-الفَصل السَادِس؛

83 8 0
                                    


"ماذا؟ عَادت مُجدداً؟!"
ضَحك الرجُل بِشدة ثُم وَضع يَده على وَجهِه قائِلاً:
"يبدو أنها لا تَعلم أي شَئ ، لَقد ذَهبت لِلجحيم بِقدميها عَوضاً عَن الهرب .. أم أن أساهي لَم يُخبرها؟"
"لكِن لِم سيَفعل هذا سَيدي ؟"
صَمت الرجُل قليلاً ثُم نَظر للأرض قائِلاً:
"يبدو أنه يتحداني بِالفِعل و يُخطط لِشئ لا أعرِفه ، لكنني سأعرِفه قريباً.."






























"اوليفيا؟ هَل حقاً أنتِ عُدتي؟!"
أبتسمت اوليفيا و تنهدت قائِلة:
"أجل ، يبدو أنه مَصيري"
"مَاذا عَن هاري؟ هَل تَركِك هكذا بهذه السهُولة؟"
توترت اوليفيا و أتسعت عَينيها قائِلة:
"في الحقيقة هو لا يَعلم ، لا أحد بِعائلتي يعلم"
"مَاذا حقاً؟ لكِن لِماذا ؟"
قَالها بَينما يَجلس على كُرسيه فتنهدت الأخيرة قائِلة:
"لأنهم لَن يُوافقوا على عَودتي ، لِذا جَعلته سِراً و سأُخبرهم فيما بَعد"
"هَذا يَعني أن أكون حَذراً أثناء حَديثي مع هاري"
"أجل رجاءً"
جَلست اوليفيا على كُرسيها بَينما أزالت بَعض الغُبار عَن المَكتب فقال صَديقها:
"لَم يَجلس عَليه أحد طوال هذا الوَقت ، أنتِ آخر مَن جَلس عَليه"
أبتسمت اوليفيا و وَضعت يَدها بِجيبها و أخرَجت مُفتاحاً صغيراً و فتحت بِه أحد أدراج المَكتب فوَجدت بَعض الأوراق التي يملأها الغُبار و قَلم فقالت:
"يبدو هذا صحيحاً ، لكِن أيضاً لَم يقُم أحد بِفتحِه أو حتى تنظيفه طِيلة هذا الوَقت"
أبتسم صَديقها قائِلاً:
"لكِن هَل أنتِ مُتأكِدة مِن أنكِ يُمكِنك العَودة حقاً؟"
صَمتت اوليفيا قليلاً و شَردت بِذهنها لِثوان ثُم قالت:
"أظُن ذلِك"
"مَاذا عَن يَدِك؟"
نَظرت اوليفيا لِيدها اليُمنى و همست:
"لكِن كَيف أُخبره أنها تعافيت بِنفس اليوم و بِطريقة مُريبة ؟"
رَفعت اوليفيا رأسها و نَظرت له قائِلة:
"أنها بِخير الآن ، شُكراً لِسؤالك"
هَز الأخر رأسه إيجاباً بَينما وَضعت اوليفيا يَدها بِجيبها بَحثاً عَن الهاتِف فأخرجته و بدأت بِالنَقر عليه ثُم وَضعته على المَكتب قائِلة:
"هانك لِم المكان هادئ هكذا؟"
"مؤخراً أصبحت الشكاوي قليلة بل و تكاد معدومة"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها ثم قالت:
"إذاً لِماذا طَلبوا مِني العودة إن كانوا لَيسوا بِحاجة لي؟"
تَرك هانك القَلم و نَظر لها قائِلاً:
"هذا ما تَعجبت مِنه أيضاً ، أعتقدت أنهم أرادوا عَودتِك لِلتدريب لِذا تعجبت مِن عَودتك لِلمكتب"
صَمتت اوليفيا قليلاً و نَظرت أمامها هامِسة:
"تدريب؟"
وَقفت اوليفيا سَريعاً و أتجهت نَحو الباب قائِلة:
"يجِب أن أفهم!"






























