•
•
•
•
•
•
"انتظِر سأفتح أنا الباب لا تَتحرك!"
"لكنني بِخير بِالفعل ، أشعُر و كأن لَم يحدُث شَئ البارِحة''
"لا تتحرك أخبَرتك!"
قَالتها اوليفيا بَينما تَرفع سبابتها و تُشير لِستيفان مُحذِرة بَينما تَتجه لِلباب و قامت بِفتحِه:
"سَيدة اوليفيا جيلبيرتين"
عَبست اوليفيا بِشدة قائِلة:
"تباً"
"لِنتحدث قليلاً"
ضُغطت اوليفيا على يَدِها بِشدة قَبل أن تفتح الباب على مِصراعيه و بِوجهها العابِس قالت:
"تَفضل ايُها الشُرطي"
دَخل الشُرطي لِلداخِل فأغلَقت اوليفيا الباب خَلفه بِشدة و لحقت بِالشُرطي الذي أتجه نَحو اول كُرسي و جَلس عَليه فأقترب ستيفان مِنهُما قائِلاً:
"مَهلاً! ، مَاذا يَحدُث؟ ، أنتِ لَن تَعُودي صَحيح؟"
"كلا لَن أفعل.."
"هَل يُمكِن أن تترُكنا بِمُفردنا؟"
نَظر ستيفان لأوليفيا فهمست اوليفيا له قائِلة:
"لا تقلق فَقط إذهب"
تَنهد ستيفان ثُم أتجه نَحو غُرفته فنَظرت اوليفيا لِلشُرطي قائِلة:
"لَقد ذَهب ، أخبرني الآن ماذا تُريدون مِني؟"
"نُريد عَودتِك"
"لِماذا؟ مُقابل مَاذا سأفعل هَذا؟"
"هَل يُمكن أن نَتحدث بِهدوء فَقط؟"
"تَطلُب مِني العَودة و التحدُث بِهدوء في الآن ذاتِه؟!"
"سَيدة جيلبيرتين ، جَميعنا نَعلم أنكِ تُحبين عَملِك هذا ، و نَحن لَم نكُن السبب في ما حَدث لكِ"
رَفعت اوليفيا سبابتها و صاحت بِوجهِه:
"لَم تَكونوا؟! هذه نُكتة العَام حقاً ، لَقد أنتظَرت مُساعداتكم لأكثر مِن ساعتين و هُم يُحيطون بي ، رأيت جَميع زُملائي يَموتون أمامي واحد تلو الآخر ولا أعرِف ماذا أفعل و حتَى الآن .. حتَى الآن لا يُمكنني نسيان هذا و لا أعرِف كَيف تَم إنقاذي ، و مُتأكِدة أنه لَيس شَخصاً مِن بَينكُم! ، لِماذا تُريدون عَودتي فجأة بَعد مرور ثلاث سنوات بِالفِعل؟!"
"لأننا بِحاجة لكِ! ، لَقد فَقدنا الكَثير مِن ذوي المهارة مؤخراً ، نَحن نَعلم أن هاري هو السَبب الرئيسي في تَركِك لِلعمل لِتتزوجا ، و لَيس ما حَدث لكِ ، لكِن أنا لست هُنا لإجبارِك على فِعل هذا ، فَقط أعرِض عَليكِ العَودة لِلعَمل مُجدداً و كما تَعلمين أن هذا نادراً ما يَحدُث.."
وَقف الشُرطي و أقترب مِن اوليفيا قائِلاً:
"و الأختيّار مَتروك لكِ"
أقترب الشُرطي نَحو الباب و فتحه مُتجهاً لِلخارِج ثم اغلق الباب خلفه بَينما ظَلت اوليفيا بِمكانها تُفكِر حتَى عَاد ستيفان قائِلاً:
"مَاذا حَدث ؟''
" لا شَئ.."
قَالتها ثُم أسرَعت نَحو غُرفتها بَينما ينظُر ستيفان لَها صائِحاً:
"ماذا يَحدُث بِحق الجحيم؟!"
أغلقت اوليفيا الباب خَلفها بِشدة و أسرَعت نَحو حقيبتها قائِلة:
"هَل يَجِب أن أُخبِره؟"
ألقت اوليفيا بِحقيبتها أرضاً صائِحة:
"تباً! سأتأخر على العَمل!!"
