20/9/2016
مرت الأيام وكل يومٍ حالته تزداد سوءاً، لم يعد قادراً على السير طويلاً، أدفعه جالساً على كرسيٍ متحرك أجر خلفي ألمي وكلمات إعترافه التي تخنقني وتستنفذ طاقتي وتحتل تفكيري،
وصلنا لمركز العلاج، هذا وقت جلسة العلاج الكيميائي الخاصة به، تركته للطبيب وجلست خارج الغرفة أنتظر، أراه من خلف الزجاج جالساً وتلك الإبرة تستوطن وريده، تحمل بداخلها حمماً تحرق ما تبقى من روحه وروحي، أتألم على الرغم من جلوسي لا أفعل شيئاً لكن ذراعي تؤلمني بمجرد رؤيته هكذا،
وقلبي أيضاً.
دموعه تزحف على خديه ببطءٍ كالوقت الذي يمر الآن، أعلم أنه أصبح متعباً ويطلب الراحة لكن الألم لن يسمح له بذلك، ألمه النفسي والبدني، لا أدري أيهما يؤلمه أكثر من الآخر.
أنهى جرعته وحان وقت الرحيل، نهضت لأمسك بكرسيه ودفعته نحو المصعد وأنا أربت على ظهره وأجفف دموعه_أنا بخير
_كفاك تظاهراً أرجوك، لا بأس إن أظهرت ضعفك أمامي، أنت تتألم كثيراً أفصح لي عن هذا الألم ودعني أشاركك إياه
عدنا للمنزل وأعددت له الحساء وجلست أطعمه بيداي
_ستيڤن، هل لي أن أسألك سؤالاً؟
_بالطبع
_أريد أن أعلم ما الذي تعرضت له في غيابي، كيف إكتشفت إصابتك؟
_أخذ نفساً طويلاً ثم نظر لي قائلاً: بدأ الأمر بأعراضٍ عادية كالحمى لكن إصابتي بالعدوى تكررت كثيراً وضعفت شهيتي حتى بدأ وزني في الإنخفاض بشكلٍ ملحوظ،....لاحظت إصفرار لون جلدي وإنتهى بي المطاف عند نزيف أسناني أثناء غسلها وظهور بقعٍ حمراء صغيرةً على جلدي، كان هذا مخيفاً ومزعجاً بحق
_لما لم تخبرني بكل هذا، كنت أحادثك كل يومٍ وفي أي وقت!
_لم أشأ إخبارك حتى لا أثير قلقكي، ظننت أنني سأكون بخير....لكنني كنت مخطئاً
_لست مخطئاً ستكون بخير، أعدك بهذا
إحتضنته ببكاء أردد كلمات أسفٍ على ما تركته يواجه بمفرده بينما كنت أنا ألهو ظناً مني أنه بخير
أنت تقرأ
Tᕼᗴ ᗰᗴᗰO//المذكرة
Historia Cortaكنت أدون يومياتي بإبتسامةٍ في هذا الدفتر لكني لا أعلم ماذا حدث بعدها، تلك الإبتسامة بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أصرخ باكيةً أمام كلماتي،كيف يمكن لتلك الأيام أن تكون نقيض ما مررت به بجواره، هو سبب ذلك البكاء لكنه ليس عدواً ولا حبيباً، هو صديقٌ...