نَظرت لستيفان و ماريا قَبل ان تبتسِم مُجدداً قائِلة:
"ممم.. اراك هُناك إذاً"
قالتها ثُم اغلَقت المُكالمة و اتجهت نحو غُرفتها لِتُلملم اشيائها بإبتسامة قائِلة:
"لا اُصدِق انني سأعود .."
تَوقفت اوليفيا عَن جَلب ملابِسها و شَردت لِثواني هامِسة:
"لكِن لِماذا مازِلت اشعُر بِهذا الشعور.."بعد ثلاثة أشهر من الحادِثة..
"لَم تأتِ إلى الشاطئ مُنذ سنوات لِذا قَررت ان نَقضي اجازتنا هُنا"
قال هاري بَينما يَنظُر لِأوليفيا التي نَظرت لِلبَحر مِن داخِل السيارة و شَردت قليلاً فتنهد هو قائِلاً:
"حقاً لا افهم لِمَ اصبحتِ صامِتة كثيراً على غير عادتِك مُنذ أن عُدتي مِن منزل ستيفان"
قالها هاري ثُم دَلف خارِج السيارة بَينما ظَلت اوليفيا داخِلها قليلاً قَبل ان تنزِل مِنها هي الأُخرى و تنظُر لِلبحر قائِلة:
"لِماذا زاد شعوري بِالضياع و كذلك الخوف مع اول خطوات لي هُنا.."
شَعرت اوليفيا بِنَغزة صَغيرة في قلبِها بَينما شَردت في البَحر لِثوان طويلة فوَضعت يدها على صدرها هامِسة:
"فجأة اريد أن ابكي بشدة.."
سمعت اوليفيا صوت هاري لِتلتفِت و تَقترِب مِنه هامِسة:
"لا شَئ هذه مُجرد اوهام، اتمنى ان يَختفي هذا الشعور بِأي طَريقة..""لكِنه لَن يَختفي.."
تطاير شعره الأبيض مع الهواء الشديد بينما يُراقب اوليفيا من بعيد
"ها انا اُشاهِدك مِن بَعيد لِلمرة الثانية، لكِن هذه المَرة ... ستكون للأبد.."
تمعن استني النظر في اوليفيا بينما لمعت عينيه قائِلاً:
"و الأخيرة"
ابتَسم اساهي قَبل ان يَلتفِت هامِساً:
"إنها النهاية التي لا طالما تمنيت لو كان بإمكاني تغييرها–"______________
تَم النَشر الساعة 12:12 بَعد مُنتصِف الليل.
انتهت روايتي الأولى لي في هذا الحساب لكن لم تنتهي أعمالي، لِذا لُطفاً تصفحوا روايتي الأُخرى "feel my rhythm" و كذلك أخبروني رأيكم و تقييمكم لهذه الرواية ʘ‿ʘ.
أنت تقرأ
After Midnight • بَعد مُنتصِف اللَيل
Про вампировالبَشر و مصاصي الدِماء، يعيشون سوياً بقوانين صارِمة، و أسطورة لا يؤمِن بِها سِوى مصاص دِماء واحِد، و تِلك المرأة التي كانت تَعمل في مُكافحة مصاصين الدِماء مِن قَبل، انتشرت الفوضى.. فماذا سيحدث؟