أسرَعت اوليفيا و فَتحت خِزانة ملابِسها و أخرجت ملابِس سريعاً و بدأت بإرتدائِها حتى كادَت تَسقُط أرضاً و أعادت الأشياء داخِل حقيبتها ثم أخذتها دون أن تُلاحِظ أنها لَم تَضع هاتِفها فأسرَعت خارِج غُرفتها و مَرت مِن جانِب ستيفان سريعاً دون أن تُودعه حتَى ثُم خَرجت مِن المَنزِل فقال:
"متَى سأفهم هذه الفتاة؟"
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
"تباً ، تباً! أين ذَهب؟!"
"مَا هو؟"
"هاتِفي"
"أبحثي بِهدوء ستجديه .. و رُبما تَركتيه بِالمنزِل"
تَوقفت اوليفيا عن البَحث عَنه و أرتمت على كُرسيها قائِلة:
"تَذكرت لَقد نَسيته هُناك"
"اخبرتك"
عَبست اوليفيا ثُم هَمست:
"كُنت سأتصِل بِهاري لكِن يَبدو أن القَدر لا يُريد"
"لكِن لِماذا كنتِ تبحثين عَنه؟ أهُناك مُكالمة طارِئة؟ ها هو هاتِفي إذاً"
"كلا كلا لَيست كَذلِك ، كُنت سأتصل بِهاري فَقط لَكِن لا يهُم"
"حسناً كما تشائِين"
نَظرت اوليفيا إلى الورقة البيضاء فَوق المكتب و هَمست لِنفسِها:
"القَدر يُحاوِل مُساعدتي لكنني أرفضها الآن؟ حسناً انا مَن تتهرب بِالفِعل"
تأففت اوليفيا ثُم تَذكرت فجأة رجُل أمس الغَريب فقالت:
"لِماذا تَذكرت هذا الشَخص الغَريب الآن؟"..
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
"مازالت العاشِرة و الشوارِع خالية و مُظلِمة بِالفِعل؟"
أكملت اوليفيا طَريقها لكِنها تَوقفت فَور شعُورها بِأحد يُراقِبها و حَركة حَولها سَريعة فوَضعت يَدها في حقيبتها قائِلة:
"هَذا لَيس مَصاص دِماء ، و رُبما مصاص دِماء غَير عَادي.."
أخرجت اوليفيا مُسدسها و ألتفتت خَلفها ضاغطة على الزِناد لكِن المُسدس كان فارِغاً فتوترت اوليفيا قائِلة:
"تباً لِماذا يَحدُث هذا لي!"
أخذت اوليفيا نفساً عميقاً و أقتربت بِبُطء خَلف إحدى الحوائط و القَلق يَمتزِج مَع الخَوف سوياً داخِل عروقِها حتَى وَصلت لكِنها لَم تجِد احداً فتنفست صعداء قائِلة:
"جَيد ، إلى المَنزِل سريعاً إذاً"
ألتفتت اوليفيا فوجدت أحد مصاصين الدِماء يَقف و ينظُر نَحوها بِعَينيه الحمراوتان فتوترت اوليفيا مُجدداً قائِلة:
"لا أظُن أنني قادِرة على المواجهة بِدون سِلاح الآن لِذا لا مَفر سِوى .. الهَرب!"
ألتفتت اوليفيا سَريعاً و بدأت بِالركض إلى لا مكان ، فهي لا تَعلم إلى أين يَجِب أن تَذهب و هَذا الجُزء مِن المَدينة لا يُوجد بِه أحد تَعرِفه حتَى تَذكرت فجأة الرجُل الغَريب قائِلة:
"أجل أتذكر أن مَنزِله كان بِهذا الإتجاه!"
رَكضت اوليفيا بأقصى سُرعتها نَحو مَنزِل الرجُل الغَريب لكِنها سَقطت أرضاً لأنها لم تُلاحِظ الصَخرة الكَبيرة على الأرض و جَرحت ساقها و بدأ الدم يتساقط على الأرض نقطة وراء أُخرى فهمست اوليفيا:
"تباً ، هذا مؤلم بِالإضافة أنه سيجمع جميعهم هُنا قريباً يجب أن أُسرِع!"
وَقفت اوليفيا سَريعاً بَعدما رأت مصاص دِماء أخر ينظُر لها مِن بَعيد فعادت لِلرَكض بَينما ساقها تؤلِمها بأقصى ما أمكنها و مصاصيّن الدِماء ينظُران لها مِن الخلف حتَى وَصلت إلى مَنزِل الرجُل الغَريب فضحكا قَبل أن يندفعا نحوها بِسُرعتهما الشديدة فأسرعت اوليفيا و طَرقت الباب بِقبضتا يداها و هي تنظُر لِلأرض و شعرُها يُحاوِط وجهها صائِحة:
"ارجوك هيّا!"