"إذاً هي عادت"
قالها ثم تنهد و هَمس:
"لا اعرِف إن كان هذا سيحميها أم لا ، لكِن أُريد أن أنجح فقط"
"مازِلت تَفعل هذا؟!"
عَبس اساهي قائِلاً:
"ألم تَقُل أنك لَن تعود؟"
"أتيت لأُخبرك أن أخاك عَرف أنك خلفت بِوَعدك"
أبتسم اساهي بِسُخرية قائِلاً:
"لا أهتم فقط إذهب"
"أستمع إلي ، هذه المَرة لَن تَنتهي بِطريقة جَيدة ، هذا سينتهي بِقتلِها أو بِقتلِك!"
تنهد اساهي و نَظر مِن النافِذة ثم قال:
"لَن يَحدُث أياً مِن هذا"
"شقيقك يأخُذ الموضوع بِجدية ، إذا كُنت لا تُريد هذا حقاً أترُكها"
ألتفت اساهي و نَظر له صائِحاً بِغضب:
"أترُكها لِلموت؟ هل جُننت؟"
"كلا ، لكن فقط أُحاوِل مُساعدتك"
"لا أحتاجها أذهب مِن أمامي الآن!"
تَنهد الآخر و ذَهب مِن أمامه بَينما وَقف اساهي أمام المرآة و نَظر لِنفسه فبدأ لَون شَعره بِالتغيُر لِلأبيض و عَينيه لِلأحمر الغامِق فأغمض عَينيه قَبل أن يقول:
"يَجِب أن أُقابِل أخي"































عَادت اوليڤيا لِمكتبِها فنَظر هَانك لها مُتسائِلاً:
"ماذا حَدث؟"
جَلست اوليفيا على كُرسيها قائِلة:
"لَم أجِده ، و لَم أفهم شَيئاً أيضاً"
عَقد هانك حاجِبيه قائِلاً:
"غَريب ، أنه لا يَترُك مكانه أبداً"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها هي الأُخرى بِتعجُب هامِسة:
"ما الذي يحدُث؟!"
أمسكت أوليڤيا هاتِفها و نَقرت عَليه و فَتحت صندوق الرسائِل و فَتحت مُحادثتها مع ماريا قائِلة:
"لِنرى ماذا فَعلت"
بَدأت اوليفيا قِراءة رسائِلها بإبتسامة عَريضة ثُم بدأت بِالنقر على لوحة المفاتيح قَبل أن تُغلِق الهاتِف و تَضعه على المَكتب فنَظرت لِهانك قبل أن تُخرِج ورقة بَيضاء و قَلم هامِسة:
"بِما أنه لا يوجد عَمل لَن أستسلم لِلملل"
قالتها ثُم بدأت بِالرسم و تَعمقت بِه فنَظر هانك نحوها قائِلاً:
"ماذا تَفعلين؟ إذا رآك أحد هكذا ستتضررين"
"لا أهتم ، انا حتَى لا أعرِف لِم عُدت"
قالتها بَينما تُكمِل رَسمها فتنهد هانك ثُم عَاد لِقراءة بَعض الأوراق .






























