11/8/2016
أمسكت بمفتاح منزله وفتحت الباب، أنا فقط من أمتلك نسخةً من المفتاح فهو يعيش وحيداً بسبب مشاكلٍ عائليةٍ بين والديه مما أدى الي انفصالهما، تأتي أمه للإطمئنان عليه بين الحين والآخر،
دلفت لداخل غرفته ووضعت كوب القهوة الذي أحضرته من أجله على الطاولة وأنا أتأمل تلك الصور التي إلتقطناها معاً،
كانت معلقةً بمشابك صغيرةٍ على حبلٍ مضئٍ فوق مكتبه وبجوارها الكثير من العبارات التي كتبها واصفاً فيها صداقتنا وكم يحب رفقتي،
نظرت له بإمتنانٍ وهو نائمٌ على فراشه، بدا لي وكأنه ملاكٌ هادئٌ تحاوطه البراءة، أريد أن أبكي على ما حل بنا لكني أشعر أن دموعي قد جفت بسبب بكائي طوال الليل حتى تورمت عيناي،
عدت أتأمل الصور وأقرأ العبارات فإستوقفني رؤيتي لورقتان قد علقا على الحبل من منتصفهما الذي تم طيه فلا يظهر ماهو بداخلهما، مددت يدي وفتحت أول واحدةٍ وبدأت في قراءتها:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"حاولت كثيراً أن أتخطى شعوري نحوها لكنني أحبها من كل قلبي، أراها جميلةً دائماً في كل وقتٍ وحين، هي من قضت على وحدتي وملأت حياتي بمرحها وأعادت لي بسمتي، بسببها أصبحت حياتي حياتاً بما تعنيه الكلمة، لا يوجد من يستحق أن أتمنى إكمال بقية عمري بجواره سواها، لكني خائفٌ من إخبارها، لا أملك الشجاعة الكافية للإعتراف لها الآن لذلك سأنتظر لحين عودتها وأصارحها بما يحتوي قلبي،
روزان الجميلة،
أحبك♡!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغمضتُ عيناي وأنا أعتصرهما أهز رأسي نفياً بكل ما أشعر من ألم،
أحبني كما أحببته!
لكنني خفت أن أصارحه وألا يتقبل حقيقة ذلك فيبتعد عني للأبد،
لقد أحبني!
لكني علمت متأخراً في وقتٍ لا يسمح بأي إعترافات، هو لم يشأ إخباري لذلك لن أخبره أنني قد علمت حتى لا يحزن، سأصمت وحسب،
توجهت نحو الورقة وقمت بفتحها، وجدت فيها ما كنت أتوقع رؤيته:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"كل شئٍ ضاع من يدي، صحتي، حياتي، سعادتي و روزان لن أخبرها بأي شئٍ أبداً، سأعيش ما تبقى لي من أيامٍ بسلامٍ جوارها يكفيني رؤيتها بخير، كانت هدية جميلة لما تبقى من أيامي فلن أؤذيها ولن أثقل صدرها بهمومي، يكفيها ما حل بها،
لكنني أحبها وسأظل أحبها ولن أتوقف عن ترديد تلك الكلمات ما حييت".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنسابت الدموع بدفءٍ على وجنتاي، أخذت نفساً طويلاً وأخرجته مصاحباً بآهةٍ دفينة،
ما كان ينقصني أي ألمٍ يا ستيڤن ألا يكفي رؤيتك مريضاً لا أقدر حتى على
رؤية بسمتك،
جلست على الكرسي بجوار فراشه ومددت يدي أملس على رأسه برفق، لقد إختفى شعره البني الناعم الذي أحببت،
فتح عينيه ونظر لي بتعبٍ فأردفت:_أنا هنا يا لطيفي!
أنت تقرأ
Tᕼᗴ ᗰᗴᗰO//المذكرة
Short Storyكنت أدون يومياتي بإبتسامةٍ في هذا الدفتر لكني لا أعلم ماذا حدث بعدها، تلك الإبتسامة بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أصرخ باكيةً أمام كلماتي،كيف يمكن لتلك الأيام أن تكون نقيض ما مررت به بجواره، هو سبب ذلك البكاء لكنه ليس عدواً ولا حبيباً، هو صديقٌ...