فَتح الرجُل الباب قَبل أن يَصِلا لها فرفعت رأسها و نَظرت له بَينما أمسكها هو مِن ذِراعِها و سَحبها لِلداخِل و أغلق الباب خَلفها.
نَظرت اوليفيا له ثُم جَلست على الأرض سريعاً و بدأت بِإلتِقاط أنفاسها بِصعوبة بَينما تَضع يَدها اليُسرى على صَدرِها و اليُمنى على ساقِها المجروحة فنَظر الرجُل إلى ساقها و الدِماء التي تُغطيها فأتسعت عَيناه و بدأ لونهما بِالتغير إلى الأحمر و كذلِك لَون شَعره إلى الأبيض لكِنه تراجع خطوتين لِلخلف و وَضع يَده على رأسِه قَبل أن يُسرِع نَحو غُرفته و أغلق الباب خَلفه لينظُر لِلمرآة قائِلاً:
"تباً!"
رَفع الرجُل شَعره و نَظر لِعَينيه اللذان عادتا لِسوادهما فتنهد قَبل أن يَبحث عن قطن طبي و يعود لها مُجدداً لكنه وجدها قَد قطعت قِطعة مِن بِنطالِها و رَبطت ساقها فأشاح نَظره بَعيداً و قال بِصوتِه الأجش:
"يَجب أن تغسليها"
رَفعت اوليفيا رأسها و نَظرت له و صمتت لِثوان ثُم قالت:
"أين؟"
أشار الرجُل إلى الحمام دُون أن ينظُر لِساقها فتنهدت اوليفيا قَبل أن تقِف و تتجِه بِبُطء نحوه فتنفس هو صعداء و هَمس بَينه و بَين نَفسه:
"لا أستطيع مُعالجتها بِطريقتي و إلا ستشُك بي ، و يَجِب أن أتحكم بِنفسي"
أمسك الرجُل بِمنشفة و بدأ بِتنظيف الدِماء من الأرض و هو يُغلِق أنفه و يتفادى النَظر لَها فمسحها سَريعاً و ألقاها بعيداً عَن ناظِريه فعادت اوليفيا و جَلست بِنفس المكان فأقترب الرجُل مِنها و بدأ بِتنظيف الجَرح بِالقطن الطبي ثُم قَطع جُزء مِن قميصه الأسود و رَبط ساقها بِه ثُم أبتعد سريعاً و بدأ بإلتِقاط أنفاسه بَعيداً عَنها
"شُكراً لَك ، نَحن لا نَعرِف بَعضنا لكِنك ساعدتني كثيراً ، حقاً شُكراً لَك"
صَمت الرجُل قليلاً و هَمس بَينه و بَين نفسه:
"كلا .. نحن نَعرِف بعضنا البَعض جَيداً.."
"و أيضاً أعتذِر لأنني قَد أكون سَبباً في تورطك بِمُشكلة.."
"أنا أعيش بِمُفردي ، المُشكلة عِندك أنتِ"
تنَهدت اوليفيا و نَظرت لِلأرض بَينما وَقف الرجُل قائِلاً:
"يُمكنك النَوم بِغُرفتي"
"كلا ، كلا سأنام أنا هُنا ، انه منزِلك و لا يَجب أن أترُكك تنام هُنا"
"لكن.."
"لا لكِن ، سأنام هُنا"
قالتها اوليفيا بِصَوت مُرتفِع بَينما تُشيح بِيديها
"لَدي غُرفة أُخرى"
رَفعت اوليفيا رأسها و نَظرت له بِعَينين مُتسعتين
"ماذا حقاً؟"
هَز الرجُل رأسه ايجاباً فقالت اوليفيا:
"إذاً سأنام بِها"
"غَير مُرتبة"
"لا أهتم"
"لا أحِب العِناد ، ستنامين بِالغُرفة ذاتها ، أنسيتِ أنكِ فعلتيها مِن قَبل؟"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها بِغضب و قالت:
"مَهلاً مَاذا تَقصِد؟"
تنهد الرجُل قائِلاً:
"ستنامين بِغُرفتي ولَيس لكِ دَخل بأين سأنام!"