"اساهي؟ لَم أرَك مُنذ فترة طوِيلة ، أليس هَذا غريباً؟ لا أحد يُصدِق أننا أشِقاء حتَى أنا"
نَظر اساهي له بِبرود و قال:
"تَوقف ، أنت بِالفِعل تَعرِف حقيقة الأمر ، لِم تُحاوِل أذيتها؟"
ضَحك شقيقه عالياً حتَى كاد يسقُط أرضاً فزَفر اساهي بَينما تَوقف الآخر عَن الضحِك و قال:
"إنها بشرية ، مِثلها كغيرِها ، فَقط أُريد التخلُص مِنها و لا يَعنيك إن كان هُناك سبباً أم لا"
قَالها ثُم أتجه نحو طاوِلة صغيرة و أمسك بِكأس مَلئ بِسائِل أحمَر فتنهد اساهي قائِلاً:
"إذاً أنت تَفعل هذا لِإغاظتي؟"
رَشف شَقيقه رَشفة مِن الكأس ثُم قال:
"يُمكنك قَول هذا ، لكِن أيضاً لا تنس الوَعد الذي خَلفت بِه بَل الذي لَم تُنفِذه ، عرِفت أنك لَم تتوقف عَن حِمايتها قَط ، لا أفهمك حقاً ، لِمَ تُهدِر قوتك على بشرية أنت ساذِج لِلغاية"
قالها ثُم نَظر داخِل الكأس بَينما عَقد اساهي حاجٍبيه قائِلاً:
"هَذا يَعني أنك لَن تتوقف حتى تَتخلص مِن أحدنا؟"
أبعَد الآخر الكأس عَن شفتيه و قال عاقِداً حاجِبيه:
"أحدكُما؟"
"أجل"
صَمت شقيقُه قليلاً ثُم قال:
"هذا غريب نوعاً ما ، ممم .. حسناً اوافِق"
"هذا وَعد إذاً!"
أبتسم اخاه و قال:
"أجل ، فأنا لست كالبَعض لكِن لا يُوجد إنسحاب"
تنهد اساهي ثُم قال:
"حسناً فمَن سينتصِر هذه المرة سيكون أنا لِذا أستعِد"
ضَحك شقيقه و وَضع الكأس على الطاوِلة قائِلاً:
"أُريد رؤيتك تحاوِل حقاً"
نَظر اساهي له بِحدة بَينما الأخير ينظُر له بِسُخرية ثُم قال:
"لكِن أليس غريباً؟ الشَخص الذي لا طالما كَرِه البَشر يَفعل كُل هذا لأجل بَشرية؟"
"لا يَعنيك"
"يبدو أنك لازِلت مُتأثِراً بِهذه الأسطورة"
"قُلت لا يَعنيك"
"جَيد أنك لَم تُولد بِهذه القِوى و إلا كان مَصيرنا الهلاك"
عَبس اساهي و نَظر لِلأرض بَينما يُحاوِل تمالٍك أعصابه فنَظر شقيقه نَحو النافِذة و أبتسم قائِلاً:
"أظُن أنه عليّ إخبارك شيئاً"
رَفع اساهي عَينيها و نَظر له فقال الأخير:
"العَديد مِن مصاصين الدِماء ذَهبوا لِهذا المكان ، أظُن أنك تَعرِف عَن ماذا أتحدث و لِماذا ذَهبوا لِذا.."
ألتفت شقيقه و نَظر خَلفه لكِن اساهي قَد ذَهب بِالفِعل فأبتسم بِخُبث قائِلاً:
"كما تَوقعت.."






