صَمتت اوليفيا قليلاً ثُم وَقفت بِبُطء و أستندت على الحائِط قائِلة:
"حسناً"
أتجهت نَحو الغُرفة بِبُطء بَينما أغمض الرجُل عَيناه هامِساً:
"مَازِالت طِفلة"
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
وَقف الرجُل خَلف باب الغُرفة ينظُر لأوليفيا بَينما هيّ نائِمة بِعُمق مِن التَعب فأبتسم قَبل أن يُغلِق الباب و يَعود لِلغُرفة الأُخرى
"لِماذا مازِلت تَفعل هذا؟ لِماذا مازِلت تَحميها؟"
نَظر الرجُل لِلشخص الواقِف أمامه ثُم تنهد قائِلاً:
"لماذا عُدت؟"
"عُدت لأُوقظك ، شقيقك إذا عَلِم سَوف.."
"أخي لَن يَعلم! ، تَوقف الآن و أذهب مِن حَيث أتيت"
قالها ثُم جَلس على سريره فوَقف الشَخص الآخر ذو الشَعر الأشقر أمامه قائِلاً:
"لماذا أنتَ مُتأكِد انه لَن يعرِف هكذا؟"
"لأنك تَعلم أنني أفعل هذا مُنذ زمن ، و لَيس الآن فقط"
"لكِنك الآن قَريب مِنها بَعدما وَعدت ألا تعود مُجدداً!"
"لَيس شأنك ، أنا لست مصاص دِماء عادي ، و أنت تَعرِف اذاً لِمَ المُماطلة؟''
وَضع الاخر يَده على رأسه و تنهد قائِلاً:
" لقد سئِمت مِن تحذيرك مِراراً و تِكراراً ، أفعل مَا تشاء!"
قالها ثُم أتجه نَحو الباب ثُم خارِجاً بَينما الأخير تنهد و سَحب شَعره الأبيض لِلخلف قائِلاً:
"سأستمِر بِحمايتها و لن يَقوم أحد بِمَنعي مِن هذا"
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
فَتحت اوليفيا عَينيها بِبُطء بَعدما شَعرت بألم شَديد في ساقِها فنَظرت حولها قائِلة:
"ساقي تؤلمني كثيراً"
أشاحت اوليفيا الغِطاء بعيداً و جلست قائِلة:
"مازلنا في الليل ، تباً لِهذا!"
وَقفت اوليفيا و أستندت على الحائط لكِنها لَم تكُن قادِرة على التحرُك كالبداية فعبست بِشدة قائِلة:
"كلا ، ما هذا الحَظ!"
تَحركت اوليفيا بِبُطء نحو الباب بَينما تخطو بِقدم واحدة حتى وَصلت إلى الباب و فتحته مُتجِهة إلى غُرفة الرجُل الغَريب و فتحت بابها قائِلة:
"اعتذِر على إيقاظِك لكِن.."
نَظرت اوليفيا أمامها وجدته مُستيقظاً و يقِف أمام النافِذة و ينظُر لها بِعينيه أسفل شَعره الأسود فتنهدت اوليفيا قائِلة:
"اه .. أنتَ مُستيقظ؟ فقط انا بِحاجة لِمُساعدتك أعتقد أن قَدمي لَم تُجرح فَقط"
أقترب الرجُل نحو اوليفيا فأستندت اوليفيا عليه و سارا حتَى وصلا إلى سَريره فجَلست اوليفيا عَليه بِبُطء بينما جَلس الأخير على رُكبتيه و أمسك بِقَدم اوليفيا بِخفة قائِلاً:
"هُنا؟"
عَقدت اوليفيا حاجِبيها و قالت بِألم:
"أجل"
تنهد الأخير و خَفض رأسه و أغلَق عَينيه لِثوان مُمسِكاً بِِقدمِها بَينما ظَلت اوليفيا تنظُر لِشعره شَديد السواد و الطوِيل و الذي اخفى ما يفعلُه فهمست لِنفسها:
"لِماذا يبدو هذا مألوفاً نوعاً ما.."
فَتح الرجُل عَينيه و تَرك قدمها قائِلاً:
"أفضَل؟"
أتسعت عَيني اوليفيا و قالت بإندهاش:
"أجل ، أعتقِد أنها شُفيت تماماً لكِن .. كَيف فَعلت هذا؟ ظَننت أنها كُسِرت حقاً"
"كلا لَم تُكسر ، لكِنني أستطعت التعامُل معها"
"شُكراً لك ، لا أعرِف هذه المرة الـكَم لكِن حقاً أنا مَدينة لَك بِالكثير"
"كلا ، لا حاجة لِشُكري مِراراً و تِكراراً"
رَفع الأخير رأسه و نَظر لَها قائِلاً:
"أنا مَن يَجب أن يفعل هذا"
نَظرت اوليفيا في عَينيه و شَردت قليلاً قَبل أن تقول:
"مَاذا؟"
خَفض الأخير رأسه مُجدداً و وَقف قائِلاً:
"لا شَئ ، سأنام بِالغُرفة الأُخرى"
قالها ثُم أتجه لِلباب و دلف خارِجاً بَينما شَردت اوليفيا بِجُملته قليلاً قائِلة:
"غَريب حقاً"
دَلف الرجُل خارج الغُرفة و أغلق الباب خَلفه ثُم تنهد قائِلاً:
"أهيّ حقاً لا تَتذكر ؟.."