"تَبدو جَيدة أليس كذلِك؟"
قالتها اوليفيا بَينما تُمسِك بِالرسمة عالياً فنَظر هانك لها و تأملها قليلاً ثُم قال:
"مَهلاً لَم أكُن أعلم أنكِ جَيدة بِالرسم هكذا"
أبتسمت اوليفيا ثُم وضعتها على المَكتب قائِلة:
"مَوهبتي في الرسم نَمت بَعدما أصبحت أعمل كمُصمِمة بِهذه الشرِكة"
"شرِكة الأزياء؟"
هَزت اوليفيا رأسها إيجاباً فقال هانك:
"لكِنك فِعلاً موهوبة ، الرسمة مُدهِشة!"
كَادت اوليفيا تَضع الرسمة بِأحد الأدراج حتَى بدأ صَوت صَفير يَدوي بِالمكان فنَظرت لِهانك و وَقفت سريعاً قبل أن تتجه خارِجاً بَينما تَبعها هانك فتوَقف صَوت الصَفير فجأة و سَاد الصَمت لِثوان بَينما الجَميع يقِف بِالساحة يَنتظِر مَعرِفة ما يحدُث حتَى أخيراً جاء الصوت قائِلاً:
"إنهم يقترِبون ، يبدو أن وِجهتهم هيّ .. مَركز المُكافحة!"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و هَمست:
"ماذا؟ ألا يُعد هذا خَرقاً لِلقوانين؟!"
بدأ الجميع بِالتهامُس و أصواتهم تتعالى فأخرَجت اوليفيا مُسدسها و كادت أن تتحدث لكِن شَخص ما وَضع يَده على عَينيها و سَحبها مِن الخَلف بَعيداً عَن الساحة بَينما اوليفيا تُحاوِل دفعه لِيترُكها قائِلة:
"أترُكني مَن أنت!!"
تَركها اساهي بَعدما تأكد مِن أنهُما بِمكان خالي فنَظرت اوليفيا له بِغضب قائِلة:
"ماذا تَفعل هُنا؟! ألم أُخبِرك ألا تَعود مُجدداً! ، و كذلِك المكان خَطير يَجِب أن تَذهب مِن هُنا!"
"إنهم يُلاحقونِك"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها بِتعجُب قائِلة:
"ماذا؟!"
"لا وَقت لِهذا يَجب أن نَذهب"
قَالها ثُم أمسك بِيدها فسَحبتها هي قائِلة:
"كلا ، كَيف عَرِفت؟ ، كلا لا أُصدِقك لا يُمكنني تَركهم و الذهاب!"
نَظر اساهي لها بِغضب قائِلاً:
"كفاكِ حماقة! أخبرتِك لا يُوجد وَقت لِلحديث و إلا جَميع مَن لا تُريدون تَركهُم سيكونون في مُشكلة كبيرة!"
"كلا!"
نَظر اساهي حَوله ثُم قال:
"اللعنة ، لا يُوجد وَقت لِلمُماطلة!"
قَالها ثُم أمسك بِيديها مُجدداً و أقترب مِنها بَينما لا تزال تنظُر له بِغَضب فوَضع يَده على جَبهتها وَسط نَظراتها له لكِنها لَم تتمالِك نَفسها و أغلقت عَينيها سَريعاً فحَملها اساهي قَبل أن تسقُط أرضاً قائِلاً:
"يَجب أن أُسرِع.."






























فَتحت اوليفيا عَينيها بِبُطء و نَظرت حَولها دُون أن تتحرك فجَلست بَينما تَضع يَدها على رأسها قائِلة:
"أين أنا؟!"
وَقفت اوليفيا و نَظرت حَولها جَيداً فقالت:
"تباً ، تباً لا تقُل أنها.."
"غُرفتي"
نَظرت اوليفيا نَحو الباب وَجدته اساهي يقِف عاري الصَدر و نِقاط الماء تتساقط مِن شَعرِه فأحمَر وَجهها و نَظرت أمامها قَبل أن تَصرُخ كالجَرس فعقد اساهي حاجِبيه قَبل أن يقترِب نحوها قائِلاً:
"توقفي!"
نَظرت اوليفيا له مُجدداً ثُم أشاحت وَجهها و أغلقت عَينيها بِشدة و قالت بَينما تُشيح بِيديها عشوائياً:
"لا تَقترِب ، لا تقترِب أكثر إذهب!"
نَظر اساهي لها بِعدم مُبالاة ثُم دَلف خارِج الغُرفة و أغلق الباب خَلفه فتنفست اوليفيا صَعداء قائِلة:
"يا إلهي هذا..."
تَذكرت اوليفيا شَكله عاري الصدر مُجدداً فعاد وجهها للإحمِرار و أغلَقت عَينيها قائِلة:
"تباً بِماذا أُفكِر بِحق السماء!!"
صَمتت اوليفيا قليلاً و بدأت بإستِرجاع ما حَدث اليوم السابق فعَبست قَبل أن تتجِه نَحو الباب و تَفتحه مُتجِهة نَحو اساهي الذي لَم يرتدي قمِيصه بَعد فنَظر لها بِتعجُب بَينما أشاحت هي نَظرها بَعيداً و قالت:
"عِندما تَرتدي قميصك ، أُريد التحدُث مَعك"
ابتسم اساهي بِخُبث و قال:
"لِم لا نتحدث الآن؟"
عَبست اوليفيا و صاحت بِوجهِه:
"كلاا!"
ألتفتت اوليفيا و عادت لِلغُرفة و أغلقت الباب ثُم ألتصقت بِه بَينما شَعرت بأن قَلبها سيخترِق صَدرها فهدأت قليلاً و قالت:
"غَريب .. غَريب حقاً ، لِمَ هو هكذا؟!"
"أرتديت قميصي يُمكنك الخروج"
تَنهدت اوليفيا و فَتحت الباب مُتجهِة نَحو اساهي فوَقفت أمامه قائِلة:
"أشرح الآن ماذا يَحدث!"
نَظر اساهي حَوله ثُم قال:
"أطرحي سؤالِك بِطريقة مُباشرة"
صَمتت اوليفيا قليلاً ثُم قالت:
"كَيف عَرِفت أنهم يُلاحقونني؟"
"أظُن أن هَذا لا يَعنيكِ"
عَقدت اوليڤيا حاجِبيها قائِلة:
"كَيف لا يَعنيني؟ أنت تُخبرني أنهم يُطاردوني و لا تُريد إخباري كَيف عَلمت هذا؟!"
"لَدي أساليبي"
"مَاذا؟! مَهلاً ماذا عَن المَركز؟ يجِب أن أذهب الآن؟"
قالتها ثُم أندفعت نَحو الباب و حاولت فَتحه لكِنه لَم يُفتح فألتفتت لاساهي و نَظرت له بِغضب صائِحة:
"أفتح هذا الباب الآن!!"
"كلا ، ستكونين بِخطر"
أقتربت اوليفيا مِنه و نَظرت له بِحدة كعَينيّ الصقر قائِلة:
"أفتح هذا الباب!"
نَظر اساهي لها بِبرود ثُم قال:
"كلا"
زَفرت اوليفيا و نَظرت للأرض قائِلة:
"أفتحه!"
"لا ، هُنا أكثر مكان آمِن"
أقتربت اوليفيا مِنه أكثر و عروقها تكاد تَنفجِر غضباً و صاحت:
"تباً لِهذا ، لا أُريد أن أكون هكذا! ألا تَفهم! لا أُريد أن يتأذى أحد بِسببي ، تُخبرني ان كُل هؤلاء يبحثون عَني و تُريدني أن اختبأ مِنهم؟ أخبرني ماذا سيفعلون إن لَم يجدوني بِربِك؟ لِذا رجاءً أفتحه"
هَز اساهي رأسه يميناً و يساراً و قال:
"كلا"
أغلقت اوليفيا عَينيها و حاولت تماسك أعصابها قائِلة:
"اللعنة عَليك!"
قالتها ثُم رَفعت رأسها و أتجهت نَحو الباب و رَكلته بِقوة صائِحة:
"اللعنة عَليك ، لِماذا تَلتصِق بي دائِماً انا حقاً لا أفهم!!"