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
تَسحبت اوليفيا بِبُطء مِن غُرفتها و ذَهبت نَحو غُرفة المَعيشة و كادت أن تترُك ورقة على الطاوِلة لكِنها فزعت بَعدما سَمعت صَوت الرجُل و هو يوجه لها الحَديث:
" ماذا تَفعلين؟"
ألتفتت اوليفيا و نَظرت له بَينما تسارعت أنفاسها قائِلة:
"لَقد فَزعتني! .. كُنت سأترُك لك هذه قَبل ذهابي"
"ما هذه؟"
"إنه رقم هاتفي ، كُنت أُريدك أن تَتصل بي لِنتفق على مكان و وقت لأشكُرك بِشكل أفضل على كُل ما فعلته مَعي"
"لا حاجة لِهذا"
"لكِنني أُريد فِعل هذا حقاً!"
"غداً السابعة مساءً؟"
"بِمنزلي؟"
صَمت الرجُل قليلاً ثُم هَز رأسه إيجاباً فأبتسمت اوليفيا و وضعت الورقة بِيَده اليُمنى و أغلقت عليها بِشدة قائِلة:
"فليبقى رَقمي مَعك ، حسناً؟"
نَظر الرجُل لِيدها التي تُغلِق على يَده و هَز رأسه إيجاباً فأشاحت يدها قائِلة:
"حسناً ، وداعاً و شُكراً لك مُجدداً"
قالتها ثُم ألتفتت و دَلفت خارِج المَنزِل قائِلة:
"إنه غريب لكِن لطيف.."
فَتح الرجُل الورقة و نَظر بِها قَبل أن يبتسم قائِلاً:
"هَل كانت ستفعل هذا إن عَرِفت هَويتي؟"
تلاشت ابتسامة الرجُل و شَعر بالألم الشَديد في رأسِه فَوضع يَده عليها قائِلاً:
"تباً أحتاج لِلدِماء و مازِلنا بِالصباح!"
أرتدى الرجُل قُبعة ثُم فتح الباب و نَظر حَوله فوَجد رجُل عجوز يَسير بِمُفرده و زَوجان يسيران سوياً و قِطة على مَقربة مِنه فألتفت نَحو القِطة و أقترب مِنها مُحاوِلاً تفادي ضَوء الشَمس رَغم عِلمه أنه لَن يؤذيه كثيراً كما يَعتقد الآخرون ، نَظرت القِطة له و بدأت بِالركض لكنه كان أسرع و أمسك بِها قائِلاً:
"قِطتي؟ أسِف على ما سأفعله بِك"
قَالها ثُم عاد لِلمنزِل بَينما يُخفي القِطة حتَى لا يراها أحد و فَور دخوله لِلمنزِل بَدأ شَعره بِالعودة إلى اللون الأبيض و عيناه إلى اللون الأحمر و غَرز أنيابه بِرقبة القِطة التي بدأت بِالمواء حتَى سكنت تماماً .
أنتهَى مِن سَحب دِمائها و هو يَحرُص على عَدم هَدر نُقطة واحِدة فألقى بِجُثة القِطة بَعيداً بَينما أنفاسه السَريعة بدأت تهدأ تدريجياً فجَلس على الأرض قائِلاً:
"هذا قَليل لِلغاية ، لكِن يَجِب أن أتحمل هكذا لكي أبقى بِجانب اوليفيا"___________
تَم النَشر الساعة 12:20 بَعد مُنتصف الليل...
أنت تقرأ
After Midnight • بَعد مُنتصِف اللَيل
Vampireالبَشر و مصاصي الدِماء، يعيشون سوياً بقوانين صارِمة، و أسطورة لا يؤمِن بِها سِوى مصاص دِماء واحِد، و تِلك المرأة التي كانت تَعمل في مُكافحة مصاصين الدِماء مِن قَبل، انتشرت الفوضى.. فماذا سيحدث؟