ألتفتت اوليفيا و نَظرت له قَبل أن تَتجِه لِلغُرفة سريعاً و فَتحتها ثُم أتجهت نَحو النافِذة و كَادت كَسرها بِيدها اليُمنى فأمسك اساهي بِيدها قَبل أن تَصدِمها بِالزُجاج قائِلاً:
"ماذا تَفعلين؟!"
نَظرت اوليفيا له قائِلة:
"مَاذا تظُن أنك فاعِل؟ أنسيت أنني امرأة متزوجة؟!"
"ألا تَملكين شَئ لِقولِه سِوى هذه الجُملة؟"
"لا يُمكنك حَبسي هُنا ، هَذا يُعد خطفاً!"
"لا أهتَم"
أبتسمت اوليفيا بِسُخرية و قالت:
"و هَل تَظُن أنني سأظَل هادئة على هذا الوَضع؟"
"لَن تستطيعين الهَرب"
"مِن أين لَك بِكُل هذه الثِقة؟"
ضَغط اساهي على يديها بِقوة فعَبست هيّ بَينما قال الأخير:
"فَقط أنصتي إلي ، هُنا سَتظلين بِأمان!"
صَمتت اوليفيا لِبُرهة ثُم قالت بَينما تَنظُر له:
"مَاذا عَن ستيفان و زوجته؟ ماذا عَن أصدقائي؟ مَاذا عَن هاري؟"
"لا أستطيع تأكيد أنهم سيكونون بِخير ، لكِن أيضاً لَن يَتغير شَئ إذا عَرضتِ نَفسِك لِلخَطر!"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و نَظرت لِلأرض هامِسة:
"مَاذا تَقصِد؟"
تَرك اساهي يَدها بِبُطء قائِلاً:
"سيكون الجَميع بِخَير فَقط إن أصبحتِ أنتِ أيضاً بِخير"
صَمتت اوليفيا لِثوان ثُم هَبطت على رُكبتيها قائِلة:
"أُريد رؤية هاري حقاً .. أشتقت له كثيراً"
قالتها بَينما أمتلأت عَينيها بِالدموع فتنَهد اساهي و أشاح نَظره قَبل أن يجلِس على رُكبتيه أمامها قائِلاً:
"لا تَبكِ حسناً؟''
رَفعت اوليفيا رأسها و نَظرت له بِعَينيها المُمتلئان بِالدموع و أنفها الزَهري فهَزت رأسها إيجاباً فتنَهد اساهي قَبل أن يُمسِك بِيدها اليُمنى قائِلاً بَينما يَنظُر في عَينيها:
"مَاذا إن وَعدتك بِشئ؟"
صَمتت اوليفيا لِبُرهة ثُم قالت:
"ماذا؟"
"مَاذا إن وَعدتِك أن كُل شَئ سيكون بِخير ، و أنه لَن يتأذى أحد تُحبينه؟"
صَمتت اوليفيا مُجدداً و نَظرت بِعَينيه المُختبئان خَلف شَعرِه الطويل ثُم قالت:
"حسناً"
أخذت اوليفيا نَفساً عَميقاً و هدأت قليلاً و الصَمت ساد بَينهُما لِدقائِق حتى نَظرت اوليفيا لِاساهي و عَقدت حاجِبيها قائِلة:
"لكِن ، لِم أنت مُتأكِد هَكذا بأنك تستطيع حِمايتنا؟"
نَظر اساهي بِعَينيها ثُم لِيدها التي بَين يَديه و قال:
"أعرِف الكَثير عَنهم ، أكثر مِما تَعلمونه"
"لكِن يُمكنني مُساعدتك كثيراً! ، انا لست ضَعيفة أنت بِالفِعل تَعرِف ماذا أعمل لِذا يُمكنني حمايتي و حمايتهم ايضاً!"
"ماذا إن حَدث هَذا مُجدداً؟"
"هاه؟"
"مَاذا إن ألتفوا حَولِك بِمُفردِك مُجدداً؟ مَاذا إن تَكرر مَا حَدث مُنذ ثلاث سنوات؟"
فَتحت اوليفيا فَمها بإندهاش و عَقدت حاجِبيها قائِلة:
"تَمهل ، كَيف .. كَيف تَعرِف هذا؟!"
تسارعت أنفاس اوليفيا قائِلة:
"مَن أنتَ بِحَق الجحِيم؟!"
رَفع اساهي رأسه و نَظر لَها لِثوان قَبل أن يُترِك يَدها بِبُطء و يَقف مُتجِهاً لِلخارِج بَينما شَردت اوليفيا بِذهنها قليلاً ثُم تَنهدت قَبل أن تَضع رأسها بَين راحتي يَدها ثُم تَسحب شَعرها الأسود لِلخلف هامِسة:
"لِم لا أفهم ما يحدُث لي بِحق الجحيم.."







_________

تَم النَشر السَاعة 12:16 بَعد مُنتصِف الليل...

After Midnight • بَعد مُنتصِف اللَيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن